أنس الأغبش:
أعلن سفير السودان لدى البحرين إبراهيم محمد الحسن، عن اتفاق بحريني سوداني، على تفعيل آلية للتنسيق المباشر بين البلدين، وذلك في إطار استئناف عمل لجنة التشاور السياسي واللجنة الوزارية العليا في الفترة المقبلة.
وأضاف في لقاء مع "الوطن"، أن البحرين ستكون من ضمن الدول التي ستشارك في عملية التعاون وتبادل الخبرات لبناء تجربة السودان واستعداده لتكوين المجلس التشريعي الانتقالي، موضحاً أنه تم العمل على تحقيق التوافق على الشراكة في ملف الأمن الغذائي والترويج للاستثمارات المتبادلة بين البلدين في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة في السودان بفضل إجازة مجلس الوزراء لمشروع قانون تشجيع الاستثمار للعام 2021.
وأشار السفير السوداني، إلى أن من أبرز المشاريع المقبلة، تعزيز الحراك الاقتصادي بين البلدين بالشكل الذي يتماشى مع المفاهيم الجديدة للاقتصاد العالمي وريادة الأعمال، إلى جانب الترويج للمنتجات السودانية كامتداد للجهود الوطنية التي تعمل على بناء القطاع الاقتصادي بهدف تطوير المنتج السوداني والمنافسة، خصوصاً بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة دمجه في المنظومة الاقتصادية والمصرفية العالمية. وفيما يلي اللقاء:
"الوطن": ما أبرز الملفات التي عملتم عليها أثناء توليكم مهامكم كسفير للبحرين منذ العام 2017؟ وما الذي تحقق منها واقعياً؟
عملت طوال فترة عملي كسفير لدى مملكة البحرين وبجهود أعضاء البعثة على تعزيز التعاون بين جمهورية السودان ومملكة البحرين الشقيقة في مختلف المجالات بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين.
تهتم القيادة السودانية بتعزيز العلاقات بينها وبين القيادة بمملكة البحرين على المستوى الثنائي إلى جانب مواصلة التنسيق في المحافل والمنابر الإقليمية والدولية عبر الاتصالات والزيارات المتبادلة، وهو ما شهد تقدماً كبيراً خاصة بعد زيارة وزيرة الخارجية الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي في الفترة من 26 وحتى 28 يوليو 2021 والتي أسفرت عن قيام مباحثات ناجحة مع وزير خارجية البحرين الدكتورعبداللطيف الزياني، ومجموعة من اللقاءات مع المسؤولين بالمملكة.
كما عملنا أيضاً، على تحقيق التوافق على الشراكة في ملف الأمن الغذائي والترويج للاستثمارات المتبادلة بين البلدين في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة في السودان بفضل إجازة مجلس الوزراء لمشروع قانون تشجيع الاستثمار للعام 2021، والذي يوفر بيئة استثمارية تنسجم مع أهداف وأولويات الإستراتيجية الاقتصادية والتنموية بمشاركة الاستثمار المحلي والأجنبي والاستفادة من المزايا التنافسية لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، والذي يدعم تطوير ريادة الأعمال والابتكار مع التركيز على خلق شراكات ذكية بين القطاع العام والخاص.
ومؤخراً نجحنا في إكمال افتتاح المقر الجديد للسفارة السودانية لدى مملكة البحرين، في إطار خطة وزارة الخارجية السودانية لتملك مقار البعثات الدبلوماسية بالخارج والتي ستحمل مواصفات تعمل على تحقيق أهداف خطة الدولة في قطاع العلاقات الخارجية، ومن أبرزها الترويج للسودان الجديد بمختلف فرصه ومجالاته عبر الفعاليات والأنشطة التي ستقام بمباني البعثة بالتنسيق مع الجهات المختصة بمملكة البحرين على المستوى الرسمي والشعبي، إلى جانب توفير بيئة متميزة لخدمة الجالية السودانية بمملكة البحرين.
"الوطن": وهل من مشاريع مشتركة بين البحرين والسودان سترى النور قريباً؟ وماهي أبرزها؟
اتفق الجانبان على تفعيل آلية للتنسيق المباشر بين البلدين تتماشى مع التطور الذي تشهده العلاقات والذي سيكون في إطار استئناف عمل لجنة التشاور السياسي واللجنة الوزارية العليا في الفترة المقبلة.
