لم تكن مشاكل السمع والنطق لدى الطالبة بتول السيد رضا من الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الدراز الإعدادية للبنات عائقاً أمام طموحها كطالبة مبادرة معطاءة وقيادية، تبذل كُل الجهد لتنمي قدراتها وتوسّع مداركها، فما بين مشاركات في مسابقات وورشات عمل، وصولاً لقيادة الطابور والإبداع في مجال الكتابة، لذلك تعجز الكلمات عن وصف تميزها، الذي تقف خلفه ولية أمر تدعمها ومعلمات يرين فيها نموذجاً لنجاح التحدي.

بدأت الظروف الصحية مع بتول منذ الصغر، حيث لاحظت ولية أمرها اختلافها عن أقرانها، مما انعكس على إقبالها على التعلم وخجلها الدائم من زميلاتها وطريقة تقبلهن لها، وعندما لاحظت ولية الأمر تفاقم المشكلة، قررت نقلها لمدرسة ابتدائية أخرى، كي تبدأ بداية جديدة، مع توقعات وأحلامٍ كبيرة، حينها بدأت بتول في التفاعل عندما لاحظت تشجيع معلماتها ومساندة زميلاتها، ولكن كانت النقلة الكبرى لها في المرحلة الإعدادية التي قد يعتبرها الآخرون مرحلة صعبة، نظراً للتغيرات التي يمر فيها الطالب من مرحلة الطفولة للمراهقة.

وعلى عكس توقعات الجميع، فإن بتول عندما التحقت بالمدرسة الإعدادية انتقلت لمرحلة التميز والعطاء، حيث أخذت سلسلة من الحصص مع اختصاصية النطق والسمع في المدرسة بتول السيد، التي شاءت المصادفة أن تحمل نفس أمها وتكون إحدى ركائز تفوقها، فقد حضرت حصصها مع معلمة صعوبات التعلم زهراء العلوي، إضافةً إلى تشجيع ودعم ولية أمرها لحضورها دورات خارج المدرسة في فنون الإلقاء والخطابة والكتابة، مما أسهم بشكل كبير في رفع مستواها.

حلم بتول أن تكون كاتبة، وقد بدأت تخطي الخطوات الأولى نحوه، مع توجيه معلماتها، إذ أصبحت تكتب قصصًا قصيرة، ومنها قصة بعنوان (شكراً يا الله) وهي تحكي قصة صبي صغير يعاني من مشاكل في النطق ويواجه تحديات كبيرة. كما بادرت بقيادة الطابور الصباحي في حصص البث الافتراضي المباشر، بتوجيه من منسقة قائدات الطابور زهرة جمعة، وأصبحت كذلك عضوة في فريق "إعلاميات الدراز"، كما قدمت ورشاً مختلفة لزميلاتها الطالبات بدعم من معلماتها، مثل ورشة "فن الحوار" وغيرها.

وشاركت الطالبة البحرينية المتألقة في برنامج وزارة التربية والتعليم الصيفي في نشاط "موهبتي المسرحية"، إلى جانب خوضها ورش نادي شريفة العوضي، ومنها: التعليق الصوتي، والصحافة، والفيديو الرقمي، مع مشاركتها في ورش افتراضية بالمملكة العربية السعودية ومنها: هيا نقرأ، وفن الحوار، والطريق للإبداع، والبرمجة والابتكار، إضافةً إلى المشاركة في ورش نادي البطائح الثقافي الرياضي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها: مهارات تحديد الأهداف، واقرأ أكثر، ووراء كل فكرة خطة للأمام، وبالقراءة نرتقي، وفن إلقاء القصة، والمكتبة الرقمية.

وحصدت بتول العديد من شهادات الشكر والإشادة من المعلمات من مختلف الأقسام، نظير تطور مستواها والتغيير الكبير في شخصيتها وفي عطائها داخل المدرسة وخارجها.