أكد الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف استمرار صندوق الزكاة والصدقات في صرف دفعات مشروع سهم الغارمين في نسخته الخامسة والذي انطلق نهاية فبراير من العام الحالي، وتجاوز المبالغ المتبرع بها الثلاثة ملايين و500 ألف دينار حتى تاريخه، مثمناً في هذا الإطار الدعم الكبير والسخي الذي قدمه بيت التمويل الكويتي، كما أشاد معاليه بدعم المتبرعين من البنوك والشركات والمؤسسات والأفراد.
وأعرب وزير العدل عن بالغ الشكر والتقدير لبيت التمويل الكويتي، على مساندته ودعمه هذا المشروع الإنساني والخيري، والذي قدم من خلاله نموذجًا بارزًا في التكافل الاجتماعي في إطار المسؤولية الإجتماعية، والمساهمة في تنمية وتطوير العمل الخيري المؤسسي.
وأوضح أن رؤية صندوق الزكاة والصدقات تتمحور حول الإسهام الفعّال في تعزيز التكافل الاجتماعي والعمل الخيري المؤسسي، بما ينعكس أثره في خدمة المجتمع وخصوصًا الحاجات المجتمعية الملحّة، حاملاً رسالة التوعية بأهمية الزكاة كفريضة شرعية، وتنمية مصادرها، وتطوير آليات جمع وصرف الزكاة والصدقات للمستحقين، وفقاً للأسس الشرعية والرقابية من أجل الوصول إلى أعلى مستويات الشفافية والمصداقية، لافتاً إلى أن هذه البادرة المجتمعية تُجسد أحد المعالم الحضارية للدين الإسلامي، وما يتمتع به شعب البحرين من سعي دائم للخير والإحسان، داعياً إلى المزيد من الدعم للارتقاء بعمل وخدمات صندوق الزكاة والصدقات؛ ليؤدي دوره التكافلي والتنموي في المجتمع.
وفي ذات السياق كشف صلاح حيدر رئيس صندوق الزكاة والصدقات أن صرف الدفعة الثالثة بمبلغ تجاوز المليون و600 ألف دينار، وهي تعد الدفعة الأكبر على الإطلاق في تاريخ الصندوق، تأتي بدعم كبير من بيت التمويل الكويتي، ومن أصحاب الايادي البيضاء من البنوك والشركات والمؤسسات والافراد، وقد أعلنت الوزارة في وقت سابق عن صرف دفعتين ضمن المشروع لهذا العام ليبلغ إجمالي المبالغ المصروفة ثلاثة ملايين و500 ألف دينار.
وحول معايير الاستفادة من مشروع "سهم الغارمين"، أفاد بأنه تم استحداث عدد من المعايير حيث تم تحديد سقف أعلى للمبلغ المسدد لصالح المستفيد من المشروع ولمرة واحدة فقط، وأن يكون المدين شخصاً طبيعياً وليس اعتبارياً ممن ثبت عليه الدين بموجب ملف تنفيذ جاري، مع ثبوت إعساره عن السداد وفقاً للمستندات المقدمة الدالة على ظروفه المعيشية، على أن تكون الأولوية في الاستفادة للأكبر سناً مع مراعاة الظروف الخاصة للنساء، وكذلك ذوي الهمم ومن يعانون من مرض عضال، وذلك بهدف رفع إجراءات التنفيذ الجبرية في مواجهتهم، على أن لا يكون قد صدر ضد المستفيد حكم بالإدانة في جريمة تمس الشرف والأمانة، ما لم يكن قد رد إليه اعتباره أو لم يتكرر منه ذلك الفعل مؤخراً بعد صلاح حاله.
وقال صلاح حيدر إن فريق العمل المعني أنجز دراسة الحالات المرشحة للمشروع من خلال قاعدة البيانات المتوفرة تلقائيًا بإدارة التنفيذ بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وذلك وفقاً للمعايير المعتمدة مسبقا والتحقق من مدى توافر اشتراطات استحقاقهم للزكاة من الجانب الشرعي، فضلاً عن التدقيق على المستندات والمتطلبات المقدمة منهم وإعداد التقارير اللازمة في هذا الشأن.
وأضاف أن من نتائج المشروع منذ انطلاق نسخته الخامسة هذا العام مساهمته في تسديد ديون 793 معسرا ومعسرة صادرة بحقهم أحكام قضائية بسبب مديونياتهم وقد عجزوا عن سدادها، وذلك بموجب ما يقارب 2100 ملف تنفيذي بإجمالي مبلغ قدره ثلاثة ملايين و500 ألف دينار.
وكشف رئيس صندوق الزكاة والصدقات، عن مستجدات قيام الصندوق بدور الوساطة مع عدد من الدائنين بهدف المساهمة بتخفيض الديون على عدد من المعسرين في إطار مشروع سهم الغارمين، والتي نتج عنها إسقاط أكثر من مليون دينار منذ انطلاق الحملة هذه السنة، وهو ما شكل إضافة جديدة ومهمة في دعم سهم الغارمين.
وأكد صلاح حيدر على الدور البارز للداعمين للحملة من المتبرعين او الدائنين المتعاونين مع الصندوق في تخفيض مستحقاتهم عن المعسرين، مشيرًا إلى أن صندوق الزكاة والصدقات مستمر في صرف سهم الغارمين على دفعات جديدة، وذلك بناءً على الضوابط المقررة في هذا الشأن، كما انه مستمر في تلقي التبرعات لهذا المشروع والمشاريع الاخرى التي ينظمها الصندوق عبر القنوات المخصصة لها.
كما أكد أن صندوق الزكاة والصدقات يسير سيراً حثيثاً نحو تطوير البرامج والآليات، ويسعى سعياً جاداً لوضع الأنظمة والأسس اللازمة لإدارة العمل الخيري بمزيد من الجودة والإتقان. ولقد استطاع الصندوق –بفضل الله تعالى- إلى ترسيخ مفهوم فاعلية الزكاة والصدقات ودورها المهم في المجال التنموي على صعيد الفرد والمجتمع، والعمل على إحياء هذه الفريضة تطبيقًا وممارسة لتستفيد منها الشرائح المستحقة على اختلافها، وشمل بخدماته شريحة كبيرة من الأسر المحتاجة، وأن الصندوق مستمر في المضي قدماً نحو مزيد من التكافل والتعاون، لتنفيذ برامجه وأنشطته التي ما كانت لتتحقق إلا بفضل من الله تعالى، ثم بفضل الدعم والمساندة التي يلقاها الصندوق من القيادة الرشيدة، وكذلك بفضل المساهمات الطيبة المباركة من أصحاب الأيادي البيضاء.
يذكر أن صندوق الزكاة والصدقات أطلق مشروع "سهم الغارمين" في العام 2017 بهدف تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية، وترجمة ذلك واقعاً ملموساً على أرض الواقع.
الجدير بالذكر أن صندوق الزكاة والصدقات تأسس منذ عام 1979م، وهي الجهة الرسمية المعنية باستلام أموال الصدقات والزكاة وتوجيهها إلى المصارف الشرعية، بشكل يتناسب مع أساليب الإدارة الحديثة والحياة المعاصرة، وفقاً لقيم البذل والعطاء، والتراحم والتكاتف والتكافل.