وبفضل تجرية مملكة البحرين الرائدة في العمل البرلماني، ستكون المملكة من ضمن الدول التي تشارك في عملية التعاون وتبادل الخبرات لبناء تجربة السودان واستعداده لتكوين المجلس التشريعي الانتقالي، وذلك عبر تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين.
ومن أبرز المشاريع، تعزيز الحراك الاقتصادي بين البلدين في الفترة المقبلة بالشكل الذي يتماشى مع المفاهيم الجديدة للاقتصاد العالمي وريادة الأعمال، إلى جانب الترويج للمنتجات السودانية كامتداد للجهود الوطنية التي تعمل على بناء القطاع الاقتصادي والاستثماري بهدف تطوير المنتج السوداني والمنافسة وخلق فرص للشراكات وتبادل الخبرات، وذلك بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة دمجه في المنظومة الاقتصادية والمصرفية العالمية.
"الوطن": كيف تنظرون إلى العلاقات الثنائية البحرينية - السودانية؟ وهل من توجه لتطويرها خلال الفترة المقبلة؟
العلاقات بين البلدين في تطور مستمر منذ نشأتها ولم تشهد أي تراجع بفضل السياسة الحكيمة والمتوازنة التي فرضتها طبيعة التفاعل بين البلدين في مختلف المستويات، ونحن في السودان ننظر إلى مملكة البحرين كداعم أساسي وحليف استراتيجي لا يقل وزناً عن أي حليف إقليمي أو دولي.
"الوطن": ما مدى الدعم الذي قدمته لكم حكومة البحرين طيلة فترة عملكم الماضية؟
الدعم الذي قدمته لي مملكة البحرين حكومة وشعباً، تجاوز حدود الأدوار الرسمية في العمل الدبلوماسي ووصل إلى مستوى متميز من العلاقات الأخوية المتينة، بدءاً من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، إلى جانب الوزراء والمسؤولين في مختلف القطاعات الذين لم يدخروا جهداً لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين ودائما ما ظلت أبوابهم ومجالسهم مفتوحة للتواصل وتبادل الآراء.
وبفضل ثقافة التسامح ومفاهيم الإندماج الاجتماعي التي أسسها جلالة الملك الملك المفدى، وهي ما يميز شعب البحرين، شهدت السفارة السودانية والنادي السوداني مظاهر التكافل والمشاركة في مختلف الفعاليات من جانب الأشقاء من البحرين خاصة في الجانب الإنساني مما عكس مظاهر الرقي للشعب البحريني.
وهنا أوجه خالص الشكر والتقدير لمملكة البحرين حكومة وشعباً على حسن تعاونهم وعلى كل ما تحقق خلال فترة عملي من أجل تحقيق مصلحة البلدين والشعبين.
"الوطن": بانتهاء فترة عملكم كسفير للسودان لدى البحرين، هل من ملفات ستحملونها إلى الخرطوم من أجل تعزيز التعاون؟ وما هي أبرزها؟
المسؤولية الوطنية لا تنتهي لأي مسؤول أو مواطن بانتهاء فترة عمله في موقع محدد، إذن فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، والسودان في الفترة الحالية في مرحلة إعادة بناء وتخلص من إرث قديم، وهي مرحلة بدأت على المستوى الشعبي أولاً بفضل الوعي الكبير للمواطن السوداني وعزمه للانفتاح على الخارج.
من جانبنا بدأنا في الإعداد لتوظيف العمل الدبلوماسي كآلية للتعريف بالسودان الجديد عبر خطة عمل تراعي وتتضمن جميع الخطط الوطنية، وتعمل البعثة على تنفيذها بالفعل، وسأقوم بالمتابعة بعد عودتي للخرطوم ومد يد العون لإنجاز ما يمكن إنجازه من موقعي.
"الوطن": كيف سيتم تعزيز علاقات السودان الدولية بعد أن كانت غير مستقرة في عهد النظام السابق؟
يسير السودان في توجه جديد مغاير للتوجه السابق والذي اعتمد تكوين تحالفات ومصالح مع دول بعينها على حساب المصلحة الوطنية ومفاهيم وقيم العلاقات الدولية التي تدعو للتعاون والتنسيق الجماعي والمشترك. كما نتوجه الآن لتحقيق علاقات متوازنة مع كل الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية.
وفيما يتعلق بكيفية تحقيق ذلك، تقوم جميع المؤسسات الوطنية ذات الصلة بالعمل الخارجي بالإعداد لمؤتمر قومي للعلاقات الخارجية بهدف بناء إستراتيجية علاقات خارجية متوافق عليها تعمل على توحيد الخطاب الخارجي وتوحيد الرؤية الوطنية للملفات الخارجية وذلك في إطار مبادرة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لحل وإدارة قضايا الانتقال الديمقراطي.
