• الشجاعة والتفاني والصمود والإخلاص بعضٌ من صفات المرأة في مواجهة الجائحة
• المرأة جندي يخدم وطنه ويحارب عدوا متحورا فتاكا حتى القضاء عليه بمشيئة الله
• الجائحة برهنت مجددا على مساندة ودعم الرجل البحريني للمرأة
تعمل لـ 12 ساعة يوميا وأكثر، مقسمة على أكثر مكان عمل، ترجع إلى بيتها مساء أو صباحا بحسب مقتضيات العمل وطول المناوبة اليومية، لتواصل نهوضها أيضا بمهام تلبية احتياجات أسرتها في إطار حرصها الدائم على الموازنة بين مهامها الوظيفية والتزاماتها الأسرية، مدعومة برجل بحريني واعٍ ومتحضر، يقف إلى جوارها يساندها ويساعدها على مواجهة التحديات.
هذا هو حال المرأة البحرينية في الصفوف الأمامية بمواجهة جائحة كورونا منذ ما يقارب 550 يوم متواصلة، بل إنها تزداد ثباتا وعطاء وتضحية في خدمة وطنها من خلال حضورها الكبير والحاسم في مختلف منظومة التصدي للجائحة، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الفحص والتطعيم وقبلها مراكز الحجر والعزل الصحي وغيرها، لتؤكد المرأة البحرينية مرة أخرى جدارتها بالثقة التي منحتها إياها قيادتها، وتبرهن على نجاح الخطط والبرامج التي ينفذها لمجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، من خلال تفعيل طاقات المرأة وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وتعزيز المساواة بين الجنسين بالتعاون مع مختلف الشركاء في القطاع العام والخاص والأهلي.
تجربة استثنائية
لم يكن قد مضى على زواج الممرضة نوف خالد شملان عشرة أيام في مارس 2020 حتى جرى استدعاؤها إلى مركز جسر الملك فهد لفحص كورونا لتكون من أوائل من جرى استدعاءهم للمهمات الخارجية، مكثت هناك ثلاثة أشهر متواصلة قبل أن يتم تحويلها إلى وحدات الفحص المتنقلة، وفيما هي لا تعرف وجهة عملها في كل صباح لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، طُلب منها التحول إلى قسم الفحوصات في مركز أرض المعارض، بعدها انتقلت إلى المستشفى الدولي لمدة اسبوعين، قبل أن تعود مؤخرا لمركز المعارض.
تقول نوف "كانت رحلة طويلة شاقة ولكنها ممتعة. زوجي يعمل أيضا في القطاع الصحي في مناوبات لمدة 12 ساعة يوميا، غالبا ما تكون عكس مناوباتي، لذلك قد لا نلتقي لأيام وربما أسابيع، لكن زوجي متفهم وداعم لي"، وتضيف "منذ تزوجت قبل نحو سنة وأربع شهور وحتى الآن لم تتسن لي حتى فرصة التعرف على أهل زوجي، ولا أعرف الكثيرين منهم، ولكم أن تتصوروا أنني تعرفت على بعضهم هنا في أرض المعارض عندما يأتون للفحص أو العلاج!".
وتتابع نوف "والدتي أيضا تعمل في الصفوف الأمامية ولا أستطيع رؤيتها إلا بعد جهد جهيد وتنسيق كبير في المواعيد بيني وبينها، كما أنها أصيبت بكورونا فتوجّه كل طرف منا لمحجره ثم عادت لعملها بعد التشافي، وبعدها بفترة أصبت أنا بالفايروس ولكنه كان أشد وطأة عليَّ نوعا ما، وبعد التشافي بصعوبة عدت للعمل مرّة أخرى".
تشير نوف إلى أنها لا تتمكن أيضا من الخروج خارج دائرة العمل والمنزل، وذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية وخوفا من احتمالية نقلها عدوى كورونا للآخرين بحكم طبيعة عملها.
زوجي أكبر داعم لي
أما مريم سبت، مشرفة التمريض في مركز عالي وتعمل أيضا حاليا في أرض المعارض، فتشير إلى أن زوجها أكبر داعم لها، بل هو فخور بها وبعطائها، ويساهم إلى أبعد حد في تربية الأطفال (بنتين وولد) وتدريسهم وتلبية احتياجات المنزل، ليعكس بذلك نموذجا للرجل البحريني المتفهم الداعم للمرأة زوجة وأم واخت وابنة وزميلة.
