• معايير دخول الصلوات تأتي وِفْقاً للأحاديث النبوية والفلك الشرعي
• تحديد موعد صلاة الظهر مع قطع كل قرص الشمس لخطّ الزوال
• تحديد موعد صلاة العشاء عندما تكون الشمس أسفل الأُفق بـ 18 درجة
• التقويم يُرسّخ المسيرة المضيئة لتميُّز روَّاد البحرين الأوائل في شتّى العلوم
• استفادةٌ عالميّة من خُلاصة جهد وتحصيل علماء البحرين
• انطلاق التعليم النظامي في البحرين أسهم في تطوُّر إصدار التقاويم
• روزنامة الزبارة والبحرين مُتسّقة ومُكمّلة وضابطة للتقاويم السابقة
• التقويم يعتمد على مُعطيات علم الفلك الحديث
• مراعاة الامتداد الجغرافي لمملكة البحرين باعتماد موقعيْن من المناطق المأهولة
• اتخاذ معيار التقويم الإسلامي المُوحّد المُجمع عليه في مؤتمر جدة عام 1998م
• المغفور له الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه يأمر بطباعة أوَّل تقويم أعددته مع زميلي لمكة المكرمة والمدينة المنورة والبحرين
أكَّد الدكتور وهيب عيسى الناصر، عضو اللجنة العُليا للتَّقويم البحريني، وأستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي، ورئيس الجمعية الفلكية البحرينية، بأنَّه تمَّ مراعاة الوصول إلى أقصى درجات الدقّة في تحديد مواقيت الصلوات، وبدايات دخول الأشهر القمرية وخروجها، ودخول الأبراج والطوالع وخروجها، ومنازل القمر في إصدار التقويم البحريني للعام الهجري الجديد 1443هـ، مشيراً إلى أن اللجنة العُليا للتَّقويم البحريني اعتمدت منهجية الأصول الحسابية والفلكية التي وضعها العلّامة السيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي بروزنامة الزبارة والبحرين في إصدار التقويم.
وقال وهيب الناصر في حوار له مع صحيفة "الوطن" إنَّ ما يُميّز منهجية روزنامة الزبارة والبحرين هو دقَّة المواقيت الشرعية والفلكية التي تضمَّنتها في تحديد أوقات الصلوات، والتي اعتُمدت بشكلٍ واسع في مناطق عديدة من العالم الإسلامي في العقود الماضية، كما أثبتت المعايير الشرعية والعلمية والفلكية التي وضعها علماء البحرين الأوائل صحة منهجيّتها.
وأضاف الناصر أنَّ صدور التقويم البحريني يُرسّخ المسيرة المضيئة لتميُّز روَّاد البحرين الأوائل في شتى العلوم ومنها علوم الفلك والحساب الفلكي، إذ لطالما اهتمَّت مملكة البحرين، ومنذ القدم، بتشجيع مختلف مجالات العلم وكانت مقصدًا للعلماء من جميع التخصصات والمذاهب، لافتاً إلى أن علماء البحرين الأوائل قدَّموا خُلاصة علمهم وتحصيلهم الذي أصبح جزءاً من المعارف التي يجري الاستفادة منها على مستوى عربي وإسلامي وعالمي.
وفيما يلي نصّ الحوار:
1. ما الأصول الحسابية والفلكية التي اعتمدتها اللجنة العُليا للتَّقويم البحريني في إعداد التقويم الجديد للعام الهجري 1443 هـ؟
اعتمدت اللجنة العُليا للتقويم البحريني الأصول الحسابية والفلكية التي وضعها العلّامة السيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي بروزنامة الزبارة والبحرين في إصدار التقويم البحريني للعام الهجري الجديد 1443هـ ، حيث حدَّد التقويم ربط كل أوقات دخول الصلوات بموقع الشمس بالنسبة لأي موقع على سطح الأرض، وهي ترتبط بخط الطول وخط العرض.
