شارك الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي لإمدادات الكهرباء، حيث انطلقت أعمال المنتدى عبر المنصات الافتراضية بعنوان: "التركيز الإقليمي على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، بتنظيم من هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةGCCIA ، بالتعاون مع معهد إديسون للكهرباء والذي مقره في الولايات المتحدة الأمريكية ويجمع من خلال منصته خبرة كبرى شركات الخدمات الكهربائية في الولايات المتحدة وكولومبيا منذ عام 1933.
وخلال كلمته الافتتاحية رفع الدكتور ميرزا أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة برئاسة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، سدد الله خطاه، على الدعم اللامحدود الذي تلقاه الهيئة من قبلهم، والذي ينطلق من حرص القيادة الرشيدة حفظهم الله ورعاهم لتحقيق الرؤى التنموية الشاملة التي وضعتها القيادة الرشيدة للنهوض بالوطن والمواطنين والدفع بالمملكة في مصاف الدول المتقدمة في السبق العالمي نحو الاستدامة، وإيمانهم بالتكامل لتحقيق الشمولية والدور الهام والمحوري للطاقة المستدامة في تحقيق ذلك، خاصة في ظل توجهات الدول الشقيقة ودول المنطقة والعالم أجمع في التحول الى الطاقة المستدامة والالتفاف حول التصدي الى آثار التغير المناخي وتبني المبادرات التي تساهم في تحقيق ديمومة ونماء قطاع الطاقة كركيزة هامة وأساسية لتطور ونماء مختلف القطاعات الحيوية.
كما شارك الدكتور ميرزا في الحلقة النقاشية الرفيعة المستوى لكبار المسؤولين وأجاب على عدة اسئلة من رئيس الجلسة والحضور ومنها التحديات التي كان علينا التغلب عليها وهل بالإمكان الاستفادة من الربط الكهربائي الخليجي وهل بالإمكان تنظيم ربط خليجي للطاقة المتجددة وما هي مستجدات استحداث شهادات الطاقة المتجددة.
كما تطرق ميرزا في الجلسة الى مدى اتساق خطط مملكة البحرين للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وبذلك مع الأهداف الإقليمية والعالمية لدول المنطقة، وأكد في تصريحٍ له بأن مملكة البحرين تؤكد التزامها بالعمل جنباً الى جنب مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون الدول العربية والعالم لتحقيق الطموحات والتطلعات لمستقبل واعد في مجال استدامة الطاقة وتنويع مصادرها مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية .
كما وقدم الدكتور ميرزا عرضاً مرئياً سلط خلاله الضوء على أبرز الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في قطاع الطاقة المستدامة، وتطرق الى الخطط والطموحات التي تتطلع الهيئة على العمل عليها لمستقبل واعد ومستدام للطاقة في مملكة البحرين، وما لذلك من اسهام هام في دعم توجهات دول المنطقة لإنشاء سوق حيوي لتجارة الكهرباء وتنويع مصادر الطاقة فيه، خاصة لما تتمتع به مملكة البحرين من موقع إستراتيجي هام في المنطقة، بالإضافة الى ما لهذه الخطط والطموحات من إسهام وآفاق وعوائد عدة تتيحها الخطتين الوطنيتين للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتمكن بها المملكة من تنفيذ التزاماتها الإقليمية والعالمية في هذا المجال مثل اتفاقية باريس للتصدي للتغير المناخي واتفاقية الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة.
كما كشف ميرزا عن آخر مشاريع الطاقة المتجددة التي تعمل على دعمها الهيئة، مثل مشروع ماجد الفطيم لتركيب أكبر نظام مركزي للطاقة الشمسية بجهد 6.2 ميغاوات على مجمع البحرين، ومشروع حلبة البحرين الدولية لتركيب انظمة الطاقة الشمسية علي اسطح مواقف السيارات لإنتاج حوالي 3 ميغاوات من الطاقة النظيفة، وكذلك البدء في العمل مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومع وزارة الخارجية ووزارة الشباب والرياضة ومباني دار الحكومة لمشاريع لتركيب الطاقة الشمسية على اسطح مبانيها، وألقى الضوء على الدور الأساسي لسياسة صافي القياس التي تبنتها مملكة البحرين في ديسمبر 2017 في تشجيع هذه المشاريع وتحقيق جدواها، وأضاف كذلك بانه من المشاريع والإنجازات الهامة التي تم تحقيقها كذلك افتتاح وتشغيل ثاني مصنع لتصنيع الالواح الشمسية في مملكة البحرين والبدء في تنفيذ دليل المباني الخضراء على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة، وعمل هيئة الطاقة المستدامة على إعداد دليل تصنيف المباني لترشيد استهلاك الطاقة والمياه بالتعاون مع وزارة الاشغال والبلديات والتخطيط العمراني، وتطرق الى عدد من المشاريع الأخرى.
وأعرب الدكتور ميرزا عن فخره واعتزازه بما تمكنت المملكة من تحقيقه في فترة قصيرة، وذكر بأن الاستثمار في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها في المزيج الطاقوي والاقتصادي والركب التنموي أصبح أكثر حتمية في ظل الظروف الراهنة، التي تفرض على الدول أهمية البحث والاستثمار في الحلول التي تحقق النماء ضمن إطار الاستدامة على كافة الأصعدة، ودراسة الخطط والإستراتيجيات والحرص على تحقيقها الشمولية استعداداً للنهضة الاقتصادية القادمة والقائمة على سوق الطاقة المتجددة والنظيفة.
ووجه ميرزا الشكر والتقدير لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةGCCIA ومعهد إديسون للكهرباء، على مبادرتهم لتنظيم المنتدى، ودعا المشاركين في المنتدى لانتهاز الفرصة الفريدة التي يتيحها المنتدى من خلال مجمل الخبرات المشاركة للمحاورين والمتحدثين في جلسات المنتدى وضرورة حصر التجارب والمخرجات لتكون مرجعاً مفيداً للإعداد للمرحلة القادمة، وأعرب عن تمنياته للمشاركين والمنظمين بالنجاح والتوفيق.