تصدير الإرهاب والأصولية جزء لا يتجزأ من إستراتيجية بقاء النظام

خامنئي يعتبر نفسه وصياً على مسلمي العالم ومرجع التقليد لشيعة العالم

تدخل الملالي في المنطقة بسبب أزمات ونقاط ضعف أساسية لديه

البحرين والعراق ولبنان واليمن بلاد يستهدفها "ولاية الفقيه"


عهدية السيد

قالت المعتقلة السياسية السابقة في معتقلات النظام الايراني (1981 إلى 1986) ان تصدير الإرهاب والأصولية جزء لا يتجزأ من إستراتيجية بقاء النظام، مؤكدة ان نظام ولاية الفقيه لا يعترف بالحدود الجغرافية واستبدلها بحدود دينية وطائفية.

وبينت في حوار مع "الوطن" ان خامنئي يعتبر نفسه وصياً على مسلمي العالم والولي الفقيه للمسلمين ومرجع التقليد لشيعة العالم، ويعتبر كل من العراق ولبنان والبحرين واليمن وغيرها مناطق مهمة للنظام.

واكدت ان النظام اليوم في أضعف نقطة له منذ 42 عاماً، ولعل تعيين رئيسي أحد القتلة والمجرمين الرئيسيين خلال مجزرة صيف 1988 يعبر عن شدة ضعفه، مبينة أن تدخل الملالي في المنطقة ليس من موقع القوة وإنما بسبب أزمات ونقاط ضعف أساسية.

وفيما يلي نص المقابلة:

مهري حاجي نجاد معتقلة سياسية منذ عام 1981 إلى 1986، استشهد إخوتها الثلاثة (أحمد، وعلی، وصمد) وزوجها على يد نظام الملالي. وأُعدم شقيقها علي حاجي نجاد في مذبحة عام 1988 في جوهردشت.

"ابتسامة ليلى الأخيرة" هو عنوان كتاب تضمن مذكرات مهري حاجي نجاد من سنوات الأسر في سجون نظام ولاية الفقيه الرجعي والمتخلف.

في هذا الكتاب الذي نشر في 140 صفحة، عبّرت مهري حاجي نجاد بمذكراتها، من جهة، عن أقصى درجات القسوة والكراهية لإنكار الإنسانية وتدميرها، ومن جهة أخرى محاولة إبراز القيم الإنسانية وقدرات الإنسان.

وسُمي الكتاب تيمناً باسم إحدى رفيقتها في السجن ليلى ارفعي (شيدا)، وهي فتاة شغوفة كانت تعمل في القسم الطلابي والتعليمي التابع لمنظمة مجاهدي خلق.

وسُلمت ليلى أرفعي إلى مشنقة الإعدام في أكتوبر 1982 وهي في السابعة عشرة من عمرها بسبب دعمها منظمة مجاهدي خلق من قبل الملالي.

نقرأ في هذا الكتاب عن ليلى:

«ابتسامة ليلى الأخيرة»

"ذات ليلة في يناير 1982، فتح السجان الغرفة وأرسلوا سجيناً جديداً إلى غرفتنا. الأسيرة الجديدة كانت ليلى (شيدا) ارفعي، ذات عيون سوداء وحواجب متواصلة ووجه مبتسم دائماً.

وتعرضت ليلى للتعذيب والاستجواب 15 يوماً قبل أن يتم جلبها لعنبر السجن، وفي الواقع تم إغلاق ملفها وحكم عليها بالإعدام.

في 6 مايو 1982 كنا لا نزال جالسات على مائدة الغداء، وفجأة ظهرت إحدى الحارسات التي تُدعى حسنى في مقدمة الغرفة وأشارت إلى ليلى وقالت: "انهضي!" عانقتها وقبلتها.

لم أصدق أن الجلادة أرادت أن تأخذ ليلى منا ويقطع رأسها. "لم يسمع عن ليلى مرة أخرى، وحتى النظام لم يعلن اسمها".

وفيما يأتي نص المقابلة مع مهري حاجي نجاد:

- ماذا تعلمتم من تجربة السجن وماذا أعطتكم؟

دائماً ما يظهر لي السجن صورتين، صورة الشجاعة والتضحية بالنفس والمليئة بالحب والأمل لأناس ناضلوا بثبات من أجل الحرية، وفي كل هذه السنوات لن أنسى وجوه الذين أعدموا وهم يصرخون بشعارات الموت للخميني، عاش مجاهدو خلق، وتحية لرجوي. لقد طاروا بخفة مثل الحمام الأسير الذي تم إطلاقه فجأة من أقفاصهم. وكان من الصعب والمؤلم بالنسبة إلينا أن نسمع ونعد كل يوم طلقات ورصاصات الإعدام.

