جلالة الملك :
- نتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهدنا الأمين رئيس مجلس الوزراء، على جهوده الكبيرة والمتواصلة في إدارة الأزمة الصحية الطارئة
- ندعو جميع أصحاب الأعمال إلى اقتراح المزيد من الأفكار والمبادرات لتنمية اقتصادية شاملة الأبعاد
- وجهنا بالبدء في وضع الآليات التنفيذية والبُنى التحتية اللازمة لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة
- تواصل مملكة البحرين التزامها بنهجها الدبلوماسي القائم على سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الأشقاء
تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، فشمل برعايته الكريمة هذا اليوم ، افتتاح دور الإنعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب والذي أقيم بقصر الصخير عبر الإتصال المرئي ، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى الى قصر الصخير ، عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي .
كما حضر الافتتاح بمعية جلالته ، سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى ، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي.
وحضر الإفتتاح عن بعد كذلك معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيس مجلس النواب، ومعالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى ، وسعادة السيد غانم بن فضل البوعينين وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب وأعضاء المجلسين من مقر مجلس الشورى والنواب.
وقد استهل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى حفظه الله ورعاه بإلقاء الخطاب السامي ، فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فيطيب لنا، وعلى بركة الله، أن نفتتح دور الانعقاد الرابع لمجلسكم الموقر في فصله الحالي، متطلعاً معكم إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد والمثمر، ضمن مسيرة النهضة المباركة التي بدأها الآباء نحو وطن المحبة والحرية والرخاء، وفي سياق استمرارية دستورية منتظمة تعمل على ترسيخ تقاليدنا الرصينة التي تتميز بها تجربتنا الوطنية الجديرة بالمستوى الحضاري الرفيع لأهل البحرين الكرام.
ولا يسعنا في هذا المقام، إلا أن نتوجه بشكرنا وتقديرنا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهدنا الأمين رئيس مجلس الوزراء، على جهوده الكبيرة والمتواصلة في إدارة الأزمة الصحية الطارئة، الذي يُشرف، حتى هذه اللحظة، على كافة تفاصيلها، وبتنفيذ متميز "لفريق البحرين" بجميع كوادره، والذين نكن لهم – بدورنا – كل امتنان واعتزاز نظير خدماتهم المشرّفة التي ستذكرها لهم بلادنا على الدوام.
ونخص بالذكر هنا، الطواقم الطبية على الصفوف الأمامية، وهم يواجهون الجائحة بسلاح التطعيم والتحصين، وبتعاون مشكور من قبل الجميع، حامدين الله الذي أعاننا على تجاوز هذا الظرف، دون أن ننسى، في خِضَمّْ كل ذلك، من فقدناهم من أرواح عزيزة، ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ولأهلهم بالصبر والسلوان.
الأخوة والأخوات، فبالرغم من صعوبة المرحلة، إلا أننا، وبفضل من الله، نسير بثبات وبأداء اقتصادي قوي يبعث على الارتياح والتفاؤل بعودة واثقة لمسارات النمو بحسب ما تطمح له رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تساهم بكفاءة عالية في تعافي اقتصادنا الوطني، وتتعامل بشكل محترف مع التحولات العالمية المتسارعة للاستفادة من فرصها، بهدف تعزيز التنافسية والمكانة الاقتصادية لمملكة البحرين.
ومن هذا المنبر، ندعو جميع أصحاب الأعمال - ضمن قطاعات الدولة الإنتاجية والخدمية والاقتصادية - إلى اقتراح المزيد من الأفكار والمبادرات لتنمية اقتصادية شاملة الأبعاد، مع التركيز على دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كمحركات لبلوغ أهداف التنمية المستدامة خصوصاً في مجال الصناعة وعلوم المستقبل، وعلى كيفية تطوير تعاملنا مع التحديات البيئية والأزمة المناخية التي تطال كوكبنا، بمد يد التعاون من أجل مواقف عالمية مؤثرة، نجدد من خلالها سبل حماية البيئة من أية مخاطر مستجدة لحفظ بنائنا الإنساني والحضاري.
