هدى عبدالحميد


* 6.1 مليارات شخص معرضون لخطر الفيضانات بحلول 2050

كشف أستاذ الفيزياء التطبيقية الدكتور وهيب الناصر عن تأثيرات سلبية على البحرين من ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، إذا ما تم أخذ أسوأ الاحتمالات المتمثلة في ارتفاع منسوب مياه البحر إلى متر، ومنها زيادة حرارة الجو 4 درجات، وخسران 17% من الأراضي أي ما يعادل 125كم2، وزيادة الأمطار 10%، بالإضافة إلى نفاد الطعام وماء الشرب والكهرباء والطاقة، والإفلاس نتيجة عدم وجود مصادر طاقة للمواصلات وممارسة الحياة التجارية، واختفاء الجزر الصناعية.

وأشار إلى أن متوسط تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي عالمياً للفترة من 1750 إلى 1800 بلغ 278 جزءاً من المليون، وهي فترة ما قبل النهضة الصناعية، أما حالياً حتى مارس الماضي فقد وصل التركيز إلى 417 جزءاً من المليون أي بزيادة حوالي 50% .

وتطرق الناصر إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، واصفاً إياها بحديث الساعة، لافتاً إلى أن من دلائل حدوثها مجاعة الدببة القطبية، وهجرة الحيتان، وانصهار الجليد في شمال أمريكا، وأعاصير قاتلة، وانزلاقات أرضية، والفيضانات والعواصف العاتية والجفاف الشديد. وقال: «تشير كافة النماذج المتعلقة بالتنبؤ بمستقبل مناخ الأرض إلى احتمال زيادة حرارة الأرض»، لافتاً إلى أن عام 2020 هو ثاني أدفأ عام مقارنة بنتائج 141 عاماً مضت بفارق عن العام القياسي 2016 بحوالي 0.01 °م.

ولفت إلى أن الغازات الحابسة للحرارة في الغالب هي نعم؛ فهي غازات وفرت الحياة المناسبة للعيش على كوكب الأرض لكونها غازات تأسر الحرارة الصادرة عن الأرض وتحصرها في غلافنا الجوي فلا تهرب إلى الفضاء، بالضبط كما تعمل البيوت الزجاجية التي تسمح بدخول أشعة الشمس، ولكنها تمنع خروج حرارتها لكون أن سطح الأرض يمتص الأشعة الواصلة من الشمس ثم يقوم بإشعاع الطاقة الحرارية للخارج وبعض من هذه الحرارة تنطلق وتهرب إلى الفضاء، ولكن يبقى بعضها محبوساً في الغلاف الجوي، بسبب الغازات الحابسة للحرارة.

وأوضح أن هذه الغازات تقوم بامتصاص تلك الحرارة التي بدورها تقوم بتسخين الطبقة السفلى من غلافنا الجوي، وبدون هذه الغازات فإن درجة حرارة سطح الأرض ستنخفض إلى أقل من درجة تجمد الماء «صفر درجة مئوية أي ستبلغ حرارة الأرض سالب 18 °م»، وسيكون كوكب الأرض مشابهاً لكوكب المريخ الذي يفتقر إلى وجود غازات حابسة للحرارة، ولو لم يكن هناك غلاف جوي لكوكب الأرض لصارت حرارة الكوكب ليلاً سالب 238 °م في وضع مشابه لكوكب عطارد أو القمر اللذين ليس لديهما غلاف جوي؛ فتلك الغازات تدفئ الأرض بأكثر من 35 درجة مئوية مما لو كانت من دون تلك الغازات أي تكون حرارتها - 18 °م.

وأضاف أن من أهم الغازات الحابسة للحرارة أوكسيد الكربون، وبخار الماء، والميثان، وهي تمتص الأشعة الشمسية ذات الطول الموجي العالي المنبعثة من الأرض وتعيد إشعاعها إلى الأرض. وبخار الماء لا تأثير لنا عليه كثيراً بمثل غاز ثاني أوكسيد الكربون.

وأوضح أن تغير المناخ بفعل الإنسان على النظم التي تحافظ على الحياة من أعلى الجبال إلى أعماق المحيطات، يؤدي إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر مع آثار متتالية على النظم البيئية والأمن البشري ظهر تأثير تغير المناخ بشكل أكبر من خلال الظروف الهيدرولوجية المتغيرة بما في ذلك التغيرات في ديناميكيات الثلج والجليد. ولفت الناصر إلى أنه بحلول عام 2050 سيزداد عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات من مستواه الحالي البالغ 2.1 مليار إلى 6.1 مليارات.

وأضاف أن الدراسات العلمية تشير إلى أن تحلية المياه «نزع ملوحتها ثم ضخها مرة أخرى في البحار» يزيد من ملوحة مياه البحر وعكرته، الأمر الذي يؤثر في امتصاص المياه للأشعة الشمسية «زيادة الامتصاص»، وبالتالي ازدياد حرارتها، ومن ثم تغير تيارات الرياح لتشكل ظواهر يحدث فيها التطرف الجوي وبالتالي الكوارث، وهذا الأمر يستدعي البحث العلمي ضمن مواضيع تأثير تحلية المياه على التغيرات المناخية.