عندما وقف هؤلاء الرجال والنسوة الشجعان على سرير التعذيب في صف الإعدامات الجماعية، وسحقوا بصدورهم العارية عظمة التعذيب والإعدام تحت أقدامهم، شعرت بحالة من الكبرياء والفخر والعزة تجتاح كياني بالكامل.

القانون في سجون الملالي هو شريعة الغاب. إذا كتب المحقق 400 جلدة، فيمكن للمنفذ زيادة 400 إلى 600 جلدة، وإذا كان المحقق قد قرر أنه من الممكن إعدام المتهم فيُعدم. إذاً.

- ما الذي يمكن تخيله الآن أن يحدث في سجون مسالخ هذا النظام عندما يكون السجين والمتهم من فئة النساء؟

لقد كتبت تجربة السجن بإيجاز شديد في كتاب بعنوان (ابتسامة ليلى الأخيرة)، تخليداً لذكرى نفس هؤلاء الأشخاص المحبين المجاهدين، الذين وقفوا بشجاعة في وجه نظام الملالي الإجرامي.

مع عمليات القتل هذه أراد نظام الملالي سحق مجاهدي خلق وإخراجهم من المشهد، لكنه لم ينهزم ويفشل في مخططه فحسب، بل يمكن اليوم رؤية غليان دماء هؤلاء الشهداء في الشوارع في جميع أنحاء البلاد خلال الانتفاضات الشعبية.

- لو نظرتم إلى وجوه الشاه/ خميني/ خامنئي، رئيسي ومريم رجوي ماذا ترى؟

الشاه والخميني وخامنئي هم وجه للبؤس والقتل والقمع والديكتاتورية وسفك الدماء بالنسبة لي ولكل الشعب الإيراني، ورئيسي لا يذكرني بأي شيء سوى حبل المشنقة. هو كان أحد الأشخاص الخمسة الرئيسيين الذين أرسلوا السجناء الأبرياء إلى حافة الإعدام. وأعدمت فرقة الموت التي كان عضواً نشطاً فيها بفترة وجيزة أكثر من 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من مجاهدي خلق عام 1988 بأمر من الخميني. مريم رجوي هي وجه أمل وحرية وازدهار وابتسامة للشعب الإيراني المنكوب، أملنا الوحيد في حرية وطننا، كما أنها رائدة حركة المقاضاة لدماء شهداء مجزرة عام 1988، وهي مصممة على تقديم مرتكبي هذه الإبادة الجماعية للعدالة.

- بعد السجن.. هل اشتركتم في حركة سياسية للفت أنظار العالم إلى جرائم الملالي؟

تم إطلاق سراحي من السجن عام 1986، وبعد بضعة أشهر بمساعدة مواطنينا الذين دعموا منظمة مجاهدي خلق تمكنت من التسلل خارج إيران والانضمام إلى قواعد مجاهدي خلق في العراق.

منذ اللحظة التي دخلت فيها قواعد منظمة مجاهدي خلق، عرفت واجبي والتزامي بوقف وقتي وطاقتي لإيصال أصوات السجناء الأبرياء، وفضح وكشف القمع والضغط الذي مارسه هذا النظام اللاإنساني على أنصار وأقرباء مجاهدي خلق داخل إيران.

وبعد مجزرة صيف 1988، عندما أعلن السید مسعود رجوي زعیم المقاومة عن بدء حركة التقاضي للمذبحة، وخاصة منذ عام 2016، عندما أعلنت السيدة مريم رجوي حركة المقاضاة على المستوى الدولي، ركزت جهودي الرئيسية على حركة المقاضاة لدماء شهداء مجزرة عام 1988.

- ماذا يعني نظام الملالي بالنسبة لكم وكيف سينتهي؟

بالنسبة لي، هذا النظام لم يكن سوى نظام غير إنساني لم ينتج عن وجوده سوى الدمار في جميع المجالات، وذبح الشباب واضطهادهم، وإنفاق ثروات الشعب الإيراني على تصدير الحروب والإرهاب إلى دول المنطقة والعالم، ونهب موارد هذا البلد وثرواته بالكامل ولم يحصد الشعب الإيراني سوى الجوع والدمار والقتل من وجود هذا النظام. سيتم إسقاط هذا النظام من قبل الشعب الثائر والشباب المتمردين بدعم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانیة، وسيقدم خامنئي ورئيسي وقادة النظام الآخرين للعدالة من قبل الشعب.