ولا يفوتنا في سياق حديثنا عن أهمية التعافي الاقتصادي والبيئي، أن نشير إلى وجاهة وفعالية البرامج الحكومية لتحقيق التوازن المالي والاكتفاء الذاتي كمدخل أساسي لتنمية واستدامة مواردنا وثرواتنا الوطنية .. اليوم وغداً. مشيدين هنا، بالتطور المستمر لأداء حكومتنا الموقرة الملتزمة بأحدث الممارسات الإدارية والتقنية، والمتمثل في تشديد الرقابة على جودة الإجراءات والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، ورفع كفاءة وعدالة توزيع الدعم الحكومي، وباهتمامها المستمر للارتقاء بالكوادر الوطنية، والعناية بقضايا الشباب البحريني ودعم تقدم المرأة البحرينية، لتتوالى الإنجازات المشرّفة التي نشهدها على كافة المستويات وفي جميع المجالات، وللمرأة مكانتها الرفيعة في بلادنا، ولله الحمد، فهي مباركة في سعيها وعطائها، ولها كل التقدير والتكريم.
ونوجه هنا بالاستمرار في دعم وتطوير الخطط والبرامج التي تُخصص لذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية بمبادراتها الهامة وصندوق الأمل بمشاريعه الطموحة.
وتسعدنا الإشارة في هذا السياق، بأننا نعيش اليوم أجواء من التوافق والطمأنينة والمحبة كأسرة واحدة في هذا المجتمع الآمن، وهي أجواء مشجعة تجعلنا نمضي قدماً لتطوير التشريعات ونظم العمل، وخصوصاً ما تعلق منها، بحماية الحقوق الإنسانية وتعزيز الترابط الأسري والنسيج المجتمعي.
ومن بين أهم البرامج المنفذة على هذا الصعيد، برنامج العقوبات البديلة، الذي نجح، بالرغم من حداثة تطبيقه، في تحقيق أهدافه كمشروع وطني حضاري بأبعاد إنسانية شاملة. ولمواصلة الجهود الوطنية للارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان، فقد وجهنا، بالبدء في وضع الآليات التنفيذية والبُنى التحتية اللازمة لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة، ووفق ضوابط محددة، لضمان إعادة دمج المستفيدين من البرنامج في مجتمعهم وبتفاؤل يشجعهم على التطلع لمستقبلٍ مشرق، بإذن الله.
الحضور الكريم، تواصل مملكة البحرين التزامها بنهجها الدبلوماسي القائم على سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الأشقاء والأصدقاء في كل مكان. وفي هذا الصدد، نتابع بقلق شديد ما تتعرض له المياه الإقليمية للخليج العربي من استهداف متعمد يهدد أمن هذه المنطقة الحيوية وخطوط الملاحة الدولية. ونجد بأن ما تتعرض له السفن التجارية في الخليج وبحر العرب من هجمات عدائية متكررة، يتطلب المزيد من التنسيق مع مختلف الأطراف الدولية من أجل مكافحة قوى الإرهاب، ووقف دعمها وتمويلها من أي طرف كان.
وسيبقى التمسك بالعمل والمصير المشترك بين دولنا وشعوبنا الشقيقة من ثوابت البحرين الوطنية والقومية، وأياً كانت التحديات، فإن بلادنا تعتز بالمسيرة الخليجية المباركة وتتطلع لأن يعود العمل ضمن مساره الطبيعي، تحقيقاً للأهداف النبيلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما تصبو إليه لتوحيد الصفوف وتقريب القلوب وتنمية المصالح المشتركة.
