بحضور الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والشيخ هشام بن عبد الرحمن بن محمد آل خليفة محافظ محافظة العاصمة والسيد علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور محافظ محافظة الشمالية واعضاء من مجلسي النواب والشورى ورجال الدين من مختلف المذاهب والأديان وقادة الرأي ورؤساء الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، اقامت الجمعية البهائية الاجتماعية مساء يوم السبت، حفل استقبال بمناسبة الذكرى المئوية لتخليد أعمال عبدالبهاء عباس الجليلة من أجل البشرية، وذلك بفندق فورسيزنز خليج البحرين.واستُهل الحفل بالسلام الوطني لمملكة البحرين تبعه تلاوة دعاء لطلب الخير والبركة من الله عز وجل، بعد ذلك قام الدكتور بديع جابري رئيس مجلس إدارة الجمعية البهائية الاجتماعية بالترحيب بالحضور وتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان، نيابة عن المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في البحرين وهو أعلى هيئة تمثل البهائيين في مملكة البحرين، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، على رعايته السامية لحفل الاستقبال، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، على دعم سموه اللامحدود.واضاف جابري في كلمته، "بمحبة غامرة نحيّيكم في هذه المناسبة التي تدعو لاستذكار الهوية الوطنية التي تعتبر القيم الإنسانية العليا أساس المواطنة في مملكة البحرين. اننا نحيي معاً ذكرى من كرس حياته لخدمة البشرية وقدم أعمالاً جليلة من أجل نشر بذور المحبة والسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وقدم تحديا ازاء الافتراضات البالية وتعصبات العصر عن طريق قيامه بمناصرة وحدة البشر قولا وعملا، قبل اكثر من قرن من الزمان، ودفع لنضج أكبر وتكافل أعظم لعُرى المحبة بين أتباع جميع الأديان".كما قال الدكتور بديع "إن مشهد التنوع الذي نراه أمامنا الآن لهو أروع مثال لما جسدته حياة عبدالبهاء عباس من إيمان مطلق بالله وبأن الدين يجب أن يخلق المحبة والوحدة بين الناس ويمكّنهم من تجاوز خلافاتهم. عندما يروج الدين للخُلق المستقيم والرحمة والمغفرة ونبل الافكار، يصبح من الممكن توفر أرضية مشتركة بين المؤمنين من جميع الأديان للعيش وخدمة المجتمع جنبا إلى جنب".بعد ذلك ألقى الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي كلمة نوه فيها بأن قيم التعاون والتآخي والاحترام المتبادل بين مختلف الأمم والحضارات والأديان متأصلة في مملكة البحرين، حيث ان الرؤية الثاقبة لقيادة مملكة البحرين المتمثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، ومساندة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزارء حفظه الله ورعاه رسخت دعائم التسامح والتعايش والوحدة والاتحاد مع كافة البشر على اختلاف اديانهم ومعتقداتهم، حيث ان مملكة البحرين توفر أرضية خصبة للازدهار والاستقرار على اساس مستدام.وأضاف قائلا ان مناسبات مثل الذكرى المئوية لاحياء اعمال عبدالبهاء عباس الجليلة من أجل البشرية هي في الحقيقة فرصة للاحتفاء بقيم المحبة الخالصة والوحدة الحقيقية التي توطد أواصر الألفة بين جميع الاطياف في المجتمع البحريني، مشيراً إلى دور كل فئات المجتمع في النهوض بالوطن وصونه وحمايته والحفاظ على عراقة تاريخه.بعد ذلك تم تقديم فقرة فنية جميلة بواسطة الرسم على الرمال تعكس حياة عبدالبهاء عباس الحافلة التي جسدت إيمانه بأن الأديان كلها فيضٌ إلهيٌ من ينبوعٍ واحدٍ وبأن وحدة الجنس البشري هي الإرادة الإلهية لهذا العصر وهي الضامن الوحيد لراحة ورخاء أهل العالم. كما شهد الحفل وجود معرض يعكس ما قام به عبدالبهاء عباس من اعمال جليلة من اجل البشرية ومختارات مما قيل عنه من علماء وادباء ومشاهير عصره في الشرق والغرب كالشيخ محمد عبده وجبران خليل جبران وامين الريحاني، كما شمل المعرض مقتطفات من آثاره الكتابية عن المحبة والوحدة بين البشر.ويعتبر عبدالبهاء عباس، سفير الانسانية والسلام، والذي قام بنشر قيم المحبة والوحدة في شرق الأرض وغربها قبل أكثر من قرن من الزمان، وألقى مئات الخُطب في دور العبادة للأديان المختلفة وفي أشهر الجامعات العالمية وفي مؤتمرات للسلام. تحدث خلال تلك اللقاءات والمحادثات عن وحدانية الله، ووحدة وتآلف الأديان، ونبذ التعصبات بكافة أنواعها، والمبادئ الأخلاقية والقيم الروحية التي تخلق التعاون والتآلف وتزرع المحبة والوداد في النفوس. وفي اجتماعاته كان يصر على أن تكون مفتوحة لجميع الأجناس والطبقات والأعراق والأطياف.