أيمن شكل:
أكد مشايخ أن الأضحية شعيرة بنص القرآن وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز استبدالها بالمال، مشددين على ضرورة اختيار الأفضل منها بحسب مقدرة المسلم، وأوضحوا أن الثمن ليس هو المعيار دائماً، ولكن الوزن وصحة الأضحية وطيب اللحم يمكن أن تتواجد في كافة أنواع الأضاحي سواء العربية أو الأخرى.
وأشار رجال الدين إلى أن شراء وذبح وتوزيع الأضحية فيها 3 عبادات، لكن مع ظروف جائحة كورونا، يمكن للمسلم توكيل جهة موثوقة ولديها علم بأحكام الأضحية مثل الجمعيات لتنوب عنه في الذبح والتوزيع، لافتين إلى ما أجازه جمهور العلماء بإمكانية توزيع الأضاحي داخل البلاد وخارجها.
وأشار الشيخ الدكتور ياسر المحميد إلى فضل ذبح الأضحية للمسلم، مشيراً إلى قول جمهور العلماء إنها سنة بينما دأب البعض الآخر منهم على وجوبها، لكثرة الأدلة على أهمية الاضحية باعتبارها عبادة شخصية وعبادة متعدية نفعية، وقال إنها تأتي حرصاً من الإسلام على أن تكون أعياد المسلمين أعياد سرور وفرح ولحمة اجتماعية، فكما أنه يشرع في عيد الفطر إخراج زكاة الفطر فيشرع في عيد الأضحى ذبح الأضحية لإطعام الفقراء والمساكين، فقد ضحى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالأضحية.
وحول نوعية الأضحية واختيار الأفضل، نوه الشيخ المحميد إلى قوله تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون" حيث فسر العلماء كلمة الخبيث بالرديء، كما لفت إلى الحديث الشريف: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" وقال إنه عندما ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختار أفضل الأضاحي صحة وجمالاً، لكنه أوضح أن الأفضل ليس الأغلى في الثمن دائماً، ولكن يقصد به الأكثر وزناً والأبعد عن العيوب مع طيب اللحم، وقال إن هذه الأوصاف قد تكون في الذبائح العربية وغير العربية، ناهيك عن أن الأضحية تكون من بهيمة الأنعام وهي البقر والإبل والغنم، ويشترك 7 مسلمين في أضحيتي البقر والإبل.
كما بين الشيخ المحميد أن نية الحج والذبح عند البيت الحرام، وعدم استطاعة المسلمين أداءها بسبب الظروف الصحية التي ضربت العالم، قد ورد فيها حديث قدسي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هم بحسنة فلم يعملها كتب له أجرها" وفي حديث آخر عنه: "إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً، وقال: "إذا عقد الإنسان نية الحج وخطا خطوات سديدة نحو ذلك ومنع بمانع قهري ولم يتمكن من الذهاب فنرجو الله أن يكتب له حجاً كاملاً".
ولفت الشيخ ياسر إلى أعمال يقوم بها المسلم غير الحج والعمرة، دل عليها صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء"، وقال: "يجب أن ينتهز المسلم العشر من ذي الحجة في طاعة الله صوماً وصدقة وصلاة، وخاصة يوم عرفة بالإكثار من ذكر الله والتكبير، وكلها أعمال صالحة ثم يضحي مع المسلمين وهو الآن مقيم في بلده، وحاله حال من لم ينو الحج".
ونوه الشيخ المحميد إلى قضية الاختيار بين شراء الأضحية وذبحها أو توكيل شخص أو جمعية لأداء هذه المهمة، إلى وجود 3 عبادات في الأضحية، الأولى هي شراء الأضحية واختيارها ومعاينتها، والثانية هي تولي الذبح بنفس المكلف، أما الثالثة فقيام المكلف بتوزيعها بنفسه على المحتاجين الفقراء، وقال إن تلك هي الحالة الأكمل، فقد ضحى صلى الله عليه وسلم بيده واختار الأضحية بنفسه ووزعها على فقراء المسلمين.
