إن مملكة البحرين تُقدم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، حيث تهتم الحكومة بالرعاية الصحية، وتسعى دوماً نحو تطوير الخدمات الطبية من خلال التعاون والتنسيق المشترك مع مختلف الجهات الصحية العالمية، فضلاً عن دعم الكوادر الصحية وتشجيعهم على بذل المزيد من العطاء خدمةً للوطن وللمجتمع البحريني، وكذلك توفير أحدث الإمكانات والمعدات والأجهزة الطبية ومواكبة آخر التطورات العلمية في المجال الصحي.
هذا، وقد أقامت مملكة البحرين تعاون فعّال مع منظمة الصحة العالمية في ميدان العمل الصحي الدولي والإقليمي والوطني، سواء من خلال تبني الاستراتيجيات العالمية وأطر تنفيذها وقياس أثرها، أو من خلال الاستفادة من الخبرات التقنية والفنية الرائدة في مختلف المجالات الصحية عبر برنامج العمل المشترك مع المنظمة؛ والذي يهدف إلى بناء وتعزيز القدرات، وتوفير الموارد اللازمة بما يتناسب مع الأولويات الصحية الوطنية.
وقد حققت مملكة البحرين العديد من الإنجازات من خلال تعزيز التعاون والتنسيق المشترك مع منظمة الصحة العالمية، وذلك في مختلف الجوانب والأصعدة الصحية، ففي مجال مكافحة الأمراض غير السارية، تم تعزيز قدرات التقصي الوبائي للأمراض غير السارية وعوامل الاختطار المرتبطة بها، ومنها المسح الصحي الوطني لعام 2018م الذي تم تنفيذه من قِبل وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية ومنظمة الصحة العالمية، للخروج بتوصيات مبنية على البراهين من أجل تحسين السياسات الصحية العامة ومكافحة الأمراض غير السارية وتوفير فهم أفضل للعوامل البيئية والاجتماعية والسلوكية المرتبطة بها، ودراسة جدوى الاستثمار في الوقاية من الأمراض غير السارية والتي تم تدشينها ومشاركتها مع الشركاء المعنيين في عام 2020م، وتحديث الخطة الوطنية متعددة القطاعات للوقاية من والسيطرة على الأمراض غير السارية بالاسترشاد بخطة المنظمة العالمية في هذا المجال، والعمل مع المنظمة والوكالات التابعة للأمم المتحدة من ضمن إطار عمل تنفيذ الإعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية بما في ذلك مؤشرات تقييم التقدم المحرز.
أما في مجال الصحة وتغير المناخ، فيتم التعاون مع منظمة الصحة العالمية في وضع الخطط المتعلقة بالمناخ والصحة البيئية والتقليل من التلوث، ووضع الاستراتيجيات والأهداف والبرامج التنفيذية.
وفي مجال التطعيمات، فقد شهدت منظمة الصحة العالمية على تخلص مملكة البحرين من مرض الحصبة والحصبة الألمانية المتوطنة عام 2019م، وأشادت بجهود المملكة في الحفاظ على معدلات مرتفعة من التغطية بالتطعيمات الروتينية للأطفال بما يتجاوز 97%، إضافة إلى تطعيمات الفئات الأخرى ومنها كبار السن وذوي عوامل الاختطار، كما أعلنت المنظمة خلو المملكة من الملاريا منذ العام 1981م،ومنذ ذلك الوقت حتى الآن حافظت البحرين على وضعها خالية من الملاريا، وبالتنسيق الدائم مع منظمة الصحة العالمية وبالأخص المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، كما تشارك البحرين حاليًا في وضع خطة العمل الإقليمية لمكافحة الملاريا 2021-2025م؛ والتي ستأخذ بعين الاعتبار تأثير تغير المناخ على انتشار البعوض الناقل للملاريا.
أما في مجال صحة الأم والطفل، فإن مملكة البحرين تحظى دومًا بإشادة إقليمية ودولية في مستوى التغطية الصحية المقدمة للأم خلال فترة الحمل وما بعد الولادة وخدمات رعاية الوليد والطفل والمراهق، حيث حققت مملكة البحرين مستويات صحية عالية في مجال رعاية الأمومة والطفولة.
وفي مجال مكافحة التبغ، فقد انضمت مملكة البحرين إلى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ في عام 2007م، وفي إطار سعي المملكة للعمل على تنفيذ بنود الاتفاقية فقد تم إصدار المرسوم بقانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن مكافحة التدخين والتبغ. كما قامت مملكة البحرين بتشكيل لجنة وطنية لمكافحة التبغ برئاسة سعادة وزير الصحة وعضوية ممثلين من مختلف الجهات الحكومية والأهلية، إضافة لذلك، فقد نفذت المملكة بالتعاون مع المنظمة عدد من المسوحات والدراسات منها المسح العالمي لتعاطي التبغ بين الشباب والمسح العالمي لتعاطي التبغ بين العاملين الصحيين.
وفيما يخص تعزيز القدرات للاستجابة للطوارئ الصحية والوبائيات، فقد تم العمل مع المنظمة لبناء القدرات الوطنية، مما ساهم في حصول مختبر الصحة العامة على شهادة الاعتراف كمختبر وطني مركزي لفحوصات الأنفلونزا والحصبة والحصبة الألمانية، والحصول على شهادات تقييم الجودة والجودة الخارجية للأنفلونزا والأمراض المعدية، وشهادات السلامة البيولوجية لنقل المواد الخطرة. كما تُشارك المملكة في الجهود العالمية لتصنيع اللقاحات مع المختبرات المتعاونة مع المنظمة.
وبشأن تعزيز الصحة، فقد حازت المنامة على لقب مدينة صحية لتصبح أول عاصمة في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية تحصل على هذا اللقب؛ والذي يُعد إنجازًاللمملكة في مجال الصحة والبيئة واستدامة التنمية الاجتماعية الحضرية.
وفي مجال التغطية الصحية الشاملة، فقد شاركت مملكة البحرين منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء تجربتها الناجحة في توفير التغطية الصحية الشاملة في خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال حدث جانبي عقد على هامش أعمال جمعية الصحة العالمية 72 بقصر الأمم المتحدة بجنيف. كما يتم متابعة إنجازات مملكة البحرين في مجال مأمونية المياه العمومية ومياه الصرف الصحية التي تبلغ 100% من خلال تقارير دورية تُرفع لمنظمة الصحة العالمية، إضافة للعديد من مجالات التعاون المشتركة فيما يخص الصحة النفسية، والصحة المدرسية، والسلامة الغذائية، والتكنولوجيات المساعدة، وصحة كبار السن، وغيرها من المواضيع الصحية بما يحقق الرؤية الاقتصادية 2030 لمملكة البحرين، والخطة الوطنية للصحة وأهداف التنمية المستدامة.