بحكم عملها ومنصبها، تنهض مريم بدور كبير في تسيير أمور مركز أرض المعارض، وهي مسؤولة عن مختلف عمليات الإشراف والإدارة فيه، وتوفير مستلزماته، وإدارة الطواقم الطبية وتوفير احتياجاتهم، وهي تشرف مباشرة على ما تصفه بأصعب القاعات في المركز، وهي قاعة من لديهم أعراض من أصحاب الإصابات المؤكدة بالفايروس، إضافة إلى إشرافها على منح التطعيمات في مركز عالي الصحي، وهي غالبا ما تقسم يوم عملها بين المركزين.
تشير مريم أيضا إلى الحضور النسائي الكبير للمرأة البحرينية في العمل هناك، تقول "أكثر من 80% من الطواقم الطبية هنا نساء، وكوادر التمريض جميعها نساء، وفي المركز الطبي حاليا 5 شبان و45 ممرضة ما بين مساعدة خدمات وتمريض ومتطوعات معظمهم من النساء، يشتغلن 8 ساعات و12 ساعة يوميا بالتناوب، ومعظمهن زوجات وأمهات.
تؤكد أيضا أن شجاعة المرأة البحرينية في الصفوف الأمامية ظهرت أيضا في مرحلة التجارب السريرية على اللقاحات، حيث كانت في مقدمة من تطوعن لأخذ التطعيم، تقول "كنا نشجع بعضنا البعض، ونقول إننا بحاجة لهذا اللقاح لوقاية أنفسنا حتى ولو انه لا زال في طور التجربة".
شجاعة وتضحية
كانت أمور العمل مستقرة نسبيا بالنسبة لمشرفة التمريض إيمان المعلم على مدى خمس سنوات عملت فيها في مركز حمد كانو الصحي حتى أنه جرى تعيينها نتيجة لاجتهادها في ديسمبر 2019 رئيسة قسم في هذا المركز لتتولى مهمة إدارة القسم كاملة مع الإشراف على فريق التمريض وتوجيهه ووضع الخطط في إطار عمل وزارة الصحة لرفع مستوى الخدمات الصحية.
لكن تاريخ 24 فبراير 2019، يوم اكتشاف أول حالة إصابة بالكورونا في البحرين، قلب أمور إيمان رأسا على عقب، تقول "تغيرت الأمور منذ هذا التاريخ بشكل كامل، وأصبح على عاتقنا كفريق طبي تلبية النداء الإنساني بالمعنى الحقيقي، ولا زلت أذكر بعد رصد أول حالة كورونا كيف توجهت مع زملائي إلى موقع مطار البحرين الدولي مباشرة بتوجيهات من إدارة التمريض، من أجل رصد وجود أي حالة إصابة بين المسافرين".
وتتابع إيمان "ساعات العمل المتواصلة يوميا هناك استمرت لمدة أشهر، كنت أنسق ما بين عملي في المركز الصحي وتجهيزه لاستقبال أي حالات كورونا مستقبلية إلى جانب عملي مع الفريق في المطار من تقديم فحوصات ودعم نفسي للقادمين إلى البحرين من المواطنين والمقيمين والزوار".
تصف إيمان حالها بالجندي في المعركة، تقول "نحن في حرب مع عدو لدود لديه إمكانية عالية في الانتقال والفتك بأرواح الناس، حتى أننا لم نكن نعرف هويته تماما في ذلك الوقت، وعلينا قدر المستطاع أن نعمل بجد على مواجهته وهزيمته".
وتتابع "في تلك المرحلة الصعبة حيث كان الفايروس لا زال مستجدا كنا نستمد عزيمتنا وثباتنا من الله عز وجل ومن ثم ثقتنا بقيادتنا، ولي الفخر بأنني كنت من أوائل المشاركين في "فريق البحرين" بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء، هذا الفريق الذي أثبت قدرته على تحقيق الريادة العالمية حتى في الأزمات والتحديات، وبتنا نرى البحرين في مصاف الدول التي تألقت عالميا في تقديم الخدمات الطبية بقدر كبير من الكفاءة".