الأخوة والأخوات، إنه ليسرنا بهذه المناسبة الطيبة أن نشيد بالتعاون الإيجابي بين الحكومة الموقرة والمجلس الوطني الذي أصبح من تقاليدنا الوطنية، وننظر إليه بعين الارتياح لما ينتج عنه من مشاورات ومناقشات بنّاءة، بهدف وضع الحلول الفعّالة ومراجعة وتطوير التشريعات ذات الأولوية، هذا فضلاً عن الدور الكبير الذي تتولاه وفود المجلس في إبراز صورة البحرين في المنابر الدولية والمجالس المماثلة في الأقطار الشقيقة والصديقة.
ولا يسعنا هنا إلا أن نخص وبكثير من التقدير والاعتزاز، الجهود البارزة والتضحيات الباسلة لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في حماية سياج الوطن والمحافظة على منجزاته وسيادته، وأن نعرب لمؤسساتنا العسكرية عن بالغ سرورنا ومباركتنا لإقدامهم على برامج التصنيع الحربي المتقدم وتوطين عملياتها، انسجاما مع ما نشهده من تجارب إقليمية تشعرنا بالفخر لتحقيق القوة الدفاعية الداعمة لاستقرار المنطقة.
وفي ختام هذا الحديث، ومن منطلق اعتزازنا بما يُبذل من جهد وطني مخلص في ميادين الإنتاج والبناء، نتوجه بالتحية والثناء والتقدير لعطاء مواطنينا الكرام، برجالهم ونسائهم، ونحن نمضي – معهم - بمعنويات عالية لنحقق للجميع الحياة الحرة والكريمة، واضعين تقدمنا الحضاري نصب أعيننا تحت لواء دولة المؤسسات والقانون. مع خالص التمنيات لدور انعقاد موفق يواصل بالبناء على المنجزات والمكاسب الوطنية، التي ما كان لها أن تتحقق، إلا بتوفيق من الله، ومن ثم اجتهادكم في خدمة الوطن الغالي، كلٍ من موقع مسئوليته، وهي نتائج تدعونا للفخر بكم وبجميع أهل البحرين الأعزاء.
بوركتم وبوركت خطاكم على طريق الخير والفلاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقت معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيس مجلس النواب كلمة ،قالت فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
سيدي.. حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظكم الله ورعاكم.
صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله..
أصحاب السمو والمعالي والسعادة..
الأخوات والأخوة.. الحضور الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صاحب الجلالة،،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي، باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي، أعضاء المجلس الوطني، أسمى آيات الشكر والتقدير، وعظيم العرفان والامتنان، على تفضل جلالتكم، حفظكم الله ورعاكم، بافتتاح دور الانعقاد الرابع، من الفصل التشريعي الخامس، لنواصل بقيادتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السديدة، مسيرة العمل الوطني على الأسس والقواعد التي أرسيتم جلالتكم دعائمها القوية ومرتكزاتها المتينة لبناء وطن ديمقراطي عصري تترسخ فيه الحريات وتتعاظم فيه المكتسبات، واضعين نُصب أعيننا توجيهاتكم السامية للعمل من أجل تطور وارتقاء منظومة التنمية الشاملة في مملكة البحرين، هدفنا وغايتنا رفعة الوطن ورخاء المواطنين.
صاحب الجلالة،،
لقد قطعت مملكة البحرين، في ظل قيادتكم المباركة، سنوات مضيئة من التقدمِ، فحققت من الطموحات التنموية والإنجازات ما كان مؤملاً وأكثر، فأصبحت نموذجًا في إرادة الدول على النهوض، ومثالا على سعي وعزيمة الشعوب من أجل نماء الوطن ورفعته.