واستدرك قائلاً: "مع ذلك يجيز الفقهاء توكيل الغير بشرط أن يكون ثقة أميناً عالماً بأحكام الأضحية، كما أنه لا مانع من توزيعها داخل البلاد أو خارجها إذا كان هناك حاجة، وفي هذا خلاف بين العلماء، لكن الأقرب جواز التوزيع داخل البلاد وخارجها".
من جانب آخر، ذكر الشيخ هشام الرميثي قوله تعالى: "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر" وكذلك فضل العشر من ذي الحجة في قوله تعالى: "والفجر وليال عشر" وقال: "نحن على أيام من أفضل أيام الله وهي العشر من ذي الحجة، ويتسابق فيها الناس على فعل الخير لما لها من فضل عظيم وبركات، ومن لم يستطع أداء الحج فلديه الفرصة أن يعظم شعائر الله بالقربات والصدقات والدعاء والصيام وخاصة صوم يوم عرفة، وأيضاً ذبح الأضحية".
وأشار الرميثي إلى أفضلية الأضحية واختيارها، لما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضحى بكبشين أملحين وقال هذا عن محمد وآل محمد، فيما نوه إلى قوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين" وقوله تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين"، وقال: "لا يضيق الله على الناس واسعاً، فمن استطاع أن يذبح أضحية عربية فليفعل ومن لم يستطع فلديه خيارات أخرى، والله يضاعف الأجر لمن يشاء وإنما الأعمال بالنيات".
وأكد الرميثي أن القادر على ذبح أضحية عربية لا يجب أن يتردد في ذلك طالما كانت لديه القدرة؛ لأن المال هو مال الله عز وجل، الذي ينظر إلى تعظيم شعائره جل جلاله، وهو مطلع على القلوب ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك من الغني فيجعله فقيراً ويؤتي الملك للفقير فيجعله غنياً، وقال: "اليوم نحن لا نحتاج للمال وإنما نحتاج أن يبارك الله فيما رزقنا وفي عافيتنا وصحتنا، ونوه إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "خذوا عني مناسككم" حيث ضحى بأفضل ما كان عند العرب وقتها".
وأشار الشيخ هشام إلى توزيع الأضحية بأن يكون الثلث لصاحبها وثلث للفقراء من أهله والثلث الأخير للفقراء والمساكين، لافتاً إلى أن توكيل أحد بذبح الأضحية يستوجب أن يكون الوكيل محل ثقة وذا أمانة، مشدداً على أن الأولى والأفضل ذبح المسلم أضحيته بنفسه، وخاصة مع توافر الذبائح وأن الذبح لا يحتاج لأكثر من ربع ساعة، ونصح بوجوب حضور الذبح لكنه لفت إلى الظروف التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا وما فرضته من تدابير قد تمنع ذبح الأضاحي وتوكيل جمعيات بذلك، وقال إن في مملكة البحرين العديد من الجمعيات الموثوقة جعلت الأمور ميسرة.
وحول استبدال البعض للأضحية بإخراج أموال للفقراء، أكد الشيخ الرميثي أن تلك الشعيرة نزل فيها نص والمسلم ملزم به ولا يجب أن يجتهد الناس مع النص، وقال إن مجال الصدقة مفتوح.
وفي ذات السياق أكد الشيخ عبدالله المناعي أن ذبح الأضحية والأكل منها وإطعام الفقير والأقرباء، سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن وقت الذبح يمتد إلى ما قبل غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويصح ليلاً خلافاً لما يظنه العوامّ، ويجوز صنع وليمة منها.
وقال المناعي إن الأضاحي شعيرة عظيمة ولها شروط وأحكام، فمن شروطها أن تبلغ الأضحية السن المعتبرة شرعاً، ففي الإبل ما تم له خمس سنوات ومن البقر ما تم له سنتان ومن المعز ما تم له سنة كاملة، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، وشدد على أهمية أن تكون الأضحية سليمة من العيوب.
