"من لا يشكر الله لا يشكر الناس، فكل الشكر والتقدير للمربية الفاضلة مديرتي الحنونة الأستاذة أمل خميس الكعبي مديرة مدرسة النور الثانوية للبنات، والتي كانت الداعم الأساسي لي طوال رحلتي في المرحلة الثانوية، فكانت أشد حرصاً على مستواي الدراسي، وتتابعني في كل الدروس، لتكون على دراية تامة بمستواي الدراسي، ولا أنسى عندما تتدنى درجاتي أجدها أمامي تأخذ بيدي لأرفع من تحصيلي، فالفضل لله ومن ثم لها، فقد كانت نعم المربية التي لا يمكنني أن أنساها طوال حياتي، هذا إلى جانب الأستاذة هناء من وزارة التربية والتعليم والمشرفة على حالتي الصحية منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية ولازمتني حتى وقتنا الحاضر".
هذا ما قالته محاربة السرطان الطالبة مريم عيسى الذوادي، والتي تخرجت بامتياز من المرحلة الثانوية من مدرسة النور الثانوية للبنات.
وعن حالتها الصحية قالت الذوادي إنه تم تشخيصها في عمر الخمس سنين بمرض سرطان الدم، وتم على إثره تقديم شتى العلاجات لها ومن ضمن العلاجات أجريت لها عملية زراعة النخاع، واستغرقت فترة علاجها منذ اكتشاف المرض وحتى وقتنا الحاضر، فالمعاناة التي قاستها لم تكن بالشيء السهل لكن بتظافر الجهود من وزارة التربية والتعليم والمدرسة إلى جانب أسرتها الكريمة بما فيهم جدتها التي كانت تستمد منها الحنان والحب الكبير خفف عنها هذا الوطء ورسمت لنفسها خطة ووضعت أمام عينها هدفا ساميا بأن لا تخيب ظن كل من وقف بجانبها ودعمها وأن تدخل الفرحة في قلوب والديها ومعلماتها بتفوقها ليحصدوا ثمرتهم التي غرسوا فيها كل الحب والاهتمام.
وتذكر الذوادي عن بداية تفوقها عندما اكتشفت أسرتها بأنها لا تجيد القراءة الصحيحة في بداية المرحلة الابتدائية فكانوا يدفعونها لقراءة كل ما تراه أعينهم من إعلانات وصحف ومجلات ولافتات الشوارع إلى جانب جهد المدرسة في الحصص المكتبية مما صنع منها تلميذة تهوى القراءة ومحبة للكتابة.
واخيرا تطمح الذوادي لإكمال دراستها الجامعية لتحقيق هدفها السامي بأن تصبح معلمة مؤسسة لجيل يملؤه الهمة والعزيمة ومتحدي كل الصعاب، يرفع بعلمه علم المملكة الغالية ويسطر اروع الانجازات العالمية.
هذا وتعد مريم إحدى الحالات المرضية التي ترعاها وزارة التربية والتعليم، ضمن سياستها لتقديم التسهيلات والدعم للطلبة ذوي الأمراض المستعصية وذوي الاحتياجات الخاصة، لتأمين حصولهم على حقهم الأصيل في التعليم، مما أسهم في تصنيف اليونسكو لمملكة البحرين ضمن الدول الرائدة عالمياً في توفير التعليم للجميع.