أيمن شكلأكد أولياء أمور وأعضاء بجمعية التوحديين، أن المصابين باضطراب طيف التوحد لا يجدون احتواءً مجتمعياً ولا دمجاً في المدارس والجامعات، بينما تقدر أعدادهم بحسب إحصائيات عالمية بحوالي 22 ألفاً في البحرين، وتستغل بعض المراكز الخاصة احتياج الأسر لها فترفع الأسعار مقابل 100 دينار فقط إعانة للفئة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.ونبهوا في ندوة نظمتها «الوطن» بعنوان «التوحد مشكلة فردية أم مجتمعية»، إلى الحاجة الكبيرة لقوانين وتشريعات تلتفت لمستقبل هذه الفئة الذي يبقى مجهولاً بعد سن الخروج من المدارس، مبينين أن المسؤولية تقع على المؤسسات الحكومية والخاصة في ضرورة إدماجهم في العمل أسوة بذوي الهمم.وشارك في الندوة كل من، عضوي مجلس إدارة جمعية التوحديين البحرينية إبراهيم عبدالنبي وهشام الأنصاري، ورئيس لجنة العلاقات العامة بالجميعة سلامة الشروقي، بجانب أم إبراهيم وأم يوسف وليتا أمر مصابين بالتوحد.وفيما أكد كل من عبدالنبي والأنصاري، أن الجمعية تهدف إلى توفير مركز شامل لاستيعاب جميع المصابين بطيف التوحد وأن الحكومة لا تعترف باضطراب طيف التوحد كمرض مثل الأمراض الأخرى، أكدت الشروقي أنه من الصعب إقناع الأطفال ذوي التوحد بتقبل زميل غير طبيعي بينهم..وفيما يأتي الندوة:
التتان: مراكز التوحد الخاصة ربحية وأكثرها فتح أبوابه ليترزق
أكد الكاتب حسين التتان أن مراكز التوحديين الخاصة في طبيعتها ربحية، وكثير منها فتح أبوابه لكي يترزق من فرصة تجارية سانحة، بينما يجب النظر إلى المشكلة نظرة إنسانية وتقديم برامج وتطويرها ومساعدة الأسر.واتفق في مداخلته بندوة «الوطن»، مع المتحدثين بأن هناك قصوراً شديداً في البحرين على المستوى الإعلامي حول تناول هذه القضية، حيث كتبت عدة مقالات منذ بداية عام 2015 حول دعم هذه الفئة وأسرهم وتمكينهم، لكن صوتاً أو قلماً واحداً لا يكفي لدق جرس الإنذار وانتباه المسؤولين والمجتمع للقضية، ويجب على كتاب آخرين طرح القضية للوصول إلى حل جذري، وأعتقد أنه لا بد من الاستمرار في تسليط الضوء على هذا الملف الكبير.وقال التتان: «التقيت في وقت سابق مع أسر التوحديين ولمست الواقع الذي يعيشونه ورأيت أبطالاً في البيوت لا يعرفهم الكثيرون، وهي نماذج مشرفة لمملكة البحرين على المستوى العالمي، لكن في البحرين أيضاً ليست كل الطرق مفتوحة أمام هؤلاء، فقضية الانتظار سنوات حتى يجد طفل التوحد مكاناً له في مدرسة هي من أهم القضايا التي يجب الالتفات إليها، والمراكز الخاصة هي في طبيعتها ربحية، وكثير منها فتح أبوابه لكي يترزق من فرصة تجارية سانحة، بينما يجب النظر إلى المشكلة نظرة إنسانية وتقديم برامج وتطويرها ومساعدة الأسر».