وأُشير إلى أنّ معايير دخول الصلوات في هذا التقويم تأتي وِفْقاً لما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، ووِفْق الفلك الشرعي، حيث يحين موعد صلاة الفجر مع بداية الشفق فجراً، عندما يكون مركز قرص الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة قوسية، وهو بداية ما يسمى الشفق الفلكي، أما صلاة الظهر فيحين موعدها عند عبور كل قرص الشمس خط الزوال تماماً، وليس عندما يمر منتصفه خط الزوال، وبالنسبة لصلاة العصر فيحين موعدها عندما يكون طول ظل الجسم مساويًا لطول الجسم (مثلاً 1 متر) زائداً أقصر طول ظل له في ذلك اليوم (مثلاً 10 سم)، أيْ يحين موعدها عندما يكون طول الظل يساوي طول الجسم زائداً طوله عند موعد صلاة الظهر ( أي 1.1 متر).
أما صلاة المغرب فيحين موعدها عند اختفاء قرص الشمس (ظاهرياً) تماماً تحت الأُفق بالنسبة للراصد، وهنا يتم مراعاة ظاهرة انكسار الضوء خلال عبوره طبقات الغلاف الجوي، وكذلك الأخذ في الحسبان أن الشمس هي قرص وليست نقطة، لذا يتم اعتبار دخول موعد الغروب عندما يكون مقدار انخفاض مركز الشمس تحت الأفق بمقدار 50 دقيقة قوسية (34 دقيقة قوسية للانكسار زائداً 16 دقيقة قوسية لنصف قطر الشمس)، أما صلاة العشاء فيحين موعدها بعد نهاية الشفق مساءً ( ويُسمّى شرعاَ الغسق) ، ويكون مركز الشمس تحت الأفق لحظتها يساوي 18 درجة، وهو نهاية الشفق الفلكي.
وتمت مراعاة الامتداد الجغرافي لمملكة البحرين حيث تم اعتماد موقعيْن جغرافيين (من المناطق المأهولة) لحساب أوقات دخول الصلوات، وأشير إلى أن الفارق بين التقويمين من دقيقة إلى دقيقتين بسبب جبر العدد العشري، كما أن موعد صلاة العشاء يخضع للوقت الذي يكون فيه مركز الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة (نهاية الشفق الفلكي)، وهذه كانت منهجية التقويم الأساس للتقويم البحريني الذي أعدَّه العلاَّمة عبد الرحمن الزواوي لروزنامة الزبارة والبحرين.
وبالنسبة لصلاة العيد، فقد تمَّ اعتماد صلاة العيد عندما يكون ارتفاع الحافة السفلى لقرص الشمس 4 درجات عن الأفق (قدر رمح) ، وذلك بعد الاطلاع على الوثائق الإسلامية والتاريخية والأدبية، وكذلك بالتجربة والمشاهدة، وفي التقويم السابق كان عندما يكون ارتفاع الحافة السفلى لقرص الشمس 5 درجات عن الأفق، أيْ أن الفارق لا يتعدى 5 دقائقٍ.
وفيما يتعلّق بموقع حساب دخول الصلوات، فإن الفجر والشروق يتم تحديدهما وفق موقع جزيرة دلمونيا ( أقصى شرق البحرين) - خط طول 50.68° شرقا وخط عرض 26.27° شمالاً . أما صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء فيتم تحديدها وفق موقع مدينة سلمان (أقصى غرب البحرين ) - خط طول 50.44° شرقاً وخط عرض 26.22° شمالاً . وأنوّه إلى أنه يجب ملاحظة أن كل 1°خط طول يمثل مسافة قدرها 100 كم، وكل 1° خط عرض يمثل مسافة 110.7 عند خط عرض 26°.
هذا وتمَّ إدراج موعد دخول الشمس الأبراج حسب المواعيد الحقيقية والتي أقرّها الاتحاد الفلكي الدولي في عام 1930، وهي 13 برجاً بدلاً من 12 برجاً، وليس كما بالتواريخ التي كانت متداولة منذ 2000 عام، وبالنسبة للطوالع وعددها 28 طالعاً، ومدة كل طالع 13 يوماً، وفي هذا التقويم تم تحديد مواعيدها بعد التحقق من أن يكون النجم (الطالع) قد تم مشاهدته في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس – ربما قبل ساعة.
وبخصوص تحديد الشهور الإسلامية في هذا التقويم، فقد تمَّ اتخاذ معيار التقويم الإسلامي المُوحّد والذي تم الإجماع عليه في مؤتمر جدة عام 1998م، والذي يشترط لدخول الشهر الإسلامي بأن تكون الحسابات لإحداثيات مكة المكرمة، وولادة الهلال قبل غروب الشمس في مكة المكرمة، وأن يكون كل جرم القمر فوق الأفق لحظة الغروب.
