افتتح وكيل وزارة الصحة الدكتور وليد خليفة المانع، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 2 نوفمبر 2021م المنتدى العلمي للطب النفسي؛ والذي يُقام بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعًا"، بحضور الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية الدكتور جليلة السيد جواد، وممثل مكتب منظمة الصحة العالمية الدكتورة تسنيم عطاطرة، والقائم بتصريف أعمال المستشفيات الحكومية غير الخاضعة للضمان الصحي الدكتورة إيمان حاجي، ورئيس مستشفى الطب النفسي الدكتور حسين الشاخوري، وعدد من المسؤولين والموظفين والمعنيين بالطب النفسي، وذلك في مركز البحرين للمؤتمرات بفندق كراون بلازا.وقد افتتح وكيل وزارة الصحة المنتدى العلمي بكلمة أشاد خلالها بجهود مستشفى الطب النفسي في تنظيم هذا المنتدى العلمي الهادف الذي يُقام ليختم سلسلة من الفعاليات والبرامج التي أقيمت على مدار الشهر الماضي منذ العاشر من أكتوبر 2021، مقدرًا الجهود المستمرة والحثيثة التي تعمل وتسعى دوماً نحو تطوير الخدمات الصحية النفسية؛ والتي باتت أولوية صحية توليها وزارة الصحة كل الاهتمام والدعم والمساندة. كما نقل للحضور تحيات سعادة وزيرة الصحة فائقة الصالح، وتمنياتها للمنتدى العلمي النجاح وتحقيق أهدافه المنشودة.وأشار الدكتور المانع إلى أن عقد هذا المنتدى يُعد ثمرة جهود فريق البحرين ضد انتشار فيروس كورونا، لافتًا إلى أن جائحة "كوفيد-19" هي نموذج وقصة نجاح سطّرها فريق البحرين في التصدي لأحد أهم وأكبر الأزمات الطارئة على مستوى العالم؛ والتي بلا شك تنتج عنها مضاعفات على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، والصحي، والنفسي، موضحًا أن تكاتف الفريق الطبي بمختلف تخصصاته مع جميع القطاعات الأخرى حقق الريادة لمملكة البحرين في احتضان الأزمة متجلياً في استمرار تقديم جميع الخدمات ومنها الخدمات الصحية والنفسية دون انقطاع خلال الجائحة، إضافة إلى توفير فرق الدعم والمساندة النفسية لجميع الشرائح سواء المرضى أو ذويهم أو العامليين في الخطوط الأمامية.وأوضح المانع أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية يُعتبر فرصة لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية وضرورة نشر الوعي والتوعية بقضايا الصحة النفسية وأهمية تظافر الجهود بين جميع القطاعات ذات العلاقة من أجل رفع مستوى الخدمات النفسية الصحية باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز تحقيق مفهوم الصحة الشامل، مشيرًا إلى اهتمام القيادة الرشيدة بقيادة صاحب الجلالة الملك المفدى، وحرصها على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمجتمع ومن بينها الخدمات الصحية النفسية، وتجلى ذلك في تخصيص قطاع خاص يُعنى بالطب النفسي والرعاية الخاصة، إضافة إلى أن وزارة الصحة قد أولت قطاع الصحة النفسية اهتمامًا بارزاً من خلال دعم البرامج والمبادرات وترسيخها من ضمن أولويات الخطط الاستراتيجية مع الاهتمام بالجوانب التدريبية للكوادر الصحية لتوفير جميع التخصصات وضمان الحصول على خدمات نفسية ذات جودة عالية.وأكد الدكتور المانع التزام وزارة الصحة بدعم خدمات الصحية النفسية حتى تصل إلى مستوى التنافسية مع الدول المتقدمة وجعل مملكة البحرين حاضنة لقصص النجاح والريادة في شتى المجالات. وتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى اللجنة المنظمة وجميع المشاركين في البرامج والفعاليات والمنتدى العلمي، كما تقدم بالشكر إلى شركة جنسون اند جنسون وشركة لندبك على دعمهم لإقامة برامج وفعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية.من جانبها، قالت ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية الدكتورة تسنيم عطاطرة إن مملكة البحرين بالفعل جعلت شعار الرعاية الصحية النفسية للجميع واقعاً، لافتةً إلى أن هذا الاحتفاء يُعتبر تجسيدًا وتتويجًا لعدد من الأنشطة والفعاليات الهادفة التي تم تنفيذها بمملكة البحرين. وأوضحت أنه على الرغم من تأثير جائحة كورونا "كوفيد -19" على جميع دول العالم وتأثر الخدمات الصحية ومن بينها النفسية، إلا أن مملكة البحرين حرصت على تقديم الخدمات الصحية للمرضى على أحسن وجه.وأفادت الدكتورة عطاطرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تسعى لتحقيق الارتقاء المنشود في الصحة النفسية وتعزيزها وتجاوز الاضطرابات النفسية، مشيدةً بالرعاية الصحية النفسية بمملكة البحرين التي تسعى دومًا إلى تعزيز الخدمات الصحية والارتقاء بها نحو الأفضل.