وأوضح أن أطفال التوحد هم مميزون في أمور متنوعة، فمنهم المتميز في الرياضة أو الكتابة وأمور أخرى، وهذا ما يجب أن نبحث عنه لكي يصل هؤلاء إلى مناصب في مؤسسات، بحسب كل موهبة.وتطرق إلى مبادرات خرجت في الصحافة لدعم توظيف التوحديين في المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة، حيث أوضح أن القضية في المسؤولين الذين يرون في شاب التوحد أنه لا يصلح للتوظيف، وما نحتاجه لإبراز مشكلة التوحديين هو مبادرات من كل وزارة لدعم تلك الفئة، فمثلما تقوم وزارة الداخلية بحملات توعوية مرورية، يجب أيضاً على الوزارات أن تطلق
إبراهيم عبدالنبي: 4 أعوام على قائمة انتظار مركز عالية لقبول ابني
أكد عضو مجلس إدارة جمعية التوحديين البحرينية إبراهيم عبدالنبي أن الجمعية تهدف إلى توفير مركز شامل لاستيعاب جميع المصابين بطيف التوحد، مشيراً إلى أنه طالب جميع العوائل بهذا المركز الشامل، وخصوصاً أنه انتظر 4 أعوام لقبول ابنه في مركز عالية.وقال عبدالنبي وهو والد طفل توحدي أيضاً في مداخلته بندوة «الوطن»: «أنا والد طفل توحدي عمره 9 سنوات، ولم نكتشف سبب مشكلة عدم التواصل مع والديه حتى عمر سنتين ونصف، إلى أن بدأنا نبحث عن المشكلة وأسبابها وذهبنا به إلى طبيب اختصاصي شخص الحالة بأن لديه طيف توحد، ومن هذه النقطة بدأنا مرحلة التساؤلات والبحث عن إجابات لماهية طيف التوحد وما الحلول والعلاج، وتواصلنا مع عوائل مماثلة ونصحونا بالذهاب إلى مستشفى الطب النفسي، حيث توجد عيادة خاصة بطيف التوحد، وتم حجزه أسبوعاً في العيادة».وبدأت بعد ذلك مرحلة البحث عن مكان لابني في المراكز المتخصصة، وبدأ في مركز للتربية الخاصة موجود في سلماباد، لتعديل السلوك والنطق، لكن المشكلة في مصروفات المراكز المتخصصة التي لا تناسب عادة دخل الأسرة، ولذلك استمر 6 أشهر ثم قمت بنقله إلى مركز آخر ومكث فيه 3 سنوات واستفاد من جلسات النطق وتعديل السلوك لدى المركز، وحدث تطور في حالة ابني، إلى أن تم نقله إلى مركز عالية الذي انتظرنا 4 أعوام حتى يتم قبول الطفل فيه؛ لأن الأعداد كبيرة حيث تفوق 400 طفل.وأوضح أنه في عام 2020 كان المتوقع الافتتاح وقامت الوزارة بمخاطبة المعنيين رسمياً، بأن المركز سيتم تسليمه إلى المجتمع التوحدي لممارسة مهامه، لكن للأسف جائحة كورونا ألقت بظلالها على العالم، وقررت البحرين تحويل المركز الشامل إلى مستشفى ميداني لمكافحة فيروس كورونا.وأشار إلى أن الجمعية منذ أن تاسست في 2015، قامت باحتواء أولياء أمور أطفال التوحد وقامت بإقامة أنشطة ودورات للأطفال لقضاء أوقات تسهم في تطويرهم، وتمت استضافة خبراء وأطباء ومشرعين، لكن اليوم لم نصل إلى الهدف المطلوب. واليوم نحتاج أيضاً لدورات تدريبية تؤهل أبناء التوحد للدخول في سوق العمل.
