أكدت جمعية البحرين لمعاهد التدريب أهمية تدريب العمال في جميع المنشآت على اختلاف أنشطتها على السلامة المهنية بما يسهم في حماية أرواحهم وتقليل تعرضهم للحوادث المهنية الخطيرة، داعية في هذا الصدد الجهات الحكومية والخاصة إلى التعاقد مع معاهد تدريب متخصصة في الصحة والسلامة المهنية وتتبنى أفضل المعايير الدولية في هذا المجال .
جاء ذلك في بيان للجمعية عقب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة عامل آسيوي في الصرف الصحي بالمحرق مؤخرا وإصابة اثنين آخرين. وأكدت الجمعية في بيانها ضرورة أن يشمل التحقيق في مثل هذه الحوادث مجال التدريب من خلال التأكد من مسألة فيما إذا كان العمال الضحايا قد تلقوا تدريبا كافيا أم لا، وبما يضمن عدم تكرر مثل هذه الحوادث المؤسفة أو التقليل منها على أقل تقدير.
رئيس جمعية البحرين لمعاهد التدريب وخبير الصحة والسلامة المهنية نواف محمد الجشي شدد على أهمية الارتقاء بمعايير التدريب في مجال الصحة والسلامة المهنية، مشيرا إلى أن توفير تدريب نوعي في مجال الصحة والسلامة المهنية يؤدي أيضا إلى دعم الجهود الوطنية الساعية خلف تعزيز مكانة وسمعة مملكة البحرين كدولة حضارية تصون وتحفظ حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق العمالة التي تعيش على أرضها.
وقال الجشي "نحن في جمعية البحرين لمعاهد التدريب على أتم الاستعداد للتنسيق والعمل المشترك مع وزارة الاشغال ووزارة العمل ومختلف الجهات المعنية بالصحة والسلامة للعمال والموظفين"، مشيرا إلى وجود فرص كبيرة جدا لإعداد الكوادر الوطنية للعمل في هذا المجال وتوفير وظائف نوعية لهم، خاصة وأن هذا المجال يشهد نقصا حادا في الكوادر الوطنية المؤهلة".
واعتبر أن التدريب الجيد والفعال أهم عوامل تجنب أخطار العمل المختلفة، وذلك من خلال معرفة العامل لهذه الأخطار وكيفية الوقاية منها، مؤكدا أهمية التدريب الفعال المخطط وفقا لنوعية الرسالة والمحتوى العلمي المبني على تحليل احتياجات المنشأة بحسب طبيعة عملها.
ولفت إلى أن التزام المنشآت البحرينية بمعايير الصحة والسلامة يزيد من انتاجيتها ويحفظ معداتها ويقلل من الفاقد في ساعات العمل الناجم عن إصابات العاملين ويعفيها من تحمل نفقات الرعاية الصحية والتعويضات، مؤكدا في هذا الإطار على أهمية تدريب العاملين على اختلاف مستوياتهم بشأن كيفية الوقاية من أخطار العمل المحتملة.
ودعا الجشي إلى ضخ المزيد من الاستثمارات للتدريب في مجال الصحة والسلامة المهنية، وقال إن هذا التدريب يجب ألا ينظر إليه على أنه إهدارا للمال أو نزهة للعاملين، بل كأحد الأركان الأساسية للاستراتيجية العامة للمنشأة، وضمن توجه نحو بناء منظومة السلامة داخل مكان العمل، وكالتزام أخلاقي تجاه العاملين وأسرهم".