"الوطن": هل ترون أن السودان بات يسير نحو الاتجاه الصحيح خصوصاً من بعد ثورة ديسمبر؟
السودان يسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من العقبات والتحديات التي يواجهها وهي سمة معهودة للفترات الانتقالية التي تمر بها الدول، ويدعم هذا الاتجاه التماسك بين المكونين المدني والعسكري للحكومة الانتقالية إلى جانب المساندة الإقليمية والدولية التي لم تتوقف منذ انطلاقة الثورة المجيدة.
"الوطن": ألا ترون أن البنية التحتية للقطاع السياحي في السودان بحاجة إلى مزيد من التأهيل لاستقطاب الاستثمارات من أجل تحقيق عوائد اقتصادية؟
تأهيل القطاع السياحي يعتبر من أولويات خطة عمل الحكومة الانتقالية وهو ما شهده المؤتمر الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر مايو الماضي، حيث تم طرح 3 مشروعات استثمارية للنهوض بقطاع السياحة أولها مشروع منتجع البحر الأحمر السياحي والذي سيوفر المتطلبات السياحية لهواة الغوص والرياضة المائية، وثانيها مشروع منتجع الدندر السياحي ويهدف لتنشيط سياحة السفاري والحياة البرية، وثالثها مشروع منتجع جبل مرة السياحي والذي يهدف للتعريف بالطبيعة الساحرة لمنطقة جبل مرة.
ستساهم هذه المشروعات بعد قيامها في زيادة عدد السياح وبالتالي تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة بفضل التنوع الذي يتمتع به السودان من النواحي الثقافية والمناخية وهو ما يوفر تجربة فريدة للسائح داخل حدود دولة واحدة.
ويعتبر مواطنو مملكة البحرين من الشعوب التي تمثل جزءاً من الحراك الثقافي والاجتماعي داخل جمهورية السودان وذلك بفضل استقبال البلاد لمواطني المملكة بغرض حضور المناسبات الاجتماعية وممارسة هواية الصيد والغوص إلى جانب زيارات العمل والاستثمار.
أعلن سفير السودان لدى البحرين إبراهيم محمد الحسن، عن اتفاق بحريني سوداني، على تفعيل آلية للتنسيق المباشر بين البلدين، وذلك في إطار استئناف عمل لجنة التشاور السياسي واللجنة الوزارية العليا في الفترة المقبلة.
وأضاف في لقاء مع "الوطن"، أن البحرين ستكون من ضمن الدول التي ستشارك في عملية التعاون وتبادل الخبرات لبناء تجربة السودان واستعداده لتكوين المجلس التشريعي الانتقالي، موضحاً أنه تم العمل على تحقيق التوافق على الشراكة في ملف الأمن الغذائي والترويج للاستثمارات المتبادلة بين البلدين في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة في السودان بفضل إجازة مجلس الوزراء لمشروع قانون تشجيع الاستثمار للعام 2021.
وأشار السفير السوداني، إلى أن من أبرز المشاريع المقبلة، تعزيز الحراك الاقتصادي بين البلدين بالشكل الذي يتماشى مع المفاهيم الجديدة للاقتصاد العالمي وريادة الأعمال، إلى جانب الترويج للمنتجات السودانية كامتداد للجهود الوطنية التي تعمل على بناء القطاع الاقتصادي بهدف تطوير المنتج السوداني والمنافسة، خصوصاً بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة دمجه في المنظومة الاقتصادية والمصرفية العالمية. وفيما يلي اللقاء:
"الوطن": ما أبرز الملفات التي عملتم عليها أثناء توليكم مهامكم كسفير للبحرين منذ العام 2017؟ وما الذي تحقق منها واقعياً؟
عملت طوال فترة عملي كسفير لدى مملكة البحرين وبجهود أعضاء البعثة على تعزيز التعاون بين جمهورية السودان ومملكة البحرين الشقيقة في مختلف المجالات بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين.
تهتم القيادة السودانية بتعزيز العلاقات بينها وبين القيادة بمملكة البحرين على المستوى الثنائي إلى جانب مواصلة التنسيق في المحافل والمنابر الإقليمية والدولية عبر الاتصالات والزيارات المتبادلة، وهو ما شهد تقدماً كبيراً خاصة بعد زيارة وزيرة الخارجية الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي في الفترة من 26 وحتى 28 يوليو 2021 والتي أسفرت عن قيام مباحثات ناجحة مع وزير خارجية البحرين الدكتورعبداللطيف الزياني، ومجموعة من اللقاءات مع المسؤولين بالمملكة.