خبرات 20 عاما تراكمت في عام ونصف
ولم تكن ظروف أخصائية العلاج الطبيعي ليلى أحمد المدني مواتية عندما داهم فيروس كورونا العالم والمنطقة والبحرين على حين غرة، فقد كانت تعاني من حرق كبير في يدها وفي فترة نقاهة عندما طُلِبَ منها الالتحاق بمركز المعارض لإجراء اختبارات كورونا، حيث كانت تعمل بيد واحدة كما تقول، لتنتقل بعد ذلك لأداء أعمال مكتبية في مركز مسؤول عن إدارة الجائحة، تحولت بعد ذلك للعمل في مستشفى الشامل الميداني في مدينة عالي، وأخيرا تعمل في أحد مراكز الفحص المعتمدة.
وتشير إلى أن رحلتها العملية هذه مكنتها من مراكمة خبرات ومهارات متنوعة ربما ما كانت لتحصل عليها خلال عشرين عاما من العمل، وتؤكد أن النساء البحرينيات في القطاع الصحي ما بعد الجائحة لسن كما قبلها، خاصة بعد أن امتلكن تجارب كبيرة، وأثبتن قدرات استثنائية على النهوض بالمهام الوطنية، إلى جانب محافظتهن على أسرهن واستقرارها.
تلبية النداء
أما الممرضة نهاد فيصل عبدالعزيز فقد عملت في البدايات المبكرة لمواجهة الجائحة حتى أنها كانت من ضمن الذين ساهموا في تهيئة مركز مدينة المعارض وتحويله إلى مركز طبي لتقديم خدمات الفحص والعلاج والمحافظة على صحة المرضى وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم.
تقول نهاد " أدركنا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ونعتبر أن جميع المرضى هم أهلنا ونخشى على أرواحهم ونسعى جاهدين لتقديم كل ما يلزمهم".
وتتابع في ذات السياق "لم يكن الأمر مجرد تأدية عمل، بل كان تلبيه لنداء الوطن، كانت ضمائرنا تعمل قبل أيدينا وقلوبنا تتفطر عندما تذهب روح من جراء الوباء، وتشير إلى وجود وعي كبير من قبل الكادر الطبي، "فلم يكن منا من يتذمر لانقطاعه عن أهله، بل كان همنا الوطن والمرضى ولا نزال على وعدنا وعهدنا وسنبقى نحارب الوباء بكل ما نستطيع لتبقى مملكة البحرين وحكومتها وشعبها سالمين".
• المرأة جندي يخدم وطنه ويحارب عدوا متحورا فتاكا حتى القضاء عليه بمشيئة الله
• الجائحة برهنت مجددا على مساندة ودعم الرجل البحريني للمرأة
تعمل لـ 12 ساعة يوميا وأكثر، مقسمة على أكثر مكان عمل، ترجع إلى بيتها مساء أو صباحا بحسب مقتضيات العمل وطول المناوبة اليومية، لتواصل نهوضها أيضا بمهام تلبية احتياجات أسرتها في إطار حرصها الدائم على الموازنة بين مهامها الوظيفية والتزاماتها الأسرية، مدعومة برجل بحريني واعٍ ومتحضر، يقف إلى جوارها يساندها ويساعدها على مواجهة التحديات.
هذا هو حال المرأة البحرينية في الصفوف الأمامية بمواجهة جائحة كورونا منذ ما يقارب 550 يوم متواصلة، بل إنها تزداد ثباتا وعطاء وتضحية في خدمة وطنها من خلال حضورها الكبير والحاسم في مختلف منظومة التصدي للجائحة، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الفحص والتطعيم وقبلها مراكز الحجر والعزل الصحي وغيرها، لتؤكد المرأة البحرينية مرة أخرى جدارتها بالثقة التي منحتها إياها قيادتها، وتبرهن على نجاح الخطط والبرامج التي ينفذها لمجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، من خلال تفعيل طاقات المرأة وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وتعزيز المساواة بين الجنسين بالتعاون مع مختلف الشركاء في القطاع العام والخاص والأهلي.
تجربة استثنائية
لم يكن قد مضى على زواج الممرضة نوف خالد شملان عشرة أيام في مارس 2020 حتى جرى استدعاؤها إلى مركز جسر الملك فهد لفحص كورونا لتكون من أوائل من جرى استدعاءهم للمهمات الخارجية، مكثت هناك ثلاثة أشهر متواصلة قبل أن يتم تحويلها إلى وحدات الفحص المتنقلة، وفيما هي لا تعرف وجهة عملها في كل صباح لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، طُلب منها التحول إلى قسم الفحوصات في مركز أرض المعارض، بعدها انتقلت إلى المستشفى الدولي لمدة اسبوعين، قبل أن تعود مؤخرا لمركز المعارض.