2. ما الذي يُميّز منهجية روزنامة الزبارة والبحرين التي وضعها العلاَّمة السيد عبد الرحمن الزواوي؟
ما يُميّز منهجية روزنامة الزبارة والبحرين التي بنى عليها العلّامة السيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي هو دقَّة المواقيت الشرعية والفلكية التي تضمَّنتها في تحديد أوقات الصلوات، والتي اعتُمدت بشكلٍ واسع في مناطق عديدة من العالم الإسلامي في العقود الماضية، كما أثبتت المعايير الشرعية والعلمية والفلكية التي وضعها علماء البحرين الأوائل دقّتها العالية، هذا وبالإضافة إلى أنّ الروزنامة أخذت برأي أغلبية المذاهب.
3. يعكس اعتماد منهجية روزنامة الزبارة والبحرين في التقويم البحريني تميُّز علماء البحرين والرُوّاد من أبناء البحرين في علوم الفلك والحساب الفلكي، فمن هم أبرز علماء البحرين الرُوّاد وأبرز إنجازاتهم العلمية والفلكية بالفترة الماضية؟
أنَّ صدور التقويم البحريني يُرسّخ المسيرة المضيئة لتميُّز روَّاد البحرين الأوائل في شتى العلوم ومنها علوم الفلك والحساب الفلكي، إذ لطالما اهتمَّت مملكة البحرين ومنذ القدم بتشجيع مختلف مجالات العلم وكانت مقصدًا للعلماء من جميع التخصصات والمذاهب.
ومن بين أبرز علماء البحرين الأوائل الذين قدَّموا خُلاصة علمهم وتحصيلهم الذي أصبح جزءاً من المعارف التي يجري الاستفادة منها على مستوى عربي وإسلامي وعالمي هو عالم الزبارة العلّامة السيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي الحسني المالكي الذي وضع منهجية روزنامة الزبارة والبحرين باعتماد الحساب الفلكي، وسار على منهجيته مجموعة من علماء الفلك الشرعي، من بينهم الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود.
ومن ضمن علماء البحرين الأعلام العلّامة خليفة بن حمد النبهاني الذي تتلمذ عليه العديد من علماء البلاد والمنطقة، حيث ساهم باعتماد آلة الربع المجيب في إعداد التقاويم الفلكية بدلا من الحساب الفلكي، فيما وضع الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود "القاعدة المحمودية لمعرفة الشهور العربية" في عام 1956م، ثم جاء الشيخ إبراهيم بن راشد الحسيني الذي اهتم بإصدار الروزنامات السنوية.
كما لابدّ أن أشير هنا إلى دور انطلاق التعليم النظامي في البحرين بالعام 1919م في تطوُّر إصدار هذه التقاويم، فقد اشتهر أحمد بن علي بن موسى العمران الذي وضع حساباً لمواقيت الصلوات حسب الأشهر، وأعدّ منها إمساكية شهر رمضان لعام 1343هـ (الموافق 1925م) وطبعت بمطبعة الهداية الخليفية قبل ما ينيف 100 عام.
هذا ووضع الأديب الشاعر ابراهيم العريض تقويماً عام 1973م تحت عنوان "معادلة العريض" لمعرفة يوم الأسبوع في التاريخ الميلادي، وتابع علي السيد عبد الرحمن الهاشمي إصدار التقويم البحريني حتى عام 2005، حيث أخذ هذا العلم عند الشيخ إبراهيم الحسيني، وقد تتلمذ على يد الشيخ محمد أبو العلاء البناء آخر علماء الفلك الشرعي في الأزهر الشريف، وهناك غيرهم ممن اهتموا بإصدار التقويم البحريني للصلوات مثل الأستاذ محمود بن يوسف بن محمود آل محمود، والشيخ محمد عبدالله حسن عاشير الذي أصدر تقويماً للبحرين لمدة تزيد عن 16 سنة، والأستاذ يوسف أحمد الشيراوي الذي أصدر تقويم الشيراوي الهجري من عام 1413هـ لعددٍ من السنين، إلى جانب إصداري بمعيّة أحد الزملاء لكتاب"الحساب الفلكي لمواقيت الصلاة وفترات الشفق" في عام 199م، وهو أوّل تقويم لمكة المكرمة والمدينة المنورة ومملكة البحرين فلكياً مشابه لمنهجية تقويم الزبارة والبحرين، وكان قد أمر المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بطباعته في عام 1990، وتقاويم أخرى يتم إصدارها سنوياً منذ عام 2004 بالتعاون مع زميلي الدكتور محمد جاسم العثمان، وهو خريج ماجستير و دكتوراه من جامعة بوسطن بأمريكا في الفيزياء الفلكية.
