كشفت جمعية الأطباء البحرينية أنها تقوم حاليا بإعداد بحث علمي حول المضار الصحية للسجائر الإلكترونية إضافة إلى مدى تفاقم انتشارها خاصة بين شريحة الشباب والطلاب في مملكة البحرين، وأوضحت أنها ستعلن النتائج النهائية لهذا البحث عن الانتهاء منه من قبل الطالب في جامعة البحرين الطبية (الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا) أندرو حنا، وتحت إشراف المقدم طبيب الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة إستشاري طب الأطفال والأمراض الرئوية، والدكتور مارتن مارش استشاري جراحة الأوعية الدموية.
وأورد البحث أنه بسبب سهولة الحصول على السجائر الالكترونية في البحرين انتشرت بين عدد كبير من الشباب مع عدم وجود تشريعات أو تنظيمات صارمة لسوق بيع هذه المنتجات ومعداتها، وقد أدى هذا بدوره أيضًا إلى إنشاء "سوق سوداء" لهذه المنتجات والمواد الكيميائية التي تستخدم في التدخين مع زيادة تركيزها بدون رقيب. وفي حين أنه نظرياً من غير القانوني امتلاك القاصرين للسجائر الإلكترونية إلا أن سهولة امتلاك هذه الأجهزة الأجهزة أدى إلى وجود الكثير من مستخدمي التدخين الالكتروني دون السن القانونية في جميع أنحاء دولة البحرين وفي جميع أنحاء العالم.
على صعيد ذي صلة حذر البحث من الأخبار المتداولة حول استضافة مملكة البحرين أكبر معرض للسجائر الإلكترونية والفيبينج يُعرف باسم معرض الشرق الأوسط للفيب Vape Show 2022 (MEVS) ، مشيرة الجمعية إلى أن هذا الأمر خطير للغاية نظرًا لأن هذه المنتجات لا تخضع حاليًا للتنظيم من قبل الحكومة كما أن الدراسات الطويلة الأجل الخاصة بسلامتها وفعاليتها محدودة للغاية.
وأشار إلى أن الصناعات الأخرى مثل التبغ والكحول لا يتم تنظيم معارض لها في البحرين، وطرح سؤال: ما هي فوائد استضافة مثل هذا الحدث الضخم للمواطنين البحرينيين على هذا النحو بالرغم من أن هذه المنتجات مرتبطة بإدمان المراهقين وصغار السن للنيكوتين؟! ودعا السلطات الصحية في البحرين مكافحة انتشار السجائر الإلكترونية بين المراهقين في وقت مبكر لضمان بقاء الأجيال القادمة في البحرين بصحة جيدة.
على صعيد ذي صلة، أورد البحث أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن حوالي 19٪ من طلاب المدارس الثانوية الأمريكية استخدموا السجائر الإلكترونية في عام 2020، مع نسبة 38٪ تستخدمها بصورة يومية. في حين أن الأرقام الدقيقة المتعلقة بانتشار استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب في البحرين لا تزال قيد الدراسة، ويمكن الافتراض أن البحرين تشهد ارتفاعًا مشابهًا في شعبية تلك الأجهزة، وقد أدى ذلك إلى إعلان سلطات الصحة العامة أن قضية الـفيبينج Vaping يجب معالجتها في المملكة لضمان تعرض الأجيال القادمة للتأثير الضار للتدخين الإلكتروني .
ولفت إلى أنه على مدى العقد الماضي اكتسب استخدام أجهزة التدخين الإلكترونية شعبية متزايدة كبديل لتدخين التبغ التقليدي، وتحتوي هذه الأجهزة على تركيزات مختلفة من النيكوتين - وهي المادة الكيميائية المسببة للإدمان في دخان السجائر - الذي لا يتم حرقه بل يتم تحويله إلى بخار يستنشقه المدخن، وقد زعمت هذه الأجهزة أنها توفر للمستخدمين شعورًا مماثلاً لتدخين سيجارة التبغ العادية ولكن بميزة تقليل كمية المواد الكيميائية فيها عند مقارنتها بالسجائر العادية، ولكن هذه الادعاءات تم تفنيدها في جميع المحافل الطبية وخاصة مع تزايد مشكلة استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب والمراهقين في جميع أنحاء العالم.
وذكر أنه ليس من المستغرب أن تكون هذه الأجهزة محببة وجاذبة للمراهقين لأنها تأتي بمجموعة متنوعة من النكهات والروائح الجذابة مثل نكهات المانجو والنعناع والحلوى على العكس من دخان التبغ الذي يترك رائحة قوية تعلق بالمدخن، بالإضافة لأنه يمكن استخدامها في أي مكان تقريبًا والإفلات من العقاب بدون أن يكتشف أحد رائحتها بعد ذلك بعكس سجائر التبغ.
وأكد البحث أن المشكلة الحالية التي تواجه الآباء والمعلمون هي صعوبة اكتشاف استخدام هذه الأجهزة في كل من المنزل والفصول الدراسية، ولكن الأسوأ أنها تحتوي على تركيز أعلى من النيكوتين مقارنة بالسجائر التقليدية، وهذه كارثة صحية لأن هذا يزيد بشكل كبير من خطر الإدمان بسبب تأثير النيكوتين على الدماغ في مرحلة النمو .