وإننا في السلطة التشريعية نعتز ونفتخر بالدعم الكبير من لدن جلالتكم، والذي فتح أمامنا الأبواب واسعة لمضاعفة الأداء التشريعي والرقابي، وفق أسس دستورية متطورة، وعبر تعاون وتنسيق متواصل مع السلطة التنفيذية، جعل من المصلحة العليا للوطن القاعدة التي نقف عليها مع الحكومة الموقرة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
ولقد أرسى سموه، حفظه الله، نهجا جديدا ومتطورا، من العمل الوطني الجماعي، يرتكز على الإيمان بطاقات أبناء الوطن،والاستفادة من عطاءاتهم تحت مظلة "فريق البحرين"، وفق إستراتيجية مدروسة، وإرادة صلبة اجتمعت لكتابة سجلٍ حافل بمنجزات كفلت للبحرين النمو المستدام، وأنتجت تجربةً مثالية تخطت المستوى المحلي، ووصلت إلى النطاق الدولي، لتصبح مسيرة المملكة، أنموذجا رائدا، ولتقدم درساً بليغا لأهمية التعاون المثمر والايجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل بلوغ الغايات الوطنية.
صاحب الجلالة،،
وانطلاقا من توجيهات جلالتكم السديدة، حفظكم الله ورعاكم، لتحقيق خير الوطن والإنسانية، وبما أشهدتنا إياه المرحلة السابقة من حنكة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ،في قيادة الجهود الوطنية المخلصة، فقد سطرت مملكة البحرين قصة نجاح عظيمة، في التصدي لتحديات وتداعيات جائحة كورونا، وصولا لمرحلة التعافي، وحققت أداءً باهرًا في دعم القطاع الاقتصادي بما مكّنه من مواجهة التداعيات السلبية للجائحة، ولتوثق مملكة البحرين بهذه الإنجازات مسيرة نجاح وطن وقائد وشعب، مسيرة اتحدت فيها الإرادة الوطنية من أجل الإنسان أولا وآخرا.
مسجلين في هذا السياق، عميق الشكر والتقدير، إلى أبطال الصفوف الأمامية، وكافة العاملين والمتطوعين في "فريق البحرين"، على ما يؤدونه من واجب وطني وما يتحلون به من مسؤولية إنسانية رفيعة، فكان النجاح الشامل والمتكامل، في أرقى وأسمى صور التميز، وعنوانه "مملكة البحرين".
صاحب الجلالة،،
إن السلطة التشريعية، وإدراكا منها لحجم التحديات تضع على رأس أولوياتها دعم جهود التعافي لاقتصادنا الوطني، بالتعاون مع القطاع الخاص، وتوفير البيئة المحفزة للارتقاء بعطاءات المؤسسات المتوسطة والصغيرة، ورفد المسيرة التنموية الوطنية بمزيدٍ من فرص التقدم للوصول إلى الغايات المرجوة، وبلوغ الأهداف المنشودة لبرنامج التوازن المالي، انسجاما مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والعمل على مساندة كافة الجهود الرامية لاستيعاب المتغيرات البيئية والمناخية وتعزيز الأمن الغذائي، والتحول الرقمي، وعلوم الفضاء والمستقبل، وتمكين الشباب، وتطوير المنظومة التشريعية، وفقا لمضامين خطاب جلالتكم السامي.
كما نؤكد، استمرارية العمل، لإغناء حصيلة الريادة في مجال حقوق الانسان، وبما يجعل مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، خاصة مع ما تتمتع به من بنية تشريعية متطورة، ومنظومة مؤسسية عصرية، وسلطة قضائية مستقلة تواكب مسار الإصلاح والتحديث، انطلاقا من الرؤية الإنسانية الرفيعة لجلالتكم حفظكم الله ورعاكم، والاستنارة بها لمواصلة النجاحات المتميزة التي حققتها منظومة العمل الحقوقي، عبر إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية المتقدمة كبرنامج العقوبات البديلة، ومشروع السجون المفتوحة، بما يعكس عقيدة وطن يجعل من الإصلاح عماد نهضته، ومن المواطنة الصالحة طاقة معطاءة للبناء والازدهار.