وحول أجزاء الأضحية، أشار الشيخ المناعي إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أربع لا تجزأ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها والكسيرة التي لا تنقي"، لافتاً إلى أن الأضحية تشمل في الأجر كبشين لفعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال: "الأفضل هي الأغلى ثمناً والأطيب لحماً".
وقال الشيخ موسى الطارقي: "تعتبر الأضحية من الأعمال الفاضلة التي حث عليها الدين الحنيف ويدل على ذلك هذه النصوص الشرعية فقد روى التِّرمِذي وابنُ مَاجه عَن عَائشةَ رضي الله عنها قَالت: "قالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (مَا عملَ ابنُ آدمَ يومَ النَّحرِ عملاً أحبَّ إِلى اللهِ مِن إهرَاقِ الدَّمِ، وإنَّهُ ليُؤتَى يومَ القِيامةِ بقُرُونِها وأشْعَارِهَا وأظْلافِها، وإنَّ الدَّمَ ليقَعُ مِنَ اللهِ بِمكانٍ قَبلَ أنْ يَقعَ بالأَرضِ، فَطِيبُوا بِها نَفساً).
وأشار إلى حرِصَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم عَلى جَمعِ الدِّرهَمِ والدِّينَارِ لِشِرَاءِ أغْلَى الأضَاحِي وأطيبِهَا، ويدلُّ عَلى ذلكَ حَديثُ أبِي الأشَدِ السُلَمِي عَن أبِيهِ عَن جَدِّهِ قالَ: " كُنتُ سَابعَ سَبعةٍ مَع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قالَ: فأمَرنَا نَجمَعُ لكُلِ رَجلٍ مِنَّا دِرهمًا فَاشتَريْنَا أضحِيةً بسبْعِ دَراهِمَ، فقُلنَا : يا رسُولَ اللهِ لقَد أغْلَينَا بِها. فقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أفضَلَ الضَّحَايَا أغْلَاهَا وأسمَنُها). وقال إن موضوع الثمن مرتبط بقدرة الإنسان المادية، فمن قدر على أن يشتري أضحية غالية الثمن فاليفعل، ومن لم يستطع فليأخذ من الأضاحي ما يتوافق مع ميزانيته ودخله المادي بما يستطيع.
• ونوه الشيخ موسى إلى العلاقة بين الأضحية والحج بأنها علاقة زمان لا علاقة ملازمة، لأن التضحية يفعلها غير الحاج، ومن حرم من الذهاب للحج لأي سبب كان وكان قد عزم على الحج وأغلقت أمامه الأبواب فإن أجر حجه مكتوب عند الله بإذن الله تعالى كما يدل عليه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مرض العبدُ أو سافر ، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيمًا). رواه البخاري
وأكد الطارقي أن السنة في الأضحية أن يذبحها المضحي بنفسه كما روت أم المؤمنين وعن عائشة: رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " أخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: (بسم الله، اللهم تقبل من محمد ومن أمة محمد ثم ضح)" رواه مسلم. فيدل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بنفسه ولم يوكل أحداً في ذلك، وهذا رأي الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.
وقال: "يرى بعض أهل العلم جواز التوكيل مستندين إلى إنّ الأضحية مما تدخل فيه النيابة فيجوز التوكيل في الهدي والأضاحي، ودليل ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع نحر بيده ثلاثاً وستين بدنة، ثم وكل عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فنحر ما بقي، والحديث أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، ولأن الأضحية ليست من العبادات البدنية كالصلاة والصيام فيجوز التوكيل والتوكل فيها، موضحاً أنّه يشترط في الوكيل أن يكون جائز التصرف، والمراد بجائز التصرف: الحر، البالغ، العاقل، إلى جانب أنّه لا بد فيمن يباشر الذبح أن يكون مسلماً، فالتوكيل لشراء الأضحية والتوكيل لذبحها جائز، والأفضل أن يباشر المرء ذلك بنفسه، سواءً في شراء الأضحية ليتخير أفضلها وأنفسها أو في الذبح؛ ليقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يباشر ذبح أضحيته بنفسه".