كما عملنا أيضاً، على تحقيق التوافق على الشراكة في ملف الأمن الغذائي والترويج للاستثمارات المتبادلة بين البلدين في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة في السودان بفضل إجازة مجلس الوزراء لمشروع قانون تشجيع الاستثمار للعام 2021، والذي يوفر بيئة استثمارية تنسجم مع أهداف وأولويات الإستراتيجية الاقتصادية والتنموية بمشاركة الاستثمار المحلي والأجنبي والاستفادة من المزايا التنافسية لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، والذي يدعم تطوير ريادة الأعمال والابتكار مع التركيز على خلق شراكات ذكية بين القطاع العام والخاص.
ومؤخراً نجحنا في إكمال افتتاح المقر الجديد للسفارة السودانية لدى مملكة البحرين، في إطار خطة وزارة الخارجية السودانية لتملك مقار البعثات الدبلوماسية بالخارج والتي ستحمل مواصفات تعمل على تحقيق أهداف خطة الدولة في قطاع العلاقات الخارجية، ومن أبرزها الترويج للسودان الجديد بمختلف فرصه ومجالاته عبر الفعاليات والأنشطة التي ستقام بمباني البعثة بالتنسيق مع الجهات المختصة بمملكة البحرين على المستوى الرسمي والشعبي، إلى جانب توفير بيئة متميزة لخدمة الجالية السودانية بمملكة البحرين.
"الوطن": وهل من مشاريع مشتركة بين البحرين والسودان سترى النور قريباً؟ وماهي أبرزها؟
اتفق الجانبان على تفعيل آلية للتنسيق المباشر بين البلدين تتماشى مع التطور الذي تشهده العلاقات والذي سيكون في إطار استئناف عمل لجنة التشاور السياسي واللجنة الوزارية العليا في الفترة المقبلة.
وبفضل تجرية مملكة البحرين الرائدة في العمل البرلماني، ستكون المملكة من ضمن الدول التي تشارك في عملية التعاون وتبادل الخبرات لبناء تجربة السودان واستعداده لتكوين المجلس التشريعي الانتقالي، وذلك عبر تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين.
ومن أبرز المشاريع، تعزيز الحراك الاقتصادي بين البلدين في الفترة المقبلة بالشكل الذي يتماشى مع المفاهيم الجديدة للاقتصاد العالمي وريادة الأعمال، إلى جانب الترويج للمنتجات السودانية كامتداد للجهود الوطنية التي تعمل على بناء القطاع الاقتصادي والاستثماري بهدف تطوير المنتج السوداني والمنافسة وخلق فرص للشراكات وتبادل الخبرات، وذلك بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة دمجه في المنظومة الاقتصادية والمصرفية العالمية.
"الوطن": كيف تنظرون إلى العلاقات الثنائية البحرينية - السودانية؟ وهل من توجه لتطويرها خلال الفترة المقبلة؟
العلاقات بين البلدين في تطور مستمر منذ نشأتها ولم تشهد أي تراجع بفضل السياسة الحكيمة والمتوازنة التي فرضتها طبيعة التفاعل بين البلدين في مختلف المستويات، ونحن في السودان ننظر إلى مملكة البحرين كداعم أساسي وحليف استراتيجي لا يقل وزناً عن أي حليف إقليمي أو دولي.
"الوطن": ما مدى الدعم الذي قدمته لكم حكومة البحرين طيلة فترة عملكم الماضية؟
الدعم الذي قدمته لي مملكة البحرين حكومة وشعباً، تجاوز حدود الأدوار الرسمية في العمل الدبلوماسي ووصل إلى مستوى متميز من العلاقات الأخوية المتينة، بدءاً من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، إلى جانب الوزراء والمسؤولين في مختلف القطاعات الذين لم يدخروا جهداً لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين ودائما ما ظلت أبوابهم ومجالسهم مفتوحة للتواصل وتبادل الآراء.
وبفضل ثقافة التسامح ومفاهيم الإندماج الاجتماعي التي أسسها جلالة الملك الملك المفدى، وهي ما يميز شعب البحرين، شهدت السفارة السودانية والنادي السوداني مظاهر التكافل والمشاركة في مختلف الفعاليات من جانب الأشقاء من البحرين خاصة في الجانب الإنساني مما عكس مظاهر الرقي للشعب البحريني.