فاطمة مرهون: قطاع «التوحديين» يعاني الغش التجاري ويضيع مستقبلهم
أكدت رئيسة اللجنة التثقيفية والتوعوية بجمعية التوحديين البحرينية الدكتورة فاطمة مرهون، أن قطاع التوحديين يعاني من الغش التجاري، حيث تسبب ذلك في ضياع مستقبل أبناء من التوحديين، خصوصاً وأن هناك أخصائيين يدعون أنهم على علم بينما تجدهم قد حصلوا على كورس إنترنت وأطلقوا على أنفسهم أخصائيين، ثم يباشرون الأطفال بأسعار مبالغ فيها ولا يقدمون أي خدمة فعلية.وأضافت في مداخلة بندوة «الوطن»، بعنوان «التوحد مشكلة فردية أم مجتمعية»، أن الجمعية تقوم في هذا الصدد بتقديم مجموعة من البرامج للعوائل للتعامل مع ما بعد تشخيص التوحد وإيجاد دعم وتكاتف ما بين هؤلاء العوائل وبأنهم ليسوا بمفردهم.وأضافت، أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية اعتنت بتخصيص المركز الشامل للتأهيل ولذوي الهمم في منطقة عالي وهو عبارة عن 9 مبانٍ 4 منها مخصصة لطيف التوحد، وتشمل كافة الخدمات بدءاً من مرحلة ما قبل التشخيص ثم التشخيص وإصدار التقارير بالإضافة لوجود الفرق التخصصية للجلسات الفردية، والمخطط يشمل صفوفاً أيضاً، وكان من المفترض أن يكون المركز جاهزاً للانطلاق في 2013، ولكن لظروف كثيرة ومنها الاقتصادية، تم التأجيل.وأشارت إلى أن مشكلة التوحد أنه بحر متجدد وعميق وعند الحديث عن حل المشكلة، فيجب أن نبين أنها ليست مشاكل بقدر ما هي تحديات وعواقب يجب أن تزال تدريجياً بتكاتف ووعي مجتمعي، أما ماهية التوحد، فهو أحد أكثر اضطرابات الطفولة شيوعاً، وتتضمن 25 اضطراباً، تحدث في فترات الطفولة الأولى، وهو اضطراب نمائي عصبي يظهر في أول 5 سنوات من عمر الطفل أو أثناء نمو الإنسان، وفي بعض الحالات يتم اكتشاف الحالة لاحقاً ويرجع ذلك لبساطة الأعراض وقدرة الطفل على التكيف والاندماج مع المجتمع المحيط به.وقالت «لا توجد علاقة بين أن يكون الطفل هو البكري والإصابة بالتوحد، وبشكل عام فإنه بحسب إحصائيات منظمة مراقبة الأمراض والاضطرابات عالمياً وجد أن طيف التوحد أكثر شيوعاً بين الذكور عنه في الإناث، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود بنات مصابات بالتوحد، وإنما النسبة أقل، وحتى اليوم في عام 2021 لا يوجد سبب علمي واحد يمكن الإشارة إليه والقول إنه سبب لطيف التوحد، ولكن هناك عوامل ربما تكون مرتبطة بطيف التوحد».كانت تنتشر في تسعينات القرن الماضي تأويلات إلى الحسد والعين والسحر، فهل واجهتِ مثل هذه الأقوال؟وحول التأويلات بانتشار تأويلات إلى الحسد والعين والسحر في فترة تسعينات القرن الماضي، أكدت أن هذه إحدى الضلالات العشر المنتشرة في المجتمعات العربية والمجتمع البحريني على وجه الخصوص، بأن طفل التوحد صادته العين أو الحسد أو السحر.