أكد خبير التنمية البشرية ورئيس جمعية البحرين لمعاهد التدريب نواف محمد الجشي أهمية الارتقاء بتدريب وتأهيل الكوادر البحرينية إلى درجة تستطيع من خلالها المساهمة في التطورات التقنية الجارية حول العالم، وبما يضمن حصولها على وظائف في سوق العمل الذي تتغير متطلباته بسرعة، وتختفي فيه الكثير من الوظائف التقليدية لتظهر مكانها وظائف أخرى مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، وما بعدها، لافتا إلى أن إعلان شركة فيسبوك عزمها التحول نحو تقنية الـ "ميتافيرس" يعطي تصورا حول شكل مستقبل سوق العمل وعالم الأعمال حول العالم.وشدد الجشي على ضرورة إتقان الشباب البحريني لتقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتعليمهم كيفية إنتاج واستخدام هذه التقنية في مجالات التعليم وألعاب الفيديو والإعلام والصناعة والعقار وغيرها، وبما يسهم في رفع حصة البحرين في صناعة الواقع الافتراضي التي يبلغ حجمها مليارات الدولارات حول العالم.وقال إنه من خلال عمله في التدريب المهني نلاحظ مدى تعطش كثير من مؤسسات الأعمال في البحرين لكفاءات بحرينية تتقن تقنيات برمجة وتصميم الوسائط المتعددة والواقع الافتراضي والمعزز، خاصة مؤسسات مثل مكاتب التصميم الهندسي والشركات الصناعية العاملة في النفط والغاز والعقار وغيرها، إضافة إلى أن هذه التقنية تمكن الشباب من افتتاح مشاريع خاصة بهم وتقديم خدمات نوعية يتطلبها السوق والاقتصاد الحديث.وأضاف "نلاحظ أن هناك طلبا متزايدا في السوق البحريني على تقنيات الواقع الافتراضي، مع ترقب ارتفاع كبير في عدد المنظمات والمؤسسات التي تقبل على الاستفادة من هذه التقنية، لذلك من الأهمية بمكان تجهيز شبابنا البحريني الطموح للاستفادة من هذه الفرصة".ولفت الجشي إلى أنه لو صحّت تطلعات مارك زوكربيرغ فسوف نحيا ونعمل فيما يطلق عليه منصة الـ"ميتافيرس"، والتي ربما ستصبح المنصة التقنية الأهم منذ ظهور شبكة الإنترنت والويب، وربما سيكون البشر قادرين على التسوق ومقابلة الأصدقاء والعمل عن بُعد، ومشاركة مساحات رقمية وموسيقى وأعمال فنية في بيئات افتراضية، بطريقة تسمح بدمج العناصر الرقمية في العالم المادي.وقال إن هذا التوجه يؤكد ضرورة تطوير نظرتنا لسوق العمل لتشمل العالم بأسره، خاصة مع تطور شبكة الإنترنت وتبادل المعلومات والتوسع في منهج العمل عن بعد، حيث لم تعد المنافسة في سوق العمل محصورة داخل حدود دولة بعينها، بل أصبح أي شخص في أي مكان يستطيع إنجاز الكثير من الأعمال لمشروعات وشركات حول العالم، ويجب أن نحجز مكانا مميزا لشبابنا البحريني في هذا السوق العالمي.