وهنا أوجه خالص الشكر والتقدير لمملكة البحرين حكومة وشعباً على حسن تعاونهم وعلى كل ما تحقق خلال فترة عملي من أجل تحقيق مصلحة البلدين والشعبين.
"الوطن": بانتهاء فترة عملكم كسفير للسودان لدى البحرين، هل من ملفات ستحملونها إلى الخرطوم من أجل تعزيز التعاون؟ وما هي أبرزها؟
المسؤولية الوطنية لا تنتهي لأي مسؤول أو مواطن بانتهاء فترة عمله في موقع محدد، إذن فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، والسودان في الفترة الحالية في مرحلة إعادة بناء وتخلص من إرث قديم، وهي مرحلة بدأت على المستوى الشعبي أولاً بفضل الوعي الكبير للمواطن السوداني وعزمه للانفتاح على الخارج.
من جانبنا بدأنا في الإعداد لتوظيف العمل الدبلوماسي كآلية للتعريف بالسودان الجديد عبر خطة عمل تراعي وتتضمن جميع الخطط الوطنية، وتعمل البعثة على تنفيذها بالفعل، وسأقوم بالمتابعة بعد عودتي للخرطوم ومد يد العون لإنجاز ما يمكن إنجازه من موقعي.
"الوطن": كيف سيتم تعزيز علاقات السودان الدولية بعد أن كانت غير مستقرة في عهد النظام السابق؟
يسير السودان في توجه جديد مغاير للتوجه السابق والذي اعتمد تكوين تحالفات ومصالح مع دول بعينها على حساب المصلحة الوطنية ومفاهيم وقيم العلاقات الدولية التي تدعو للتعاون والتنسيق الجماعي والمشترك. كما نتوجه الآن لتحقيق علاقات متوازنة مع كل الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية.
وفيما يتعلق بكيفية تحقيق ذلك، تقوم جميع المؤسسات الوطنية ذات الصلة بالعمل الخارجي بالإعداد لمؤتمر قومي للعلاقات الخارجية بهدف بناء إستراتيجية علاقات خارجية متوافق عليها تعمل على توحيد الخطاب الخارجي وتوحيد الرؤية الوطنية للملفات الخارجية وذلك في إطار مبادرة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لحل وإدارة قضايا الانتقال الديمقراطي.
"الوطن": هل ترون أن السودان بات يسير نحو الاتجاه الصحيح خصوصاً من بعد ثورة ديسمبر؟
السودان يسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من العقبات والتحديات التي يواجهها وهي سمة معهودة للفترات الانتقالية التي تمر بها الدول، ويدعم هذا الاتجاه التماسك بين المكونين المدني والعسكري للحكومة الانتقالية إلى جانب المساندة الإقليمية والدولية التي لم تتوقف منذ انطلاقة الثورة المجيدة.
"الوطن": ألا ترون أن البنية التحتية للقطاع السياحي في السودان بحاجة إلى مزيد من التأهيل لاستقطاب الاستثمارات من أجل تحقيق عوائد اقتصادية؟
تأهيل القطاع السياحي يعتبر من أولويات خطة عمل الحكومة الانتقالية وهو ما شهده المؤتمر الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر مايو الماضي، حيث تم طرح 3 مشروعات استثمارية للنهوض بقطاع السياحة أولها مشروع منتجع البحر الأحمر السياحي والذي سيوفر المتطلبات السياحية لهواة الغوص والرياضة المائية، وثانيها مشروع منتجع الدندر السياحي ويهدف لتنشيط سياحة السفاري والحياة البرية، وثالثها مشروع منتجع جبل مرة السياحي والذي يهدف للتعريف بالطبيعة الساحرة لمنطقة جبل مرة.
ستساهم هذه المشروعات بعد قيامها في زيادة عدد السياح وبالتالي تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة بفضل التنوع الذي يتمتع به السودان من النواحي الثقافية والمناخية وهو ما يوفر تجربة فريدة للسائح داخل حدود دولة واحدة.
ويعتبر مواطنو مملكة البحرين من الشعوب التي تمثل جزءاً من الحراك الثقافي والاجتماعي داخل جمهورية السودان وذلك بفضل استقبال البلاد لمواطني المملكة بغرض حضور المناسبات الاجتماعية وممارسة هواية الصيد والغوص إلى جانب زيارات العمل والاستثمار.