تقول نوف "كانت رحلة طويلة شاقة ولكنها ممتعة. زوجي يعمل أيضا في القطاع الصحي في مناوبات لمدة 12 ساعة يوميا، غالبا ما تكون عكس مناوباتي، لذلك قد لا نلتقي لأيام وربما أسابيع، لكن زوجي متفهم وداعم لي"، وتضيف "منذ تزوجت قبل نحو سنة وأربع شهور وحتى الآن لم تتسن لي حتى فرصة التعرف على أهل زوجي، ولا أعرف الكثيرين منهم، ولكم أن تتصوروا أنني تعرفت على بعضهم هنا في أرض المعارض عندما يأتون للفحص أو العلاج!".
وتتابع نوف "والدتي أيضا تعمل في الصفوف الأمامية ولا أستطيع رؤيتها إلا بعد جهد جهيد وتنسيق كبير في المواعيد بيني وبينها، كما أنها أصيبت بكورونا فتوجّه كل طرف منا لمحجره ثم عادت لعملها بعد التشافي، وبعدها بفترة أصبت أنا بالفايروس ولكنه كان أشد وطأة عليَّ نوعا ما، وبعد التشافي بصعوبة عدت للعمل مرّة أخرى".
تشير نوف إلى أنها لا تتمكن أيضا من الخروج خارج دائرة العمل والمنزل، وذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية وخوفا من احتمالية نقلها عدوى كورونا للآخرين بحكم طبيعة عملها.
زوجي أكبر داعم لي
أما مريم سبت، مشرفة التمريض في مركز عالي وتعمل أيضا حاليا في أرض المعارض، فتشير إلى أن زوجها أكبر داعم لها، بل هو فخور بها وبعطائها، ويساهم إلى أبعد حد في تربية الأطفال (بنتين وولد) وتدريسهم وتلبية احتياجات المنزل، ليعكس بذلك نموذجا للرجل البحريني المتفهم الداعم للمرأة زوجة وأم واخت وابنة وزميلة.
بحكم عملها ومنصبها، تنهض مريم بدور كبير في تسيير أمور مركز أرض المعارض، وهي مسؤولة عن مختلف عمليات الإشراف والإدارة فيه، وتوفير مستلزماته، وإدارة الطواقم الطبية وتوفير احتياجاتهم، وهي تشرف مباشرة على ما تصفه بأصعب القاعات في المركز، وهي قاعة من لديهم أعراض من أصحاب الإصابات المؤكدة بالفايروس، إضافة إلى إشرافها على منح التطعيمات في مركز عالي الصحي، وهي غالبا ما تقسم يوم عملها بين المركزين.
تشير مريم أيضا إلى الحضور النسائي الكبير للمرأة البحرينية في العمل هناك، تقول "أكثر من 80% من الطواقم الطبية هنا نساء، وكوادر التمريض جميعها نساء، وفي المركز الطبي حاليا 5 شبان و45 ممرضة ما بين مساعدة خدمات وتمريض ومتطوعات معظمهم من النساء، يشتغلن 8 ساعات و12 ساعة يوميا بالتناوب، ومعظمهن زوجات وأمهات.
تؤكد أيضا أن شجاعة المرأة البحرينية في الصفوف الأمامية ظهرت أيضا في مرحلة التجارب السريرية على اللقاحات، حيث كانت في مقدمة من تطوعن لأخذ التطعيم، تقول "كنا نشجع بعضنا البعض، ونقول إننا بحاجة لهذا اللقاح لوقاية أنفسنا حتى ولو انه لا زال في طور التجربة".
شجاعة وتضحية
كانت أمور العمل مستقرة نسبيا بالنسبة لمشرفة التمريض إيمان المعلم على مدى خمس سنوات عملت فيها في مركز حمد كانو الصحي حتى أنه جرى تعيينها نتيجة لاجتهادها في ديسمبر 2019 رئيسة قسم في هذا المركز لتتولى مهمة إدارة القسم كاملة مع الإشراف على فريق التمريض وتوجيهه ووضع الخطط في إطار عمل وزارة الصحة لرفع مستوى الخدمات الصحية.