أكد مشايخ أن الأضحية شعيرة بنص القرآن وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز استبدالها بالمال، مشددين على ضرورة اختيار الأفضل منها بحسب مقدرة المسلم، وأوضحوا أن الثمن ليس هو المعيار دائماً، ولكن الوزن وصحة الأضحية وطيب اللحم يمكن أن تتواجد في كافة أنواع الأضاحي سواء العربية أو الأخرى.
وأشار رجال الدين إلى أن شراء وذبح وتوزيع الأضحية فيها 3 عبادات، لكن مع ظروف جائحة كورونا، يمكن للمسلم توكيل جهة موثوقة ولديها علم بأحكام الأضحية مثل الجمعيات لتنوب عنه في الذبح والتوزيع، لافتين إلى ما أجازه جمهور العلماء بإمكانية توزيع الأضاحي داخل البلاد وخارجها.
وأشار الشيخ الدكتور ياسر المحميد إلى فضل ذبح الأضحية للمسلم، مشيراً إلى قول جمهور العلماء إنها سنة بينما دأب البعض الآخر منهم على وجوبها، لكثرة الأدلة على أهمية الاضحية باعتبارها عبادة شخصية وعبادة متعدية نفعية، وقال إنها تأتي حرصاً من الإسلام على أن تكون أعياد المسلمين أعياد سرور وفرح ولحمة اجتماعية، فكما أنه يشرع في عيد الفطر إخراج زكاة الفطر فيشرع في عيد الأضحى ذبح الأضحية لإطعام الفقراء والمساكين، فقد ضحى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالأضحية.
وحول نوعية الأضحية واختيار الأفضل، نوه الشيخ المحميد إلى قوله تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون" حيث فسر العلماء كلمة الخبيث بالرديء، كما لفت إلى الحديث الشريف: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" وقال إنه عندما ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختار أفضل الأضاحي صحة وجمالاً، لكنه أوضح أن الأفضل ليس الأغلى في الثمن دائماً، ولكن يقصد به الأكثر وزناً والأبعد عن العيوب مع طيب اللحم، وقال إن هذه الأوصاف قد تكون في الذبائح العربية وغير العربية، ناهيك عن أن الأضحية تكون من بهيمة الأنعام وهي البقر والإبل والغنم، ويشترك 7 مسلمين في أضحيتي البقر والإبل.
كما بين الشيخ المحميد أن نية الحج والذبح عند البيت الحرام، وعدم استطاعة المسلمين أداءها بسبب الظروف الصحية التي ضربت العالم، قد ورد فيها حديث قدسي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هم بحسنة فلم يعملها كتب له أجرها" وفي حديث آخر عنه: "إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً، وقال: "إذا عقد الإنسان نية الحج وخطا خطوات سديدة نحو ذلك ومنع بمانع قهري ولم يتمكن من الذهاب فنرجو الله أن يكتب له حجاً كاملاً".
ولفت الشيخ ياسر إلى أعمال يقوم بها المسلم غير الحج والعمرة، دل عليها صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء"، وقال: "يجب أن ينتهز المسلم العشر من ذي الحجة في طاعة الله صوماً وصدقة وصلاة، وخاصة يوم عرفة بالإكثار من ذكر الله والتكبير، وكلها أعمال صالحة ثم يضحي مع المسلمين وهو الآن مقيم في بلده، وحاله حال من لم ينو الحج".
ونوه الشيخ المحميد إلى قضية الاختيار بين شراء الأضحية وذبحها أو توكيل شخص أو جمعية لأداء هذه المهمة، إلى وجود 3 عبادات في الأضحية، الأولى هي شراء الأضحية واختيارها ومعاينتها، والثانية هي تولي الذبح بنفس المكلف، أما الثالثة فقيام المكلف بتوزيعها بنفسه على المحتاجين الفقراء، وقال إن تلك هي الحالة الأكمل، فقد ضحى صلى الله عليه وسلم بيده واختار الأضحية بنفسه ووزعها على فقراء المسلمين.