صاحب الجلالة،،
إننا نعاهد جلالتكم -أيدكم الله- بأن نمضي قدما في مساندة كل ما يعزز التمسك بالهوية البحرينية الأصيلة، والمحافظة على المنجزات الوطنية، وتكريس احترام دولة المؤسسات والقانون، وتعزيز دور الشباب، ودعم تقدم المرأة البحرينية في كافة مناحي العمل والحياة.
معربين عن تقديرنا وامتناننا، للجهود الكريمة، من لدن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، وإسهاماتها الرفيعة، في مسيرة النهضة والبناء، وهي عطاءاتٌ لمسنا أثرها وأهميتها في الاجتماعات البرلمانية الدولية، حيثُ كانت أدبيات ورؤى سموها، والمشاريع النوعية التي أطلقتها ورعتها، موضع انبهارٍ وانجذابٍ لافت من ممثلي برلمانات العالم، خاصة ما يتصل بالمبادرات الخلاقةِ التي أثبتت تفردها في تحقيق التقدم للمرأة في البحرين والعالم، مؤكدين مضاعفة العمل لتنمية العوائد الناتجة عن الخطط الوطنية الرامية لتعزيز نهضة وتقدم المرأة البحرينية.
ولا يفوتنا في هذا المقام ، أن نشيد بدور الشباب البحريني، وانجازاته في مختلف المجالات، بفضل دعم جلالتكم، والمساعي الحثيثة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ونؤكد استمرار السلطة التشريعية في دعم الارتقاء بالمنظومة الشبابية، وتكريس الجهود البرلمانية لتمكين المبادرات النوعية من الوصول لأهدافها المنشودة، خاصة المرتبطة بصندوق الأمل والذي يمثل إنشاؤه استثمارا هاماً لطاقات الشباب البحريني وتطلعاتهم إيمانا منا بأن مستقبل الوطن في رعاية شبابه، وتمكينهم وتقدمهم.
كما سنواصل العملُ على تعزيز برامج التمكين السياسي للشباب، ويجري حاليا الإعداد للنسخة الثانية من "برلمان الشباب"، والذي أظهر شباب الوطنِ في نسخته الأولى وعياً رفيعا في التعاطي مع الأدوات التشريعية والرقابية.
نؤكد تقديرنا لجهود جلالتكم -أيدكم الله- فيدعم مسار العمل الخليجي الموحد، الرامية لتثبيت أمن واستقرار المنطقة، وحماية الملاحة الدولية في مياه الخليج، من أي تهديدات تؤثر في حركة التجارة العالمية، بجانب التضامن العربي والإسلامي، لمختلف القضايا، والتصدي للجهات الداعمة للإرهاب.
ونؤكد لجلالتكم، حفظكم الله، دعم ومساندة السلطة التشريعية لخطواتكم الخيرة والشجاعة على صعيد تحقيق السلام والتعايش العالمي كخيار لا غنى عنه من أجل حاضر ومستقبل البشرية جمعاء، وهي رسالة حضارية تسير مملكة البحرين على هداها عبر تاريخها المديد.
كما نسجل فخرنا واعتزازنا، بدور الجنود البواسل في قوة دفاع البحرين، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وكافة الأجهزة الأمنية، على تضحياتهم وجهودهم، في تحقيق الأمن والاستقرار، داعين بالرحمة والمغفرة لشهداء الواجب الوطني.
صاحب الجلالة،،
لقد مارست الدبلوماسية البرلمانية دورا فعالا في تحقيق التطلعات الملكية السامية، وكان حضورها بارزا ومتميزا، ومنفتحاً على خطى أوسع من العمل والانجاز في الداخل والخارج تحقيقا للمصلحة العليا للوطن.
ختاما، ومع بداية دور الانعقاد الرابع نجدد العهد في مواصلة العمل بكل عزم وإصرار غايتنا الوطن وهدفنا تلبية تطلعات أبناء شعب البحرين الوفي، في ظل قيادة جلالتكم الحكيمة.
وفقكم الله وأيدكم ونصركم..وسدد على طريق الخير خطاكم،،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..