وبينت، أن مركز عالية من مراكز القمة خليجياً وهو يتكون من جزئين، مدرسة عالية الوطنية وهي مدرسة دمج فيها الأشقاء العاديين بالإضافة للحالات المدمجة معهم، والجزء الثاني مركز التأهيل والتدخل المبكر والذي يقبل الأطفال من عمر 3 سنوات ويبقى الطفل فيه حتى عمر 16 سنة إذا لم يتمكن من التأهل للدمج ودخول مدرسة عالية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمركز عالية 300 طفل.وأوضحت، أن هناك حالات تأتي من خارج البحرين سواء من المملكة العربية السعودية أو الدول الخليجية الشقيقة الأخرى، ولذلك تطول قائمة الانتظار، حتى تجد بعض الأطفال يدخلون المركز عند الثامنة، بينما الفترة الذهبية للتدخل المبكر قبل سن الست سنوات، ولذلك تنشط المراكز الخاصة في استقبال الأطفال حيث يوجد في البحرين ما بين 45 – 50 مركزاً خاصاً وهؤلاء يقبلون الأطفال من عمر سنتين إلى 8 سنوات وبحد أقصى 16 سنة.وتقول «لدي شقيق عمره اليوم 31 عاماً يعاني من طيف التوحد، وعشت معه منذ أيام الطفولة، واليوم أنا أم لطفل مصاب باضطراب طيف التوحد، وهناك رواسب وقواسم مشتركة بين التوحد في الماضي وما وصل إليه اليوم، أولها تشخيص الاضطراب، والثاني مراكز التأهيل والثالث الدمج، والرابع قضية العمل».وأوضحت، أن الجمعية ليست فقط للطفل التوحدي، ولكن للأسرة التي تحتاج لاحتواء وتقبل مجتمعي، ولأن يعترف بوجودها كأسرة احتياجات خاصة، وهي بحاجة أيضاً لخدمات وتسهيلات، وهذا من ضمن ما قدمته الجمعية من خدمات للأطفال حيث تقوم الجمعية بالتنسيق مع المراكز الخاصة لإدخال الأطفال الذين لم يجدوا فرصة في مقاعدة وزارة التربية، بأسعار رمزية وتخفيضات خاصة.وقالت «لا يتوقف الأمر عند ذلك، بل ننظم مجموعة من البرامج والأنشطة الصيفية لأطفال وشباب التوحد، خاصة وأنه ليس لهم مكان في أنشطة وبرامج وزارة الشباب والرياضة، فنقدم برامج مثل السباحة والرياضة والخيل والموسيقى».وأكدت، أن هناك حاجة إلى قوانين وتشريعات وتقبل وهنا لا نقصد بأن يتقبل الآباء أبناءهم أو أن تتقبلهم المدرسة ولكن أن يعلم المجتمع كافة ماهية التنوع العصبي، وأنهم ليسوا معاقين أو أنهم عار يجب إخفاءه، خاصة وأنهم في الظاهر طبيعيين وأن يتقبلهم المجتمع لأن هناك تنمراً يحدث على التوحديين سواء كانوا أطفالاً أو شباباً.وشددت، على أن الحل لا يقتصر علينا فقط، ولكن يجب على المجتمع أن يكون شريكاً لنا فيها، حيث تضم الجمعية 200 متطوع من شباب البحرين بدءاً من طلبة المرحلة الإعدادية إلى الجامعة، والأخصائيين والمعلمين، ولدينا طاقم تصوير وإعلاميون، كلهم متطوعون من أجل التوحد وهؤلاء يعملون خلف الكواليس بحب وعطاء بدون مقابل.وأشار، إلى أنه لا توجد وزارة بمفردها يمكن أن تجد حلولاً لمشكلة التوحد، لأن القضية مرتبطة بوزارات مختلفة سواء من التعليم أو الصحة أو الشؤون الاجتماعية، وكذلك النواب فنحن بحاجة لمزيد من القوانين واللوائح، وخلاصة نحن بحاجة لأن تحتضن الدولة هذه الفئة لا أن ترفضهم.