4. كيف جاء اعتماد منهجية روزنامة الزبارة والبحرين مُتسّقاً ومُكمّلاً وضابطاً للتقاويم البحرينية السابقة؟
بذل أعضاء اللجنة جهْدَاً ملحوظاً وعَمَلاً مشكوراً للوصول إلى أقصى درجات الدِّقة في تحديد المواقيت وِفْق منهجية "روزنامة الزبارة والبحرين" التي بنى عليها العلاَّمة عبد الرحمن الزواوي تقويمه آنذاك، والتي تأتي مُتَّسِقَةً ومُكَمِّلَةً وضابطةً للتقاويم السابقة؛ حيث تمَّ تحديد أوقات الصلوات وبداية دخول الأشهر وخروجها بدقةٍ أكبر.
وراعى التَّقويم محيط المملكة الجغرافي في تحديد أوقات الصلاة بشكلٍ أدق ولما لذلك من دور أكبر في تحديد مواعيد الطوالع التي تمنح معلومات عن مواسم الأمطار، وهبوب الرياح، وحالة البحر والجو، ومواعيد دخول المنازل القمرية، وتسمية الأبراج وتحديدها، وغير ذلك من الظواهر الفلكية، كما يتضمَّن التقويم تحديد وقت الثلث الأخير من الليل لقيام الليل والتهجُّد والدعاء في جوف الليل، وتحديد موعد صلاة العيدين (الفطر والأضحى) أي معرفة الزمن الذي يمثله مقدار الرمح ( 16 دقيقة) ، وهذا يتيح للناس معرفة أوقات النوافل المنهي عن أدائها ( ما قبل الضحى – أي من شروق الشمس حتى مضي 16 دقيقة ).
كما يشتمل التقويم بجانب مواقيت الصلاة، على أطوار القمر، والطوالع، وأبرز الظواهر الفلكية، والحكم والأقوال المأثورة المفيدة لمناسبات العام الدينية، ويتضمَّن الأصل في تشريع المواقيت من القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهَّرة، وأهمية الوقت والتوقيت في حياة المسلمين، وفضل الصلاة على وقتها، وأذكار اليوم والليلة، والأحداث الدينية الإسلامية التي وقعت في كل شهر من شهور السنة الهجرية، بالإضافة إلى طريقة تحويل السنة الهجرية إلى ميلادية والعكس، وتحويل الوقت الغروبي إلى زوالي والعكس وغيرها من المعلومات الشرعية والدينية في هذا السياق.
5. كيف استطاعت اللجنة العُليا للتَّقويم البحريني من تحديد أوقات الصلاة بشكلٍ أدق؟
بذل علماء الفلك الشرعي الأقدمون جهوداً كبيرة لضبط الروزنامات، واخترعوا عديداً من الآلات الفلكية، كما وضعوا قواعد وجداول تعين على معرفة أوقات الصلوات وأوائل الشهور القمرية والسنوات البسيطة والكبيسة بالسنين القمرية والشمسية، والتي بناءً عليها جاء من بعدهم حاسبون فلكيون شرعيون ليصدروا الروزنامات للأعوام التي عاصروها، ومع ذلك فالتقاويم القديمة تعتمد على الاجتهاد وغلبة الظن، أما التقاويم الحديثة فإنها تعتمد على مُعطيات علم الفلك الحديث التي أصبحت يقينية ونسبة الخطأ فيها قليلة جداً إن لم تكن معدومة.
وبدورها فقد حرصت اللجنة العُليا للتقويم البحريني على استمرار جهودها دراسةً وتقييماً وتجديداً للتقويم، والتي تضم في عضويتها كوكبة من علماء الدين من الطائفتيْن الكريمتين، إلى جانب علماء الفلك والمختصين الذين يُشكّلون امتداداً لما تميَّز به الرُوَّاد الأوائل من أبناء البحرين بعلم الفلك والحساب الفلكي في تحديد الأوقات الشرعية.
