أكدت الاستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة أن مؤتمر "القلب الرياضي" المقرر انعقاده خلال شهر ديسمبر المقبل تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، يمثل نقلة نوعية في مجال الطب الرياضي، وأن مملكة البحرين تنفرد بتنظيمه على مستوى دول المنطقة.
وقالت وزيرة الصحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الثلاثاء للإعلان عن المؤتمر، الذي سينظمه وزارة الصحة ومركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب، بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أن تكرار ظهور حالات الوفيات لبعض المواطنين أثناء ممارسة الرياضة في المماشي والصالات الرياضية لا تعد ظاهرة في مملكة البحرين نظراً لنسبتها الضئيلة للغاية بين ممارسي الرياضة، ولكن الأمر استدعى ضرورة البحث عن الأسباب، وتوفير برامج تثقيفية وتوعوية للحث على ممارسة الرياضة بطريقة آمنة.
وأضافت الصالح أن المؤتمر بالإضافة إلى الحملة الإعلامية والتثقيفية "نبض الرياضي" المقرر استمرارها إلى حين موعد انعقاد المؤتمر، يعدان نتاجاً لتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتشكيل لجنة لدراسة أسباب الوفاة بالمماشي والصالات الرياضية، وتحديد طرق الوقاية برئاسة الدكتور عبدالرحمن عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، وعضوية ممثلين عن وزارة الصحة والأمانة العامة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة شئون الشباب والرياضة، ووزارة شئون الإعلام، بالإضافة إلى مركز محمد بن خليفة للقلب، ومجمع مستشفى السلمانية الطبي.
وأردفت أن لجنة لدراسة أسباب الوفاة بالمماشي والصالات الرياضية صدر عنها مجموعة من التوصيات التي تحد من الوفاة أثناء ممارسة الرياضة، أبرزها تثقيف المجتمع بالممارسة الصحيحة للرياضة، والبحث عن أفضل الممارسات الطبية للتعامل مع تلك الحالات، حيث اتخذت اللجنة قراراً بعقد مؤتمر طبي تحت شعار "القلب الرياضي"، على أن يصاحبها حملة إعلامية وتثقيفية موسعة، هدفها تثقيف المواطنين بالأسس الصحيحة لممارسة الرياضة، وخصوصا لمن يعانون من بعض الأمراض التي تحتاج إلى سلوكيات محددة لممارسة الرياضة.
وقالت الوزيرة إن من المؤمل أن يشهد المؤتمر والحملة مشاركة نخبة كبيرة من الأكاديميين والمتخصصين في مجال الطب الرياضي والرياضيين من مملكة البحرين ومختلف دول العالم، بهدف تبادل المعرفة والخبرات، والاطلاع على أحدث الدراسات والأبحاث والأساليب التشخيصية والعلاجية والوقائية في هذا المجال الحيوي.
وأكدت الصالح على مشاركة وزارة الصحة الفاعلة لإنجاح المؤتمر والحملة، سواء من خلال توفير كافة الكوادر الطبية اللازمة، أو البرامج التثقيفية والتوعوية التي تشجع على ممارسة الرياضة بطريقة آمنة وسليمة.
من جهته قال السيد عبد الرحمن صادق عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، إنه "بناء على توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، فقد تم تشكيل لجنة لدراسة حالات الوفاة في المماشي والصالات الرياضية، والتي خرجت بتوصيات عدة، كان أبرزها الدعوة لعقد مؤتمر علمي يستقطب أبرز المختصين في هذا المجال، وهو ما بات اليوم واقعاً ونحن نكشف النقاب عن فعاليات مؤتمر "القلب الرياضي" الذي لا يسعني بداية سوى أن اتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على رعايته الكريمة لفعاليات هذا المؤتمر".
وأضاف عسكر أن هذا الحدث الرياضي والطبي الهام يعكس مدى اهتمام سموه بمخرجات وتوصيات لجنة دراسة أسباب الوفاة بالمماشي والصالات الرياضية، وحرص سموه على اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من هذه الظاهرة والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين.
وأشار إلى أن رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد الكريمة لفعاليات مؤتمر "القلب الرياضي" تمثل وسام اعتزاز وفخر، ودافع للحرص على تنظيم هذا الحدث الكبير بالشكل الذي يليق بمكانة راعي المؤتمر، بالإضافة لما يمثله من أهمية كبيرة من حيث المحاور التي سيتناولها والاهتمام الذي سيلقاه من قبل المختصين في مجال "القلب الرياضي" في المنطقة وحول العالم.
وتقدم الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة بالشكر إلى معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، مؤكداً أن توجيهات معاليه ودعمه ومتابعته الحثيثة لكل تفاصيل وجزئيات المؤتمر تمثل خارطة طريق نسير عليها، إلى جانب شركائنا في وزارة الصحة في مقدمتهم سعادة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة التي تولي اهتماماً شخصياً كذلك بمؤتمر "القلب الرياضي" وهو ما يعكس مجدداً الأهمية والمكانة العلمية والطبية التي تمثلها هذه الفعالية.