وبينت أن هناك 4 عوائل قررت مغادرة البحرين لأنه لا يوجد حل لمشكلة أبنائهم في المملكة، فلا احتواء مجتمعي ولا دمج في المدارس ولا الجامعات، فجامعة البحرين ليس لديها مقعد واحد لأبناء التوحد، بينما جامعات في الإمارات تقدم للتوحديين خدمات تعليمية وتوفر لهم مقاعد دراسية مخصصة لذوي التوحد، وأتساءل لماذا كل هذه الصعوبات التي يواجهها أهالي التوحديين.ولفت إلى أن الجمعية، تحتضن حالات لأطفال ترفضهم وزارة التربية والتعليم منذ 3 سنوات بذريعة إعادة التقييم، ولا يوجد آلية قبول واضحة لدى الوزارة لهؤلاء.ولفتت إلى أنه لا يوجد في البحرين رقم حقيقي لأعداد التوحديين، وذلك لأن الشؤون الاجتماعية تعتمد في إحصائياتها على المسجلين فقط للإعانة المالية، ولكي تحصل الأسرة على تلك الإعانة يجب أن توفر تقريراً من الطب النفسي، وليست كل الأسر تسجل أبناءهم في القطاع الحكومي، لأن البعض يقوم بالتشخيص خارج البحرين وبعضهم لا يدرون بوجود علاوة للتوحد.وأكدت، أن هناك منظمة غير ربحية تعنى بالدراسات المثبتة علمياً، قامت بعمل إحصائية عالمية للدول، وكان الرقم المقدر لعدد التوحديين في البحرين هو 22 ألف مصاب، سواء كانت الحالات بسيطة أو متوسطة أو شديدة ولكل الأعمار، ولقد تم تسجيل أول حالة في البحرين في عام 1994، ومن المؤكد أن حالات أخرى قبل هذا التاريخ لم توصف بالتوصيف السليم، وكانت توضع تحت بند «مختل عقلياً»، وهؤلاء خسروا حقهم في الحياة.وبينت أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقوم بزيارات دورية، وهي تنحصر في استيفاء الشروط وعدد الأطفال في الصف، لكن الرقابة الفعلية غير موجودة، ولا يسأل الأخصائي عن مؤهلاته ولا شهاداته، وترخيص المراكز هو شأن إداري فقط.وتطرقت إلى مبلغ الدعم الذي تقدمه الوزارة لطفل التوحد، حيث أكدت أنه يبلغ 100 دينار، بينما يكلف طفل التوحد عائلته حوالي 1500 دينار شهرياً، فأقل جلسة نطق وتخاطب 15 ديناراً، ويحتاج الطفل إلى 8 جلسات شهرياً.كما أن جلسة تعديل السلوك تصل إلى 10 دنانير ويحتاج الطفل ما بين 10 و 25 جلسة في مرحلة التدخل المبكر، أضف إلى ذلك وجود حساسية غذائية لدى بعض التوحديين وهذه تحتاج لحمية غذائية، والعلاج الطبيعي والتكامل الحسي، أما بالنسبة للمدارس فعلى سبيل المثال مدرسة «عالية» الحكومية مصروف الفصل الدراسي 500 دينار، ولكي أحصل على معلمة ظل أدفع 750 ديناراً إضافية.
سلامة الشروقي: صدمت كأم بأن طفلي البكر مصاب بطيف التوحد