وروعِي في إصدار التقويم محيط المملكة الجغرافي، لتحديد أوقات الصلاة بشكلٍ أدق، ولما لذلك من دور أكبر في تحديد مواعيد الطوالع ، وهي نجم أو أكثر، يشاهد فوق الأفق الشرقي - قبل ساعة من شروق الشمس تقريبا – وهي تتيح التعرف على ما هو سائد من الفصول المناخية المتراكمة لمئات السنين ، ومواسم الأمطار وهبوب الرياح، وحالة البحر والجو – كما تم إدراج أهم الظواهر الفلكية في التقويم من كسوفات وخسوفات، والقمر العملاق و القمر القزم، و القمر الأزرق، و ظروف الاستهلال لكل شهر إسلامي وفق أفق البحرين الغربي .
6. ما سبب اعتماد موقعين جغرافيين بحرينيين لحساب أوقات دخول الصلوات الخمس وهما أقصى شرق جزيرة دلمونيا وأقصى غرب مدينة سلمان؟
تمَّت مراعاة الامتداد الجغرافي لمملكة البحرين، حيث تم اعتماد موقعيْن جغرافيين من المناطق المأهولة لحساب أوقات دخول الصلوات، وهما أقصى شرق البحرين لمنطقة مأهولة ( جزيرة دلمونيا ) لحساب وقت دخول الفجر والشروق، وأقصى غرب البحرين لمنطقة مأهولة (مدينة سلمان ) لحساب وقت دخول الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
وأسباب أخذ موقعين هو من أجل الدقة، والحرص على أن يمسك عن الأكل في رمضان (الإمساك) قاطنو أقصى الشرق في الوقت الصحيح، وليس بعد دقيقة من موعد الإمساك؛ فعند أخذ موقع أقصى غرب البحرين لتحديد موعد الصلوات فإنه حين يرفع أذان المغرب، تكون الشمس قد غربت قبل ذلك بدقيقة تقريباً، وهذا ليس به ضرر، ولكن إذا أذن لصلاة الفجر في شهر رمضان (الإمساك) يكون قد دخل الوقت في أقصى شرق البحرين بدقيقة (أو بحد أقصى دقيقتين)، وبهذا التعديل تم تفادي ذلك، وأُؤكّد بأن الطريقة السابقة ( أي باتخاذ موقع أقصى غرب منطقة مأهولة كانت مُجازة (علمياً وشرعياً) لكون أن المسافة بين أقصى شرق وأقصى غرب لمنطقة مأهولة في مملكة البحرين لا يتعدى 25 كم، والمطلوب شرعاً وعرفاً أن لا يتعدى 100 كم.
7. لماذا اعتمدت اللجنة العُليا معيار التقويم الإسلامي المُوحّد المُجمع عليه في مؤتمر جدة بالعام 1998 لتحديد الشهور الإسلامية في التقويم البحريني؟
فيما يتعلَّق بتحديد الشهور الإسلامية في هذا التقويم، فقد تمَّ اتخاذ معيار التقويم الإسلامي المُوحّد، وسبب ذلك أنها هي المعايير الوحيدة التي وافق عليها ممثلون رسميون من كل دولة إسلامية ( أحدهم شرعي و الآخر فلكي) والذي تمَّ الإجماع عليه في مؤتمر جدة عام 1998م، وكان وفد البحرين يمثله فضيلة الشيخ عدنان القطان ( شرعي) و شخصي ( فلكي).
وكما أشرت إليه سابقاً بأنني أعددت مع أحد زملائي أوّل تقويم لمكة المكرمة والمدينة المنورة ومملكة البحرين (فلكيا) وأمر المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بطباعته في عام 1990، وكان تقريباً بنفس نهج تقويم الزبارة و البحرين، وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق على شروط دخول الشهور الإسلامية، وكانت كالتالي:
1- أن تكون الحسابات لإحداثيات مكة المكرمة.
2- أن تكون ولادة الهلال قبل غرب الشمس في مكة المكرمة.
3- أن يكون كل جرم القمر فوق الأُفق لحظة الغروب – أي ارتفاع للقمر من الأفق قدره 0.25 درجة قوسية أو 1 دقيقة.