ترأس الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة الاجتماع الخامس والعشرون للجنة الوطنية لمتابعة وتنفيذ الخطتين الوطنيتين للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والذي تم عقده عن بعد باستخدام نظام التواصل المرئي، وبمشاركة أعضاء اللجنة المكونة من كبار المسؤولين من عدد من الوزارات والجهات الحكومية، وبحضور الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في البحرين.

وفي بداية الاجتماع انتهز الدكتور ميرزا الفرصة لرفع الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة لما قامت مملكة البحرين بتبنيه كهدف وطني للوصول الى الحيادية الصفرية للكربون بحلول 2060، لما لذلك من انعكاسات إيجابية عدة على النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية ويسهم في تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة، مؤكداً ما لهذا الإعلان من أهمية على صعيد تحقيق مملكة البحرين التزاماتها الدولية والانضمام الى الركب العالمي في جهود الاستدامة والتصدي للتغير المناخي، خاصة وأن الإعلان عن هدف المملكة للحيادية الصفرية يأتي تزامناً مع انطلاقة أعمال المؤتمر الدولي للتصدي لتغير المناخ COP26 الذي يقام هذا العام في جلاسكو ويحضره أكثر من 200 من قادة دول العالم وممثلين عنهم، وأردف بأن الخطتين الوطنيتين للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ومبادراتهما تسهمان في تحقيق ما يقارب 24% تقليل للانبعاثات الكربونية، وهو ما يعكس دور الهيئة في الوصول الى الحيادية الصفرية، وأضاف بأنه بالإمكان تقليل كمية إضافية من الإنبعاثات بواسطة زراعة الأشجار واستخدام المركبات الكهربائية وتبني الإقتصاد الدائري للكربون (Carbon Capture) وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، مؤكداً التزام هيئة الطاقة المستدامة في دعم كافة الجهود المبذولة تجاه تحقيق أهداف والتزامات المملكة الوطنية والإقليمية والعالمية في إطار تحقيق الاستدامة والتصدي للتغير المناخي، مضيفاً بأن اعتماد هدف الحيادية الصفرية يضم مملكة البحرين الى 140 دولة حول العالم بذات التوجه، وكثالث دولة عضوة في مجلس التعاون الخليجي تعلن عن هدف الحيادية الصفرية.

واستعرض ميرزا خلال الاجتماع مع الاعضاء آخر المستجدات منذ انعقاد آخر اجتماع للجنة في اغسطس الماضي، كان من أبرزها الإنجازات الهامة لعدد من مشاريع الطاقة المتجددة التي تنسق تنفيذها هيئة الطاقة المستدامة مع الجهات الحكومية الأخرى والمستثمرين ضمن مبادرة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الموزعة على المباني والمنشآت والمساحات الغير مستغلة، من أهمها مبادرات دمج أنظمة الطاقة الشمسية في مشاريع الطرقات والجسور والبنية التحتية، والبدء في المراحل الأولية لدراسات جدوى ودراسات هيدروديناميكية لأنظمة الطاقة الشمسية العائمة، بالإضافة الى تدشين المشروع التجريبي في نادي راشد للفروسية وسباق الخيل.

وكشف ميرزا كذلك عن الانتهاء من المراجعة القانونية لسياسات التبريد المركزي ليتم عرضها على مجلس الوزراء الموقر، وعن مستجدات جهود الهيئة لتقديم الدعم الفني للجهات الحكومية من وزارت وجهات حكومية تتجه للاستفادة من الطاقة الشمسية على مبانيها بهدف تقليل كلفة الكهرباء عليها، وأوضح بأن ما رصدته الهيئة من تنامي في الاستثمارات والاهتمام في تشجيع مشاريع الطاقة الشمسية وجدواها المثبتة، إنما يؤكد الإمكانات الواعدة لهذا القطاع الحيوي وأهمية إسهاماته كركيزة أساسية من ركائز تنويع الاقتصاد الوطني واستدامته.

ومن ثم انتقل الدكتور ميرزا مع اعضاء اللجنة الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الى مناقشة المواضيع المدرجة على جدول الاعمال التي تضمنت عرضاً من هيئة الطاقة المستدامة حول مستجدات الاستراتيجية الوطنية للمركبات الكهربائية وعرضاً من وزارة الصناعة والتجارة والسياحة حول التطورات في حركة استيراد المركبات الكهربائية، وعرضاً آخر من وزارة الصناعة والتجارة والسياحة حول مستجدات تطبيق المواصفات والاشتراطات للمركبات الكهربائية، بالإضافة مستجدات تقييم تطبيقات سياسات دليل المباني الخضراء ومستجدات إعداد سياسات تصنيف المباني الخضراء المكملة لسياسات دليل المباني الخضراء والبرامج التوعوية والتدريبية المكملة لها التي سيتم طرحها لكافة الأفراد ذوي الاختصاص والجهات ذات العلاقة، وكذلك مستجدات مشروع المحطة المركزية للطاقة الشمسية بجهد 100 ميغاوات.

وفي سياق جهود الاستفادة من المساحات غير المستغلة لمشاريع الطاقة الشمسية فقد اطلعت اللجنة على الإنجازات التي تم تحقيقها لعدد من المقترحات والتوصيات وتم الاتفاق على بحث جدوى المضي في استخدام عدد إضافي من المساحات بالتعاون مع الجهات الحكومية التي تندرج ضمن صلاحياتها هذه المساحات وبما يتسق مع الخطط والإستراتيجيات الوطنية الموضوعة.

وناقشت اللجنة كذلك مستجدات جائزة الطاقة المتجددة.

وفي ختام الاجتماع أشاد الدكتور ميرزا بجهود كافة الأعضاء وحرصهم على تفعيل دورهم في اللجنة بما يتماشى مع أهدافها وأعرب كذلك عن تفاؤله بأنه من خلال هذه المنصة الوطنية الفريدة وبدعم القيادة الحكيمة ستتمكن مملكة البحرين من تحقيق الأهداف الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة التي تتماشى مع الرؤية الاقتصادية والتزامات المملكة الدولية والإقليمية، وتم الاتفاق على عقد الاجتماع القادم بعد شهرين من تاريخه.