كما ثمن جهود الدكتور ريسان حمود البدران المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد بن خليفة التخصصي للقلب، على مساهمته في كافة جوانب المؤتمر، إلى جانب الدور الكبير الذي يقوم به الدكتور عادل خليفة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس قسم كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب.
وأضاف أن مملكة البحرين سباقة لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات المهمة، وأن إقامة مؤتمر "القلب الرياضي" في المملكة يأتي إيماناً من القائمين على الحركة الرياضة وبالشراكة مع القطاع الطبي بضرورة نشر الوعي فيما يتعلق بالإجراءات الصحية التي تتناسب مع ممارسة الرياضة السليمة في المماشي والصالات الرياضية، وتثقيف المجتمع بالطرق السليمة لممارسة الرياضة دون إلحاق أية أضرار، والوقاية من حالات الوفاة المفاجئة أثناء ممارسة الرياضة، والتي تكون عادة مرتبطة بالعديد من العوامل.
وأعرب عسكر عن ثقته بنجاح مؤتمر "القلب الرياضي"، وخروجه بالنتائج التي تساهم في الحفاظ على الأرواح والحد من ظاهرة الوفاة أثناء الرياضة، علاوة عن الأثر الإيجابي المنتظر من حملة "نبض الرياضي" التي ستمهد لفعاليات المؤتمر وتهدف إلى توعية المجتمع بالطرق السليمة للممارسة الرياضة.
من جهته قال رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر "القلب الرياضي" الدكتور عادل خليفة رئيس قسم كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب، إن مؤتمر القلب الرياضي والحملة الإعلامية والتثقيفية يسعيان إلى تسليط الضوء على أهمية ممارسة الرياضة السليمة بشكل عام إلى جانب التثقيف والتوعية بالأسس والصحية والطبية التي يجب على الجميع مراعاتها لينعم بحياة صحية ممتازة .
وقال خليفة إن أحدث الدراسات الحديثة في اسكتلندا أكدت أن ممارسة الرياضة بطريقة سليمة وصحية تساعد على تفادي ما يقارب أربعة ملايين وفاة سنويا في مختلف دول العالم، نظرا لدورها في الوقاية من عدة اضطرابات صحية، مضيفاً أن باحثين من جامعة أدنبرة أشاروا إلى المنافع الكبرى لممارسة الرياضة، بعدما درسوا بيانات صادرة عن 168 دولة في العالم، وأظهرت النتائج أن ما لا يقل عن 3.9 ملايين وفاة مبكرة يتم تجنبها كل سنة في العالم، بين أشخاص تتراوح أعمارهم بين 40 و74، بفضل ممارسة الرياضة، مشيرا الى أن منظمة الصحة العالمية توصي بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسط في الأسبوع الواحد، أو 75 دقيقة من النشاط المكثف.
وأكد د. عادل خليفة أن رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة للمؤتمر تمثل زخماً كبيراً يسهم في نجاح أعمال اللجنة وتنفيذ توصياتها وإبراز دور المملكة ومكانتها الطبية والرياضية، موضحا أن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه على مستوى دول المنطقة ويشارك فيه العديد من الجهات الحكومية، والجمعيات الطبية، وممثلو المجتمع المدني بالإضافة إلى العديد من شركات القطاع الخاص داخل وخارج المملكة.
وقال إن المؤتمر يسعى في دورته الأولى هذا العام إلى مشاركة دولية وإقليمية لنخبة من المتخصصين في القطاعين الطبي والرياضي داخل وخارج مملكة البحرين، والتركيز على أبرز ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات الطبية في مجال القلب الرياضي، والأساليب الحديثة في التشخيص والعلاج وطرق الوقاية من الأحداث المفاجئة وكيفية التعامل معها.
وأضاف أن اللجنة العملية للمؤتمر وبمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين قد انتهوا من إعداد البرنامج العلمي الذي يحتوي على العديد من المحاور العلمية الرئيسية والتي تناقش أحدث ما توصلت إليه الأبحاث الطبية والتكنولوجيا العلمية ذات العلاقة بالجوانب المختلفة لفيزيولوجية الممارسات الرياضية وتأثيرها على الجسم البشري وارتباطها بالأمراض المزمنة وكذلك علاقتها بالمتغيرات الأخرى ومنها على سبيل المثال وليس الحصر العوامل البيئية المحيطة.
وأوضح أن البرنامج يتناول كافة تلك الموضوعات تفصيلياً على مدار ثلاثة أيام متتالية من خلال ما يقارب 40 محاضرة علمية بالإضافة إلى خمس ورش متخصصة سيتم تقديمهم من قبل ما يقارب 20 متحدثا دوليا وإقليميا وهم نخبة من أفضل الأساتذة والاستشاريين بتخصصاتهم وجار حالياً إعتماد وتحديد ساعات التدريب المهني المستمر للبرنامج العلمي من قبل الجهات المعنية محلياً وعالمياً لإتاحة الفرصة لكافة المشاركين بتحقيق أقصى استفادة العلمية والمهنية من هذا المؤتمر.
وأردف د. عادل خليفة أنه تم إتمام التعاقد مع شركتي "ICOM و"QTC" لتنظيم المؤتمر والحملة التوعوية وبدء التنسيق مع كافة الجهات المنظمة والمشاركة بهذا الحدث الهام.