لكن تاريخ 24 فبراير 2019، يوم اكتشاف أول حالة إصابة بالكورونا في البحرين، قلب أمور إيمان رأسا على عقب، تقول "تغيرت الأمور منذ هذا التاريخ بشكل كامل، وأصبح على عاتقنا كفريق طبي تلبية النداء الإنساني بالمعنى الحقيقي، ولا زلت أذكر بعد رصد أول حالة كورونا كيف توجهت مع زملائي إلى موقع مطار البحرين الدولي مباشرة بتوجيهات من إدارة التمريض، من أجل رصد وجود أي حالة إصابة بين المسافرين".
وتتابع إيمان "ساعات العمل المتواصلة يوميا هناك استمرت لمدة أشهر، كنت أنسق ما بين عملي في المركز الصحي وتجهيزه لاستقبال أي حالات كورونا مستقبلية إلى جانب عملي مع الفريق في المطار من تقديم فحوصات ودعم نفسي للقادمين إلى البحرين من المواطنين والمقيمين والزوار".
تصف إيمان حالها بالجندي في المعركة، تقول "نحن في حرب مع عدو لدود لديه إمكانية عالية في الانتقال والفتك بأرواح الناس، حتى أننا لم نكن نعرف هويته تماما في ذلك الوقت، وعلينا قدر المستطاع أن نعمل بجد على مواجهته وهزيمته".
وتتابع "في تلك المرحلة الصعبة حيث كان الفايروس لا زال مستجدا كنا نستمد عزيمتنا وثباتنا من الله عز وجل ومن ثم ثقتنا بقيادتنا، ولي الفخر بأنني كنت من أوائل المشاركين في "فريق البحرين" بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء، هذا الفريق الذي أثبت قدرته على تحقيق الريادة العالمية حتى في الأزمات والتحديات، وبتنا نرى البحرين في مصاف الدول التي تألقت عالميا في تقديم الخدمات الطبية بقدر كبير من الكفاءة".
خبرات 20 عاما تراكمت في عام ونصف
ولم تكن ظروف أخصائية العلاج الطبيعي ليلى أحمد المدني مواتية عندما داهم فيروس كورونا العالم والمنطقة والبحرين على حين غرة، فقد كانت تعاني من حرق كبير في يدها وفي فترة نقاهة عندما طُلِبَ منها الالتحاق بمركز المعارض لإجراء اختبارات كورونا، حيث كانت تعمل بيد واحدة كما تقول، لتنتقل بعد ذلك لأداء أعمال مكتبية في مركز مسؤول عن إدارة الجائحة، تحولت بعد ذلك للعمل في مستشفى الشامل الميداني في مدينة عالي، وأخيرا تعمل في أحد مراكز الفحص المعتمدة.
وتشير إلى أن رحلتها العملية هذه مكنتها من مراكمة خبرات ومهارات متنوعة ربما ما كانت لتحصل عليها خلال عشرين عاما من العمل، وتؤكد أن النساء البحرينيات في القطاع الصحي ما بعد الجائحة لسن كما قبلها، خاصة بعد أن امتلكن تجارب كبيرة، وأثبتن قدرات استثنائية على النهوض بالمهام الوطنية، إلى جانب محافظتهن على أسرهن واستقرارها.
تلبية النداء
أما الممرضة نهاد فيصل عبدالعزيز فقد عملت في البدايات المبكرة لمواجهة الجائحة حتى أنها كانت من ضمن الذين ساهموا في تهيئة مركز مدينة المعارض وتحويله إلى مركز طبي لتقديم خدمات الفحص والعلاج والمحافظة على صحة المرضى وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم.
تقول نهاد " أدركنا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ونعتبر أن جميع المرضى هم أهلنا ونخشى على أرواحهم ونسعى جاهدين لتقديم كل ما يلزمهم".
وتتابع في ذات السياق "لم يكن الأمر مجرد تأدية عمل، بل كان تلبيه لنداء الوطن، كانت ضمائرنا تعمل قبل أيدينا وقلوبنا تتفطر عندما تذهب روح من جراء الوباء، وتشير إلى وجود وعي كبير من قبل الكادر الطبي، "فلم يكن منا من يتذمر لانقطاعه عن أهله، بل كان همنا الوطن والمرضى ولا نزال على وعدنا وعهدنا وسنبقى نحارب الوباء بكل ما نستطيع لتبقى مملكة البحرين وحكومتها وشعبها سالمين".