تبادر المدارس الحكومية بتنفيذ العديد من المشروعات والاستراتيجيات الذاتية الحديثة والمطورة، بهدف الارتقاء بعمليات التعليم والتعلم والإنجاز الأكاديمي الطلابي في المواد الدراسية بشكل عام والمواد الأساسية خصوصاً، بما في ذلك ما تنفذه مدرسة القيروان الإعدادية للبنات من أفكار إبداعية في تدريس مادة الرياضيات، في سبيل حصول الطالبات على مادة علمية مبسطة في الشرح، عميقة في الفهم.

وقد لمع بريق المعلمة فاطمة السيد ياسين، التي أثبتت بجدارة قدرتها على جذب الطالبات للحصص الدراسية الافتراضية في مادة الرياضيات، وتحقيق نقلة نوعية في نتائجهم فيها.

وقالت المعلمة إن السر في تميز حصصها الدراسية يكمن في تحبيب الطالبات في المادة الدراسية عبر مختلف الوسائل والطرق وكان من أبرزها تنفيذ مشروع "سؤال اليوم" وبرغم بساطته إلا أنه حاز على تفاعل يفوق التوقعات من قِبل الغالبية العظمى من الطالبات، حيث كن يتهافتن على الحصة بكل شوق مترقبات السؤال قبل طرحه بسويعات، كذلك كانت الحصص الدراسية مصممة بطريقة تفاعلية قوية بين الطالبات والمعلمة، وتميزت الحصص بتنوع استراتيجيات التدريس والألعاب التعليمية التي أسهمت في رفع تفاعل الطالبات وزيادة حماسهن، مما أدى للارتقاء بالتحصيل الدراسي. وكان شعار المعلمة "التعليم بالحب هو السر"، فعندما يحب الإنسان عمله يبدع فيه.

وتهافتت الرسائل من الطالبات وأولياء الأمور لتبين كفاءة الأستاذة ووصولها لقلوب الطالبات من وراء الشاشات، ففي رسالة من ولية أمر الطالبة مها العافية قالت: "تحدثت معي ابنتي كثيراً عن سير الحصص وعن تميزكِ في إعداد وشرح الدروس وروحكِ الطيبة وحبها لكِ ولحصصكِ، وأحببت أن أتقدم لكِ بجزيل الشكر على جهودكِ المبذولة مع فلذات أكبادنا"، وفي رسالة أخرى قالت الطالبة فاطمة السيد أحمد: "أتمنى لو أن الوقت لا ينقضي في حصة الرياضيات، سنشتاق لكِ كثيراً حتى الحصة القادمة".

لم تحتكر الأستاذة فاطمة الإبداع والتميز لنفسها فقط، بل قامت بعمل العديد من الورش التدريبية والحصص التبادلية بين معلمات الأقسام التعليمية الأخرى، لنقل تجاربها لهن والاستفادة المتبادلة للخبرات، وهذه الإنجازات كانت بسبب القيادة الملهمة والتي تتمثل في مديرة مدرسة القيروان الأستاذة ناهيد صالحي، والتي كان لها بالغ الأثر في تحفيز المعلمات.