تحتفل دول العالم بالأسبوع العالمي لأمراض الدم الوراثية في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر ليكون أسبوع أمراض الدم الوراثية خلال الفترة من 25 إلى 31 أكتوبر من كل عام.

وتُشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال بالأسبوع العالمي لأمراض الدم الوراثية، إذ يهدف هذا الأسبوع إلى نشر الوعي بتقديم الرعاية للمرضى، وتثقيف المجتمع بأمراض الدم الوراثية، وإيضاح أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج للمساعدة في الحد من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال، حيث تظهر التحاليل الطبية احتمال وجود جينات مصابة بخلل لدى المرأة أو الرجل؛ والذين لا تظهر عليهم الأعراض المرضية.

وكما هو متعارف عليه بأن أمراض الدم الوراثية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء؛ والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كريات الدم الحمراء، فتنتج كريات دم غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية الأنيميا المنجلية والثلاسيميا.

ولقد بدأت جهود وزارة الصحة لمكافحة أمراض الدم الوراثية منذ أكثر من 25 عامًا، حيث عملت بشكل مكثف على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تهدف لمكافحة امراض الدم الوراثية، وخصوصًا فقر الدم المنجلي والثلاسيميا والأمراض الوراثية الأخرى عامة، ويأتي من ضمن هذه الاستراتيجية المتكاملة مشروع الفحص قبل الزواج وفحص الطلاب وفحص المواليد.

واستمرارًا لجهود مملكة البحرين في مكافحة الأمراض الوراثية فقد تم إنشاء مركز الجينوم الوطني؛ والذي يسعى إلى جمع أكبر عدد ممكن من العينات من المجتمع البحريني وتصنيفها جينياً، وتحديد الطفرات الوراثية التي يحتمل ارتباطها ببعض الأمراض المزمنة والوراثية وتدريب الكوادر البحرينية من أطباء وتقنيين للعمل في هذا المشروع.

ويهدف مركز الجينوم الوطني إلى تحديد الأمراض الوراثية المنتشرة والنادرة بين أفراد المجتمع البحريني لدراستها، والكشف عن التركيبة الوراثية للشخص لتحسين طرق العلاج، وإنشاء منظومة معلوماتية مرجعية وقاعدة بيانات وراثية متكاملة للمجتمع البحريني تُسهم في تحديد مدى انتشار الأمراض الوراثية بين فئات المجتمع للحد من انتشارها في الأجيال المقبلة، ويعكف المركز حاليًا على دراسة 16 مرضاً نادراً في مملكة البحرين.

وقد ولدت فكرة إنشاء مركز متخصص لتحليل الجينات من منطلق حرص الحكومة الرشيدة على رفع جودة الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وخصوصًا الأمراض الوراثية والمستعصية والفتاكة، وأخذاً بأحدث الأساليب العلمية المبتكرة، حيث قامت وزارة الصحة باتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لإنشاء المركز ويهدف هذا المشروع الوطني إلى توفير فرص حياة صحية أفضل للأجيال القادمة، وتحسين فرص العلاج ورفع جودة الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض للأجيال الحالية، وذلك بتوفير قاعدة بيانات للحمض النووي للشعب البحريني، وتسهم قراءة هذه البيانات وتحليلها بشكل كبير في تحسين تشخيص الأمراض والاكتشاف المبكر لها، بل ومدى قابلية الأشخاص للإصابة بها، كما تُسهم في الوقاية من الأمراض الوراثية وتطوير أدوية فعالة لعلاجها، مما يساعد على توفير حياة صحية ووقاية من الأمراض للأجيال الحالية والقادمة بمملكة البحرين.

وبمناسبة الأسبوع العالمي لأمراض الدم الوراثية، تحرص وزارة الصحة على تنظيم فعاليات توعوية بشكل دوري على المستوى الأكاديمي والكادر الصحي ولجميع أفراد المجتمع كعقد المؤتمرات والمحاضرات والندوات وحتى الفعاليات المجتمعية والترفيهية.