- كيف ترين تدخل النظام في البحرين باستهداف أمن البحرين ودعم المعارضة الموالية لإسقاط النظام؟

تصدير الإرهاب والأصولية جزء لا يتجزأ من إستراتيجية بقاء النظام. لا يعترف نظام ولاية الفقيه بالحدود الجغرافية واستبدلها بحدود دينية وطائفية.

ونظرياً وعملياً يسعى هذا النظام لتشكيل الاتحاد الإسلامي أو الخلافة الإسلامية، ولهذا يعتبر خامنئي نفسه وصياً على مسلمي العالم والولي الفقيه للمسلمين ومرجع التقليد لشيعة العالم.

منذ عام 1979 فصاعداً سعى الخميني للهيمنة على الدول الإسلامية، وفي المقام الأول، أمر باحتلال العراق وغزوه.

وبالطبع، تماشياً مع توجهات هذه السياسة تتمتع البلدان التي يشكل الشيعة جزءاً من السكان فيها بيئة أكثر ملاءمة للنظام. وتعتبر كل من العراق ولبنان والبحرين واليمن وغيرها مناطق مهمة للنظام في هذا الصدد.

لكن هناك حقيقة أخرى هي أن تدخل الملالي في المنطقة ليس من موقع القوة وإنما بسبب أزمات ونقاط ضعف أساسية، وكما قال زعيم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي في وقت سابق:

«منذ البداية کانت جمیع تدخلات النظام في دول المنطقة غطاءً للقمع والظلم وعدم قدرة حكومة العصور الوسطى على توجیه القوى المحررة في الثورة المناهضة للملكية باتجاه تحقیق العدالة والحرية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية».

- هل تعتقدين أن النظام زادت قوته أم ضعفت؟

اليوم، النظام في أضعف نقطة له منذ 42 عاماً، أظهر النظام شدة ضعفه بتعيينه رئيسي أحد القتلة والمجرمين الرئيسيين خلال مجزرة صيف 1988 المعروفة لكل الإيرانيين.

ومنذ انتفاضة نوفمبر 2019 يخشى النظام من اندلاع انتفاضة شعبية، ولم يمض يوم إلا وكان النظام يرى كوابيس اندلاع الثورة الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني.

من ناحية أخرى، فإن توسيع الدعم الدولي للحركة للمقاضاة ومواقف السيدة مريم رجوي وعزل النظام يوماً بعد يوم على المستوى الدولي ليس له أي رسالة سوى اقتراب اليوم الذي يتم فيه الإطاحة بهذا النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.

- ما هي تجربتكم مع مجزرة عام 1988؟ كيف تعرضت أو عائلتكِ أو أصدقاؤكِ لها؟ كيف ترين هذه الجريمة وماذا تتوقعين من المجتمع الدولي في هذا الصدد؟

تم إعدام أحد إخوتي، وكذلك العشرات من أصدقائي، تم إعدامهم في مذبحة عام 1988.

وتعرض أخي علي حاجي نجاد، طالب الرياضيات في جامعة كرج، الذي اعتقل عام 1981 لدعمه منظمة مجاهدي خلق، لضغوط شديدة وتعذيب شديد سبع سنوات في أوكار سرية في كرج وفي الحبس الانفرادي في سجن جوهردشت.

ولم يتنازل عن مثله العليا التي تناضل من أجل حرية الشعب الإيراني يوماً واحداً، وحكم عليه بالإعدام من قبل لجنة الموت في محكمة مدتها دقيقة واحدة يوم الأحد 31 أغسطس 1988، وأعدم في قاعة الموت في جوهردشت.

أصدقائي أشرف موسوي 34 سنة - مدرس/ أشرف أحمدي 47 سنة/ آزاده طبيب 23 سنة/ مليحة أقوامي 26 سنة ومنصورة مصلحي وفروزان عبدي ورضية آية الله زاده شيرازي وأشرف فدائي وسوزان حسين زاده وكثير غيرهم ممن أعدموا خلال المجزرة في سجن إيفين وجوهردشت بعد أن قاربت فترة حكمهم على الانتهاء أو أنهوا فترة حكمهم.

وفي الواقع، ارتكبت خلال مجزرة عام 1988 نظام الخميني إبادة جماعية، وهناك عائلات فقدت من 6 إلى 10 أشخاص من أحبائهم وأكثر في هذه المجزرة.