واستدرك قائلاً: "مع ذلك يجيز الفقهاء توكيل الغير بشرط أن يكون ثقة أميناً عالماً بأحكام الأضحية، كما أنه لا مانع من توزيعها داخل البلاد أو خارجها إذا كان هناك حاجة، وفي هذا خلاف بين العلماء، لكن الأقرب جواز التوزيع داخل البلاد وخارجها".
من جانب آخر، ذكر الشيخ هشام الرميثي قوله تعالى: "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر" وكذلك فضل العشر من ذي الحجة في قوله تعالى: "والفجر وليال عشر" وقال: "نحن على أيام من أفضل أيام الله وهي العشر من ذي الحجة، ويتسابق فيها الناس على فعل الخير لما لها من فضل عظيم وبركات، ومن لم يستطع أداء الحج فلديه الفرصة أن يعظم شعائر الله بالقربات والصدقات والدعاء والصيام وخاصة صوم يوم عرفة، وأيضاً ذبح الأضحية".
وأشار الرميثي إلى أفضلية الأضحية واختيارها، لما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضحى بكبشين أملحين وقال هذا عن محمد وآل محمد، فيما نوه إلى قوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين" وقوله تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين"، وقال: "لا يضيق الله على الناس واسعاً، فمن استطاع أن يذبح أضحية عربية فليفعل ومن لم يستطع فلديه خيارات أخرى، والله يضاعف الأجر لمن يشاء وإنما الأعمال بالنيات".
وأكد الرميثي أن القادر على ذبح أضحية عربية لا يجب أن يتردد في ذلك طالما كانت لديه القدرة؛ لأن المال هو مال الله عز وجل، الذي ينظر إلى تعظيم شعائره جل جلاله، وهو مطلع على القلوب ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك من الغني فيجعله فقيراً ويؤتي الملك للفقير فيجعله غنياً، وقال: "اليوم نحن لا نحتاج للمال وإنما نحتاج أن يبارك الله فيما رزقنا وفي عافيتنا وصحتنا، ونوه إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "خذوا عني مناسككم" حيث ضحى بأفضل ما كان عند العرب وقتها".
وأشار الشيخ هشام إلى توزيع الأضحية بأن يكون الثلث لصاحبها وثلث للفقراء من أهله والثلث الأخير للفقراء والمساكين، لافتاً إلى أن توكيل أحد بذبح الأضحية يستوجب أن يكون الوكيل محل ثقة وذا أمانة، مشدداً على أن الأولى والأفضل ذبح المسلم أضحيته بنفسه، وخاصة مع توافر الذبائح وأن الذبح لا يحتاج لأكثر من ربع ساعة، ونصح بوجوب حضور الذبح لكنه لفت إلى الظروف التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا وما فرضته من تدابير قد تمنع ذبح الأضاحي وتوكيل جمعيات بذلك، وقال إن في مملكة البحرين العديد من الجمعيات الموثوقة جعلت الأمور ميسرة.
وحول استبدال البعض للأضحية بإخراج أموال للفقراء، أكد الشيخ الرميثي أن تلك الشعيرة نزل فيها نص والمسلم ملزم به ولا يجب أن يجتهد الناس مع النص، وقال إن مجال الصدقة مفتوح.
وفي ذات السياق أكد الشيخ عبدالله المناعي أن ذبح الأضحية والأكل منها وإطعام الفقير والأقرباء، سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن وقت الذبح يمتد إلى ما قبل غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويصح ليلاً خلافاً لما يظنه العوامّ، ويجوز صنع وليمة منها.
وقال المناعي إن الأضاحي شعيرة عظيمة ولها شروط وأحكام، فمن شروطها أن تبلغ الأضحية السن المعتبرة شرعاً، ففي الإبل ما تم له خمس سنوات ومن البقر ما تم له سنتان ومن المعز ما تم له سنة كاملة، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، وشدد على أهمية أن تكون الأضحية سليمة من العيوب.
