شارك نائب عميد كلية الدراسات العليا للشؤون التربوية، أستاذ تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور علاء الدين أيوب في ورشة عمل حول "مجال البحوث التربوية" التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية تحت عنوان "البحث العلمي طريق النهوض بالتعليم في العصر الرقمي"، ليقدم مشروعه البحثي المعنون بـ" فاعلية برنامج إرشادي قائم على التحدي في تنمية العزم الأكاديمي والمنظور المستقبلي وخفض الحدة الانفعالية لدى الطلاب الموهوبين بالمرحلة الثانوية في البيئات الفقيرة" لكونه الفائز بمجال البحوث التربوية للدورة الـ14 للجائزة عن.

وخلال الورشة أكد الأستاذ الدكتور أيوب على دور وأهمية جائزة خليفة التربوية، إذ قال: "تعد هذه الجائزة أحد أهم وأكبر الجوائز العلمية المحكمة على المستوى العالمي ومستوى الوطن العربي"، معتبرا فوزه بالجائزة "وساماً وسمعة أكاديمية مرموقة وخطوة إيجابية في النمو الأكاديمي والمهني".

وأشار إلى أن أهم مقومات الحصول على الجائزة تناول بحثه لطريقة حديثة ومبتكرة لتدريس الطلبة بشكل عام والموهوبين بشكل خاص وتتمثل في التعلم القائم على التحدي Challenge-Based Learning حيث قام بتطوير الفكرة ووضع إطار عملي وتطبيقي لتنفيذها، لافتاً إلى أن التعلم القائم على التحدي يعد مدخلاً جديداً للتعلم يمزج بين العمل الجماعي والتعلم الموجه ذاتياً وتعلم الأقران وحل مشكلات العالم الحقيقي والتعلم التأملي في الأنشطة التعليمية.

وأشار إلى أن بحثه الفائز يتناول فئة مهمة من الموهوبين وهي "الطلبة الموهوبون في البيئات الفقيرة" وأهمية تلك الفئة للمجتمع من خلال توفير خدمات وبرامج إرشادية لسد احتياجاتهم الأكاديمية والمستقبلية التي تساعدهم على التغلب على العوامل التي أحدثتها الظروف البيئية المحيطة، مشيراً إلى أن البحث تطرق إلى متغيرات حديثة تتمثل في تنمية العزم الأكاديمي والمثابرة والشغف والتركيز على الفرص والتخطيط الجيد للحياة واستغلال الوقت، وخفض الحساسية الانفعالية والاستثارة الانفعالية والتصلب الانفعالي الناتج من الفجوة بين الموهبة والفقر.

ركز نائب العميد في الورشة على بيان أهمية وضوح فكرة البحث وأصالتها وتناول موضوعات ابتكارية وريادية في حل مشكلات وقضايا وتحديات واقعية في الميدان التربوي، إلى جانب وجود إطار نظري قوي توضح أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة مع التركيز على حداثتها، كما تطرق إلى الطرق الحديثة في مناهج البحث والأساليب الاحصائية المتقدمة في حساب الخصائص السيكومترية للأدوات والمقاييس والاختبارات وتحليل النتائج، وكيفية تفسير ومناقشة النتائج، وكيفية كتابة توصيات البحث.

تناولت الورشة أيضا الجوانب التنظيمية للبحث كالشكل والإخراج وأسلوب الكتابة والأمانة العلمية والمراجع، إلى جانب بيان أهمية ودور البحوث التربوية في الارتقاء بمختلف عناصر العملية التعليمية من طالب ومعلم وبيئة مدرسية، وذلك استناداً إلى الآثار الإيجابية لهذه البحوث التي تتناول قضايا ميدانية تتعلق بالشأن التربوي والأكاديمي وتسلط من خلالها الضوء على آليات ابتكار الحلول المناسبة واستشراف المستقبل لمواجهة هذه التحديات وتلك القضايا.

واكد أن البحث في المجال التربوي لا يقل أهمية عن البحوث التي تجرى في الميادين الأخرى لما لهذا النوع من البحوث من دور أساسي في تطوير العملية التربوية والتعليمية والتصدي للعديد من المشكلات والقضايا التي قد يواجهها الميدان التربوي.

وفي ختام الورشة دار حوار بين المتحدثين والمشاركين حول معايير الإبداع في "جائزة خليفة التربوية" وارتباطها باستشراف مستقبل التعليم في العصر الرقمي.