قالت الوكيل المساعد للصحة العامة بوزارة الصحة د. مريم الهاجري، إن المسح الصحي الوطني الذي تم في مملكة البحرين عام 2018 أظهر أن نسبة السمنة في المملكة تبلغ 25.7% بين المقيمين و 42.8% بين المواطنين، كما أن نسبة زيادة الوزن تبلغ 39.8% بين المقيمين و33.2% بين المواطنين، مشيرة إلى أنه قد أصبح من الضروري القيام بمنح السمنة الأولوية وتمكين الأفراد وأخصائيي الرعاية الصحية ودعمهم بالإضافة إلى تعاون الحكومة والمنظمات والمجتمعات لمكافحة السمنة.وأضافت، خلال افتتاح مؤتمر "أكاديمية البحرين للسمنة"، الذي تنظمه جمعية السكري البحرينية بالتعاون وزارة الصحة ومستشفى الملك حمد الجامعي والكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، ويقام خلال الفترة من 17 وحتى 18 سبتمبر الجاري، أن مملكة البحرين بصدد إصدار الدليل الإرشادي للعاملين في القطاع الصحي حول تشخيص وعلاج السمنة عند الأطفال والبالغين والتي كانت نتاج جهد مشترك بين خبراء محليون في هذا المجال في البحرين من مجمع السلمانية الطبي ومستشفى قوة دفاع البحرين ومستشفى الملك حمد الجامعي تحت إشراف قسم التغذية بإدارة الصحة العامة والرعاية الأولية، وبمتابعة من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية.من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة، رئيس جمعية البحرين للسكري، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، أن مملكة البحرين تولي جهود مكافحة السمنة بالمملكة أولوية خاصة، في إطار الخطة الوطنية الرامية إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتحديداً الهدف المتعلق بخفض الوفيات المبكرة من الأمراض غير السارية بحلول عام 2030.واستعرض محمد بن عبد الله خلال كلمته بحفل الافتتاح الجهود التي تضطلع بها المملكة للتصدي للسمنة في مملكة البحرين، تحت مظلة الخطة الوطنية، وفي مقدمتها الاستراتيجية الخاصة بالنشاط البدني والتغذية الصحية، والبرامج والمبادرات التي تقدم من قبل المعنيين بالصحة، كانشاء العيادات المتخصصة في معالجة السمنة، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، وإصدار الدلائل الإرشادية لعلاج الأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة.كما عملت المملكة من خلال وزارة الصحة وأنشطة اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية على رفع مستوى الوعي المجتمعي بنظام التغذية الصحية والنشاط البدني، كما تم الانتهاء من دراسة جدوى الاستثمار في الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في دول مجلس التعاون الخليجي لإدراك الأثر الاقتصادي لهذا النوع من الأمراض، ومن ثم تسهيل دعم المزيد من المبادرات بشأن مكافحة السمنة والأمراض غير السارية.وشدد رئيس المجلس الأعلى للصحة على أن التزام مملكة البحرين بالحد من انتشار الأمراض غير السارية قد عزز الوعي العام بهذه القضية بشكل كبير، وأنه لضمان التقدم المستمر في مكافحتها، يجب اتخاذ إجراءات جذرية بشأن مكافحة السمنة، لاسيما وأن الأعوام الماضية، شهدت تزايداً كبيراً في معدلات انتشار السمنة، حيث بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف المعدلات الاعتيادية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً شهدت تصاعدًا متسارعاً في انتشار السمنة، والأمراض الصحية المزمنة المرتبطة بها.وحذر الشيخ محمد بن عبد الله من تبعات داء السمنة، باعتباره مرض مزمن وخطير ويرتبط بأضرار كبيرة على الأفراد والمجتمع، منوهاً إلى أن السمنة تعد المحرك الرئيسي للأمراض المزمنة غير السارية، وأنه في حال التأخير في الإجراءات اللازمة للتصدي لها سيخلف ذلك آثاراً كبيرة، وسيشكل عبئًا كبيرًا على الرعاية الصحية والمجتمع في المستقبل بلا شك.وأضاف أن "أكاديمية البحرين للسمنة" ستسهم في إعداد برنامجًا تعليميًا شاملاً لـ 45 طبيبًا في مملكة البحرين للتعرف على كل ما يتعلق بالوقاية من السمنة وتشخيصها وإدارتها من أجل الاستعداد لتقديم المشورة الفعالة للمرضى الذين يعانون من السمنة، معرباً عن ثقته في أن هذه المجموعة ستقوم بدوراً رائداً في المجتمع من خلال تطبيق المعرفة والمهارات التي يكتسبونها لإحداث تأثيراً واضحاً على مشكلة السمنة في البحرين.من جانبها قالت الوكيل المساعد للصحة العامة بوزارة الصحة الدكتورة مريم الهاجري، أن مؤتمر أكاديمية البحرين للسمنة يعد أول مؤتمراً طبياً يعقد حضورياً منذ بدء جائحة كورونا، وفقاً للاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية المتوافقة مع الإشارة الضوئية بناءاً على توجيهات الفريق الوطني للتصدي لفايروس كورونا.وأضافت أن المؤتمر شهد أيضاً حضوراً افتراضياً عبر تقنية الاتصال المرئي، وأن عدد الحضور يتجاوز الـ 150 مشاركاً، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يمثل بداية مشجعة لعودة انعقاد هذا النوع من المؤتمرات خلال المرحلة المقبلة.وقالت أن مرض السمنة يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، وأنه يمثل عامل خطورة رئيسي للإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأنواع مختلفة من السرطان، ولا تسبب هذه المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة الضرر للأفراد فقط، بل تستنزف موارد الرعاية الصحية أيضاً.وأشارت الهاجري إلى تزايد الوعي بالدور المهم الذي تلعبه السمنة في زيادة الإصابة بالأمراض المزمنة، ولهذا يجري الآن توجيه المزيد من الاهتمام على مستوى العالم من خلال منظمة الصحة العالمية وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي من خلال وضع الاستراتيجيات الإقليمية التي يمكن أن تعالج مشكلة السمنة.وأردفت أن هناك عدد من المبادرات الوطنية الرامية للحد من السمنة مثل برامج جمعية السكري البحرينية التي تشمل الوحدة المتنقلة لمعالجة السمنة بين الأطفال التي أطلقت في 2012 تحت شعار "تحرك معنا" و برنامج تحدي المشي الذي أطلق في عام 2019 و يدعو لتحويل المشي لمدة نصف ساعة يوميا إلى جزء من أسلوب حياة الأفراد، كما أسست وزارة الصحة عيادات التغذية المتخصصة منذ عام 2007 وحققت برامجها العديد من النجاحات للمشاركين من أعمار 20 - 60 عاماً كما تم استحداث عيادات للمراهقين من سن 12 عام.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90