وحول أجزاء الأضحية، أشار الشيخ المناعي إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أربع لا تجزأ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها والكسيرة التي لا تنقي"، لافتاً إلى أن الأضحية تشمل في الأجر كبشين لفعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال: "الأفضل هي الأغلى ثمناً والأطيب لحماً".
وقال الشيخ موسى الطارقي: "تعتبر الأضحية من الأعمال الفاضلة التي حث عليها الدين الحنيف ويدل على ذلك هذه النصوص الشرعية فقد روى التِّرمِذي وابنُ مَاجه عَن عَائشةَ رضي الله عنها قَالت: "قالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (مَا عملَ ابنُ آدمَ يومَ النَّحرِ عملاً أحبَّ إِلى اللهِ مِن إهرَاقِ الدَّمِ، وإنَّهُ ليُؤتَى يومَ القِيامةِ بقُرُونِها وأشْعَارِهَا وأظْلافِها، وإنَّ الدَّمَ ليقَعُ مِنَ اللهِ بِمكانٍ قَبلَ أنْ يَقعَ بالأَرضِ، فَطِيبُوا بِها نَفساً).
وأشار إلى حرِصَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم عَلى جَمعِ الدِّرهَمِ والدِّينَارِ لِشِرَاءِ أغْلَى الأضَاحِي وأطيبِهَا، ويدلُّ عَلى ذلكَ حَديثُ أبِي الأشَدِ السُلَمِي عَن أبِيهِ عَن جَدِّهِ قالَ: " كُنتُ سَابعَ سَبعةٍ مَع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قالَ: فأمَرنَا نَجمَعُ لكُلِ رَجلٍ مِنَّا دِرهمًا فَاشتَريْنَا أضحِيةً بسبْعِ دَراهِمَ، فقُلنَا : يا رسُولَ اللهِ لقَد أغْلَينَا بِها. فقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أفضَلَ الضَّحَايَا أغْلَاهَا وأسمَنُها). وقال إن موضوع الثمن مرتبط بقدرة الإنسان المادية، فمن قدر على أن يشتري أضحية غالية الثمن فاليفعل، ومن لم يستطع فليأخذ من الأضاحي ما يتوافق مع ميزانيته ودخله المادي بما يستطيع.
• ونوه الشيخ موسى إلى العلاقة بين الأضحية والحج بأنها علاقة زمان لا علاقة ملازمة، لأن التضحية يفعلها غير الحاج، ومن حرم من الذهاب للحج لأي سبب كان وكان قد عزم على الحج وأغلقت أمامه الأبواب فإن أجر حجه مكتوب عند الله بإذن الله تعالى كما يدل عليه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مرض العبدُ أو سافر ، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيمًا). رواه البخاري
وأكد الطارقي أن السنة في الأضحية أن يذبحها المضحي بنفسه كما روت أم المؤمنين وعن عائشة: رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " أخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: (بسم الله، اللهم تقبل من محمد ومن أمة محمد ثم ضح)" رواه مسلم. فيدل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بنفسه ولم يوكل أحداً في ذلك، وهذا رأي الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.
وقال: "يرى بعض أهل العلم جواز التوكيل مستندين إلى إنّ الأضحية مما تدخل فيه النيابة فيجوز التوكيل في الهدي والأضاحي، ودليل ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع نحر بيده ثلاثاً وستين بدنة، ثم وكل عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فنحر ما بقي، والحديث أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، ولأن الأضحية ليست من العبادات البدنية كالصلاة والصيام فيجوز التوكيل والتوكل فيها، موضحاً أنّه يشترط في الوكيل أن يكون جائز التصرف، والمراد بجائز التصرف: الحر، البالغ، العاقل، إلى جانب أنّه لا بد فيمن يباشر الذبح أن يكون مسلماً، فالتوكيل لشراء الأضحية والتوكيل لذبحها جائز، والأفضل أن يباشر المرء ذلك بنفسه، سواءً في شراء الأضحية ليتخير أفضلها وأنفسها أو في الذبح؛ ليقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يباشر ذبح أضحيته بنفسه".