افتتح الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة مؤتمر لإدارة الشرق الأوسط لموارد البشرية "التغيرات نتيجة كورونا"، والذي انطلق صباح أمس عبر منصات التواصل الافتراضية بتنظيم من مؤسسة "Roshcomm" الرائدة في مجال إدارة الموارد البشرية، وقد حضر الحفل الافتتاحي عدد من كبار المسئولين والخبراء في هذا المجال وأكثر من 1200 مشارك من مختلف دول العالم ونخبة من المتحدثين وصناع القرار في محاور المؤتمر.

وخلال الجلسة الافتتاحية القى الدكتور ميرزا كلمة رئيسية بدأ فيها بتقديم الشكر الى القيادة الرشيدة على وضع الأسس المنهجية والاستراتيجيات القائمة على مبدأ الاستثمار في العنصر البشري واعطاء الاولوية لتطوير الموارد البشرية كالركيزة الأساسية للمسيرة التنموية، الأمر الذي تجلى في ما قدمه أبناء الوطن من مستويات عالية من الكفاءة خلال فترة الجائحة، وهو ما كان له الدور الأساسي فيما تمكنت المملكة من تحقيقه من إنجازات نافست من خلالها تجارب الدول الكبرى خلال الجائحة وتبوأت به المراكز العالمية الأولى في جهود التصدي لانتشار فايروس كورونا المستجد COVID-19 ، وحافظت به على الوتيرة التنموية من دون الحياد عن تحقيق الأهداف المختلفة، بل وتمكنت من تحقيق نمو في عدد من الركائز الاقتصادية والتنموية على الرغم من التحديات.

ويعتبر مؤتمر ادارة الموارد البشرية الحدث الأبرز في المنطقة في مجال العنصر البشري والقوى العاملة، وهو مخصص للمعنيين في مجال إدارة رأس المال البشري واحتياجات التدريب، ويستقطب قادة الموارد البشرية والمختصين بالتدريب ويجمعهم في منصة فريدة ثرية بالخبرات وأحدث التطبيقات والتجارب في مجالات تطوير الموارد البشرية، وتشتمل هذه المنصة على عدد من أوراق عمل مقدمة من باحثين واختصاصيين في المحاور الرئيسية للمؤتمر والتي تستخلص أبرز التجارب في مجال إدارة الموارد البشرية خلال الفترة الماضية المليئة بالتحديات.

وخلال كلمته قال ميرزا: "الاستمرارية خلال فترة الجائحة تطلبت تغيرات بمستويات مختلفة طالت كافة الأوجه الحياتية، ولعل من أبرز الأوجه التي تطلبت تغيرات جذرية سريعة؛ كانت تلك المتعلقة بالصحة والاقتصاد والعمل المهني والتعليم."

وفي سياق محاور المؤتمر أردف ميرزا: "لابد من الوقوف على التجارب الناجحة للتغيرات في ممارسات العمل والإدارة المهنية خلال فترة الجائحة، وتقييم مدى فاعليتها لفترة ما بعد الجائحة. فمثلاً: قياس ما إذا كانت هذه التغييرات تحقق كفاءة أعلى في أداء العمل، وما إذا كانت هناك جدوى لأن يتم اعتماد هذه التغييرات كتوجه جديد للمراحل القادمة، وهنالك أيضاً أثر هذه التغييرات على مسيرة التحول الرقمي وما شهده قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من نمو في الاستثمارات ودورها الحاسم للاستمرارية والإستدامة."

ودعا ميرزا المتحدثين والخبراء والمشاركين الى أهمية تسليط الضوء على الأسس المحورية لوضع استراتيجيات لإدارة الموارد البشرية وتطويرها بما يعكس الدروس المستفادة عالمياً وتفعيل مفاهيم الاستدامة بشكل أشمل في هذه الإستراتيجيات وقيادة التغيير التنظيمي، خاصة لما للتباطؤ في النمو من أثر سلبي على تحقيق الاستدامة ينعكس سلباً على وتيرة الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، وتطرق الى أهمية مكافحة ذلك من خلال ربط الدروس المستفادة والبيانات بالإستراتيجيات وقياس الأداء.

وأشاد ميرزا كذلك بالجهود الحثيثة من الوزارات والجهات الحكومية التي قادت التغيير التنظيمي خلال فترة الجائحة باحترافية نافست من خلالها الجهود المبذولة في الدول الكبرى، ومكنت القطاع العام من الحفاظ على وتيرة الإنجازات بثبات، مما أنعكس على ما حققته المملكة في مختلف المجالات الحيوية الأساسية، أثبت من خلالها المهنيين والخبراء في مجال إدارة الموارد البشرية كفاءتهم وقدرتهم على تحقيق الأهداف الموضوعة والحفاظ على استمرارية العمل بمرونة، وأدت الى تبؤ المملكة مراكز متقدمة في هذا المجال في التصنيفات الدولية خاصة في تحقيق استمرارية المسيرة التنموية رغم تحديات الجائحة.

وهنأ ميرزا اللجنة التنظيمية على نجاح انطلاق المؤتمر وأشاد بالجهود المبذولة في التنظيم ومستوى التفاعل الذي شهدته الجلسات الحوارية في اليوم الأول من المؤتمر، متمنياً للمنظمين والمشاركين التوفيق والسداد في الاستفادة من معطيات المؤتمر ومحاوره.

ويستمر المؤتمر في الانعقاد خلال الفترة من 11 أكتوبر 2021 الى 13 أكتوبر 2021 ، وبإمكان الراغبين في التسجيل في المؤتمر المذكور زيارة موقع المؤتمر على https://www.hrmsummit.com .