اختتمت اليوم أعمال مؤتمر أكاديمية البحرين للسمنة، الذي أقيم على مدار يومين، تحت رعاية معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية، وبتنظيم من جمعية السكري البحرينية بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك حمد الجامعي والكلية الملكية للجراحين بأيرلندا.
ويعتبر أول مؤتمر طبي من بعد جائحة كورونا يتم تقديمه في مملكة البحرين عن طريق الحضور الشخصي مع نقله عن طريق منظومة التواصل المرئي مباشرة للمزيد من المتدربين.
وقدم المتحدثون في المؤتمر من خبراء علاج السمنة عدداً من التوصيات لتطوير الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السمنة والعمل على الخطط الهادفة للسيطرة على الحد من خطورة الأمراض المزمنة غير السارية وتبعاتها الصحية والمالية على الأفراد والمجتمع.
وفي مستهل التوصيات تم طرح ضرورة العمل على تأسيس عيادات متخصصة لتشخيص وعلاج مرضى السمنة بمراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية، ووضع السمنة على قائمة الأولويات الصحية ضمن خطط مكافحة الأمراض المزمنة غير السارية لتوفير متطلبات المتابعة الدورية مع متخصصي التغذية والأدوية، أو التدخلات الجراحية والمناظير، وذلك للحد من ارتفاع معدلات السمنة بالمملكة.
وقالت البروفيسور دلال الرميحي استشارية الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك حمد الجامعي ورئيسة اللجنة العلمية بجمعية السكري البحرينية، أن المؤتمر أوصى أيضاً بالاستمرار في دعم برامج التدريب لدى العاملين بالقطاع الصحي للتعامل مع مرضى السمنة، والتركيز على الوقاية من هذا الداء لدى الأطفال والناشئة، من خلال البرامج المدرسية، وتوفر الأماكن المهيئة لممارسة التمارين الرياضية، مشددة على أن ذلك من أولويات علاج السمنة لدى تلك الفئة العمرية.
وأضافت أن المؤتمر حث أيضاً على العمل لتبني برامج مجتمعية على نطاق واسع لتحفيز جميع أفراد المجتمع على تبني أنماط حياة صحية للوقاية والتخلص من السمنة على غرار برنامج "تحدي المشي" الذي أطلقته جمعية السكري البحرينية.
من جانبها أوضحت الدكتورة مريم الهاجري الوكيل المساعد للصحة العامة ونائب رئيس جمعية السكري البحرينية بأن جلسات المؤتمر ناقشت العديد من الموضوعات التي تثري علاج مرضى السمنة في المملكة، حيث ناقش المؤتمر واقع مشكلة السمنة عالمياً، واستعرض الاحصائيات المتعلقة بالسمنة في المملكة، والمستقاة من المسح الصحي الوطني الذي تم إجراؤه عام 2018، كما تم تناول موضوع مسببات السمنة وطرق علاجها، من خلال التغذية السليمة والأدوية والتدخلات الجراحية.
وأردفت أن الجلسات تطرقت إلى موضوع علاج السمنة بالمناظير، وآلية تشكيل مراكز التميز لعلاج السمنة، تعتمد على تعدد التخصصات المطلوبة، والعناية بمرض السمنة بعد إجراء العمليات الجراحية، حيث أن تلك الفترة تتطلب علاجاً مستمراً لتفادي المضاعفات.
كما تم تخصيص فقرة مخصصة حول تشخيص وعلاج السمنة لدى الأطفال والناشئة، والتوجيه والإرشاد المعنوي والنفسي لهم ولأولياء أمورهم، للنجاح في الوصول إلى الأهداف المطلوبة، عطفاً على مناقشة مسألة التركيز على علاج السمنة بدون وصمة مجتمعية، لتحفيز المصابين بالسمنة على التقدم لطلب الخدمات الصحية، بحيث تكون هناك بيئات مهيأة لاستقبالهم والتعامل معهم، بما يتناسب مع احتياجاتهم بطرق محفزة.
وقد شهد المؤتمر عرض نماذج لبرامج اجتماعية محفزة لمكافحة السمنة، كتحدي المشي الذي أطلقته جمعية السكري البحرينية، والبرامج المجتمعية الأخرى التي تنظمها جمعية أصدقاء الصحة.
وحول أبرز أنشطة الأكاديمية بعد انتهاء أعمال المؤتمر، أشارت الدكتورة دلال الرميحي إلى أن مؤتمر أكاديمية البحرين للسمنة يمثل الحلقة الأولى من سلسلة من 4 حلقات تدريبية يمر بها 45 متدرباً، الذين تم ترشيحهم من قبل مؤسساتهم الصحية، وقد حصلوا على 14 ساعة معتمدة من هيئة تنظيم المهن والخدمات الصحية بعد اجتياز حضورهم للمؤتمر.
فيما ستتضمن المرحلة الثانية تنظيم دورات تدريبية يحضرها المشتركين عبر الاتصال المرئي، ومن خلال الدراسة الذاتية، وسيحصلون في هذه المرحلة على 12 ساعة تدريبية أخرى، وتشمل هذه المرحلة مواضيع تفاعلية حول أسس علاج وتقييم السمنة، لتعزيز المفاهيم التي تم تلقيها خلال المؤتمر.
وبعدها ينتقل المتدربين إلى المرحلة الثالثة والتي تستضيفها مستشفى الملك حمد الجامعي، وتحديداً بعيادات السمنة المتخصصة، حيث سيتم استقبال المتخصصين الـ 45، ليتم تدريبهم وجهاً لوجه على طرق علاجات وتقييم مرضى السمنة، وعرض عملي لطرق عملية توضح أسس ممارسة التوجيه والإرشاد لمرضى السمنة ، فيما ستختتم تلك المراحل بالمرحلة الرابعة، والتي ستشهد تقييما" للمتدربين، وفي حال اجتياز تلك المرحلة سيحصلون على شهادات معتمدة من معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس جمعية السكري البحرينية، والبروفسور سمير عتوم رئيس الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا توثق اتمامهم لهذه الدورة التدريبية المتكاملة.