أكدت رئيسة لجنة العلاقات العامة بجمعية التوحديين البحرينية سلامة الشروقي، أن طفل التوحد له طرق مختلفة في اللعب واستخدام الألعاب ولا يتفاعل مع الآخرين، مشيرة إلى أنه من الصعب إقناع الأطفال بتقبل زميل غير طبيعي بينهم.وسردت معاناتها خلال ندوة «الوطن» مع ابنها التوحدي إبراهيم، قائلة: «المشكلة بدأت معي في العام 2016 عند تشخيص ابني باضطراب طيف التوحد، وكان تشخيصاً متأخراً وبعد أن بلغ الرابعة من عمره، وهنا أود التنويه إلى أن الاكتشاف المبكر يسهم في تأهيل الطفل بشكل أسرع، وقد بدأت كافة الأعراض الخاصة بالطيف تظهر عند طفلي سواء من حيث الحركة المفرطة والقفز في المكان وترديد الكلمات بشكل عشوائي، بالإضافة إلى أن المهارات المكتسبة تكون ضعيفة. وبدأنا المشوار باختيار مركز مناسب والعمل على تطويره وتأهيله بحيث تقل لديه صفات وسمات التوحد ويكون أقرب للطبيعي».وأكدت أنه، هو الطفل البكر، ولذلك كانت الصدمة بالنسبة لي كأم بأن يكون الطفل البكر مصاباً بطيف التوحد، ولم يكن لدينا أي فكرة عن الطيف ولم نسمع عنه، وفي البداية أخفيت الأمر عن الناس أن ابني مصاب بالتوحد، ومكثت قرابة سنة وأنا غير مقتنعة بأن ابني لديه طيف التوحد ورافضة لهذا الواقع، خاصة وأنه يعاني من توحد بسيط إلى متوسط».وتقول «بعد سنة بدأت أتقبل الوضع وأقرأ عن المرض وأبحث عن كافة المعلومات الخاصة به، وكيفية مساعدة ابني، وما هي المؤسسات الموجودة في البحرين التي يمكن أن ألجأ إليها، ودخلت هذا العالم لكي أفهم ابني حتى استطيع أن أساعده».وتضيف الشروقي «كانت لزوجي وأسرتي الأثر الكبير في دعمي ومساعدتي بقبول ابني في العائلة على الرغم من الأفعال غير الطبيعية التي قد يفعلها، وهنا أؤكد على أهمية تقبل الطفل من قبل العائلة والأهل من الأقارب لتجاوز مرحلة الصدمة».وأوضحت، أنه من الصعب إقناع أطفال العائلة بقبول طفل غير طبيعي بينهم، خاصة وأن طفل التوحد له طرق مختلفة في اللعب واستخدام الألعاب ولا يتفاعل مع الآخرين، ولذلك كان في أغلب الأوقات يمارس اللعب منفرداً وبعيداً عن الأطفال الآخرين، وذلك كان دوري هو تعليم طفلي كيفية اللعب».ونصحت كل أم لديها طفل توحد أن تبدأ بتقبل طفلها ثم تقوم بتشخيصه وتعرف ما يعانيه فربما يكون غير مصاب بطيف التوحد، وبعد ذلك اختيار المركز المناسب الذي يستطيع أن يطور ويدرب الطفل بصورة سليمة، وأعتبر وصول ابني لصفوف الدمج الجزئي إنجاز كبير.وأضافت، أن القضية ليست في ارتفاع أعداد التوحديين في المملكة، لأن هناك مصابين بالتوحد من حولنا لا نستطيع ملاحظتهم والشخص التوحدي لا يمكن تمييزه من بين الناس حين يمشي في الشارع، مشيرة إلى أن عوائل التوحديين في البحرين مازالت تعاني من قصور التشخيص، وقوائم الانتظار في الطب النفسي قد تصل إلى 6 أشهر لمجرد التقييم.وتضيف قائلة «للأسف الكثير من العوائل أدخلت أبنائها في مراكز واكتشفت أنها لا تصلح، وهناك مأساة أخرى وهي قضية اعتداء بعد الأخصائيين على أطفال التوحد في بعض المراكز، وآخر حالة تعنيف وصلت الجمعية كانت في أبريل الماضي».
