افتتح تحت رعاية د. محمد بن مبارك بن دينه المبعوث الخاص لشؤون المناخ الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، اليوم الاثنين، الملتقى الرابع لحماية طبقة الأوزون، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأوزون والذي يحمل شعار هذا العام "بروتوكول مونتريال الحفاظ على برودة طعامنا ولقاحاتنا".

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأوزون الذي يصادف 16 سبتمبر من كل عام أكد سعادة المبعوث الخاص لشؤون المناخ حرص مملكة البحرين على بذل كافة الجهود ومساندة المجتمع الدولي في حماية البيئة من الأضرار الجسيمة التي خلفها ثقب الأوزون في العقود الأخيرة من القرن العشرين بسبب المواد الكيميائية، ووسائط التبريد المتنوعة التي استخدمت في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، وأدت لاتساع ثقب طبقة الأوزون، وإطلاق كميات هائلة من الأشعة فوق البنفسجية، أثرت على صحة الإنسان والكائنات والبيئة.

وأشار المبعوث الخاص لشؤون المناخ إلى أن المجلس الأعلى للبيئة أطلق حزمة من التشريعات الوطنية، بشأن إدارة وسائط التبريد ووحدات التبريد ووحدات التكييف من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية والفنية، ووفق أفضل الممارسات العالمية، حيث تأتي هذه التشريعات، في سياق التزام مملكة البحرين تجاه متطلبات اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، وبرتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.

واعتبر سعادته أن إطلاق الحزمة التشريعية أدت إلى تحقيق إنجاز نوعي في مجال العمل الحكومي الرقابي والتنفيذي، وكذلك تشكيل نموذج خليجي عربي للإدارة السليمة لوسائط وأجهزة التبريد والتكييف، في الوقت الذي تتغير فيه تكنولوجيات التكييف والتبريد والرغويات عالميا بسبب المتطلبات الجديدة لبروتوكول مونتريال، ومنها الانخفاض التدريجي لوسائط التبريد (HFCs) والتي لا تعتبر مستنفدة لطبقة الأوزون، ولكنها تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث قرر المجتمع الدولي وضعها في جداول الرقابة والخفض التدريجي، وهذا الأمر سيكون له مردود سلبي على الدول ذات المناخ الحار، حيث لا توجد حتى اليوم بدائل تكنولوجية ناجحة لبعض أحجام وحدات التكييف وخصوصا المتوسطة، إلا من خلال الإدارة السليمة لوسائط ووحدات التبريد والتكييف.

وأوضح سعادته بأن المجلس الأعلى للبيئة افتتح منذ ثلاث سنوات المركز الوطني لاستصلاح وتدوير وسائط التبريد، بهدف خلق بيئة جديدة تساعد في حفظ وسائط التبريد المستخدمة حاليا، وإدارتها بشكل سليم من خلال استرجاعها أثناء عمليات الصيانة، ومن ثم إعادة تدويرها او استصلاحها تمهيدا لاستخدامها مرة أخرى، بدلاً من إطلاقها في الجو، وذلك بالتوازي مع برنامج تدريب العاملين في قطاعي التبريد والتكييف، وإتاحة الفرصة لهم للحصول على الرخصة البيئية لوسائط التبريد، وذلك لضمان الالتزام بالاشتراطات والمعايير التي وضعها المجلس الأعلى للبيئة.

وأعرب الدكتور بن دينه عن تقديره للتكاتف الدولي المتميز في بروتوكول مونتريال، وحرص المجتمع الدولي لوقف تزايد التدهور البيئي، حيث نجحت الدول من خلال الإجراءات المشددة خلال 36 عاما من العمل المتواصل، أن تحد من التدهور الحاصل في طبقة الأوزون، وبدء مرحلة جديدة من التعافي الذي بدأت تتضح نتائجه من خلال عمليات الرصد والتعقب منذ العام 2016.

الجدير بالذكر أن الملتقى البيئي الرابع لحماية طبقة الأوزون الذي ينظمه المجلس الأعلى للبيئة جاء بمشاركة واسعة ضمت أكثر من 120 جهة من مختلف القطاعات على مدى أربعة أيام في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج، واشتملت على ورش عمل مكثفة تهدف لتوعية الجهات الحكومية وغير الحكومية من شركات ومصانع ومؤسسات عمل في قطاعي التبريد والتكييف لأهمية التشريعات الوطنية التي أطلقها المجلس الأعلى للبيئة لحماية طبقة الأوزون.

وصاحب الملتقى معرض لأحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في إعادة تدوير الغازات المستنفدة لطبقة الأوزون، وتعزيزا لمفاهيم حماية طبقة الأوزون أطلق المجلس عددا من المسابقات والبرامج التثقيفية التي تستهدف المجتمع البحريني بكافة فئاته العمرية.