أم يوسف: «التوحديين» مثلت لي مكاناً ألجأ إليه بمشكلة ابني
أكدت نجاة جاسم «أم يوسف» - وهي والدة أحد الأطفال التوحديين - أن جمعية التوحديين البحرينية، أن الجمعية مثلت لي مكاناً ألجأ إليه بمشكلة يوسف بعد بلوغه 16 سنة، واستطعت من خلال مشواري مع ابني أن أقدم برامج تدريبية وألفت كتاباً عن مشواري مع التوحد.وسردت حكايتها مع ابنها في مداخلتها بندوة «االوطن»، قائلة «إنها لم تلتفت لتأويلات الحسد والعين والسحر، خصوصاً وأنها كانت تبحث عن تشخيص طبي إلى أن علمت بأن لديه طيف التوحد، وبدأت البحث عن مراكز ومدارس لكي ينضم إليها يوسف، وبسبب كونه كثير الحركة، رفضته جميع المدارس، فقررت إنشاء بيئة تعليمية في البيت وجلبت أطفالاً من مختلف الأعمار للجلوس معه في مجلس البيت وبدأت أسجل ملاحظاتي حول ما يفضله يوسف حيث كان يحب القراءة، وبسبب عدم الكلام بدأت التعامل معه بالبطاقات التي تحتوي على صور للأفعال التي يجب أن يفعلها.وتقول «بدأت أيضاً عمليات الإدماج مع الأطفال باصطحابه مع أطفال في رحلات خارجية بسيارتي، ثم التحق بمدرسة عالية عندما بلغ الثامنة من عمره، وكانت مشكلته في التعبير عن رغباته بالكلام حيث كان يستخدم لغة الجسد دون النطق، وظل في المدرسة حتى السادسة عشر، لكنه خرج منها إلى البيت مرة أخرى».وتضيف قائلة «عدت مرة أخرى أبحث عن وسائل لإدماجه، فبدأت أستغل طاقته في الزراعة والتنظيف لأنه يحب النظافة والترتيب بصورة كبيرة، واليوم أجد نفسي في حيرة، ماذا بعد أن بلغ الحادية والعشرين من عمره واختلفت حاجاته، وإلى متى سأظل بجانبه وهل يمكن أن أجد له وظيفة أو عملاً وما هو المكان الذي سيتقبله؟»، موضحة أنها قامت بإدماج ابنها مع شباب رياضيين وأقنعتهم بأن يرافقهم ورحبوا بالفكرة وأصبح يتفاعل معهم ويذهب إليهم بنفسه دون مرافقتها له.وقالت إن «خلاصة تجربتي تتمثل في 3 أمور أساسية، وهي التقبل والحب والاحتواء»، مؤكدة في الوقت نفسه أن يوسف بالنسبة لي نعمة من الله وليس نقمة.وتقول «ابني يتكلم ويفهم واستطاع أن يتفوق في السباحة وحصل على ميداليات ذهبية، ولكن المشكلة التي تواجه الأسرة هي ماذا بعد أن تخرج من المدرسة في السادسة عشر، وإلى متى سأبقى معه؟».مراكز تستغل احتياج الأسر وترفع الأسعار «التوحديين»: لا احتواء ولا دمج بالمدارسأكد أولياء أمور وأعضاء بجمعية التوحديين أن المصابين باضطراب طيف التوحد لا يجدون احتواءً مجتمعياً ولا دمجاً في المدارس والجامعات، بينما تقدر أعدادهم بحسب إحصائيات عالمية بحوالي 22 ألفاً في البحرين، وتستغل بعض المراكز الخاصة احتياج الأسر لها فترفع الأسعار مقابل 100 دينار فقط إعانة للفئة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.وأكدت رئيسة اللجنة التثقيفية والتوعوية بجمعية التوحديين البحرينية الدكتورة فاطمة مرهون أن قطاع التوحديين يعاني من الغش التجاري، حيث تسبب ذلك في ضياع مستقبل أبناء من التوحديين.وأضافت في مداخلة بندوة «الوطن» بعنوان «التوحد مشكلة فردية أم مجتمعية؟» أن هناك اختصاصيين يدعون أنهم على علم بينما تجدهم قد حصلوا على كورس إنترنت وأطلقوا على أنفسهم اختصاصيين، ثم يباشرون الأطفال بأسعار مبالغ فيها ولا يقدمون أي خدمة فعلية. من جهته قال عضو مجلس إدارة جمعية التوحديين، إبراهيم عبدالنبي، ووالد طفل توحدي عمره 9 سنوات إنه انتظر أربع سنوات من أجل نقل ابنه إلى مركز عالية؛ نظراً لوجود أعداد كبيرة تفوق 400 طفل على قوائم الانتظار.