من جانبها، أفادت القائم بتصريف أعمال المستشفيات الحكومية غير الخاضعة للضمان الصحي الدكتورة إيمان حاجي بأن شعار اليوم العالمي للصحة النفسية جاء هذا العام في ظروف جائحة كوفيد 19 تحت عنوان (الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً) ليؤكد على أهمية توفير الرعاية الصحية النفسية لجميع أفراد المجتمع وجميع الفئات العمرية سواءً الأطفال والنساء والرجال وكبار السن إضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للعاملين في الصفوف الأمامية، لافتةً إلى الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تنتج عن الجائحة لأسباب متعلقة بالمرض وانتشاره ومضاعفاته أو لأسباب أخرى متعلقة بتغيير أنماط الحياة والتباعد الاجتماعي إلى جانب التحديات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.وأوضحت الدكتورة حاجي أن أفضل الدروس المستفادة من الجائحة تتمثل في أهمية تعزيز الصحة النفسية الوقائية وضرورة الاستثمار فيما يمتلكه الفرد من مهارات حياتية واجتماعية ومرونة نفسية تعينه على مجابهة كافة الظروف والضغوط الحياتية، وتمكنه من العيش والتعايش مع مختلف الظروف بإيجابية وإنتاجية دونما التعرض إلى مضاعفات نفسية واجتماعية شديدة، مشيرةً إلى أن تحقيق ذلك هي مسؤولية مشتركة تحتاج لتظافر جهود جميع القطاعات ذات العلاقة والمختصين في القطاع النفسي والاجتماعي للسعي نحو ترسيخ وتنمية المهارات والممارسات النفسية الوقائية بدءً بالأسرة فالمجتمع.وأكدت حاجي أن وزارة الصحة بمملكة البحرين جعلت من شعار هذا العام واقعاً حيث أولت اهتماماً كبيراً بالرعاية الصحية النفسية لكافة فئات المجتمع من خلال الشراكة والتعاون مع مختلف القطاعات والمؤسسات الصحية الحكومية وغير الحكومية، موضحةً أن دمج خدمات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتوفير عيادات نفسية سهلة الوصول هو أحد أبرز الإنجازات الرائدة على مستوى المنطقة؛ والذي ساهم في تقليل الوصمة والكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية، كما تطرق إلى مشروع توسعة وتعزيز الخدمات النفسية بالمجتمع وحصول المرضى على الخدمات العلاجية النفسية في منازلهم أيضًا؛ والذي يُعد إنجازًا آخر لمملكة البحرين حاز على دعم مجلس الوزراء وفاز بالمرتبة الأولى في مسابقة الابتكار الحكومي (فكرة)، إضافة إلى أن افتتاح صالة متعددة الأغراض بمستشفى الطب النفسي لتعزيز وتوفير العلاجات التأهيلية والوظيفية والرياضية والترفيهية هي خطوة متميزة نحو رفع جودة ونوعية الخدمات النفسية وعلامة فارقة في منظومة الخدمات المقدمة للمرضى، فضلاً عن تنفيذ برامج الصحة النفسية المدرسية وتنفيذ الحزمة التدريبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة التربية والتعليم باعتباره أحد البرامج التدريبية الوقائية؛ والذي يمكّن المعنيين على كيفية التعامل مع كافة المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية ويعزز آليات الكشف المبكر.وأشارت الدكتورة حاجي إلى أنه تم اعتماد وحدة الأطفال والناشئة بمستشفى الطب النفسي ووحدة الصحة المدرسية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة كمركز تدريبي للزمالة العربية؛ والذي سيبدأ برنامجه هذا العام، ويُعد ذلك خطوة متقدمة نحو السعي لجعل المستشفى مركز تدريبي معتمد لجميع التخصصات على مستوى المنطقة، وعبّرت عن أملها بتدشين عيادات خاصة لتقييم ومعالجة اضطرابات النوم، إضافة إلى افتتاح وحدة الأطفال والناشئة الداخلية والسعي لإنشاء مركز متخصص للصحة النفسية للأطفال والمراهقين في المستقبل القريب.من جهته، قال رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية الدكتور فاضل النشيط إن مستشفى الطب النفسي يعتبر ملجأ لأي مواطن أو مقيم بحاجة إلى التقييم أو العلاج النفسي، وكانت طواقمه المتعددة دائمًا وابداً مصدر فخر نحو تعزيز الصحة النفسية، وتقديم الخدمات النفسية المختلفة في تخصصاتها المتعددة خصوصاً في الفترات الحرجة كالفترة التي مرت فيها جميع بلدان العالم في فترة جائحة كوفيد 19. كما أشار إلى حرص وزارة الصحة الحثيثة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية الاهتمام بكل المرضى وخصوصاً مرضى الإعاقة العقلية، ومدمني المخدرات، والمراهقين، وغيرهم.هذا، وقد شمل المنتدى العلمي العديد من المحاضرات، حيث بدأ بمحاضرة حول "تأثيرات كوفيد 19 على الصحة النفسية وانعكاسها على الحياة الوظيفية والأعمال" قدمها الدكتورمريوان حسني رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الخليج العربي، ثم محاضرة حول "الصحة النفسية لكبار السن” قدمها الدكتور عادل العوفي استشاري الطب النفسي، ومحاضرة حول "الأثر النفسي لجائحة كوفيد 19 على سكان مملكة البحرين" قدمها الدكتور علي سلمان استشاري الطب النفسي، ومحاضرة حول التحول الرقمي والافتراضي لخدمات الإرشاد الأسري خلال جائحة كورونا - تجربة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية" قدمتها الأستاذة ليلى حسن خميس اختصاصي إرشاد أسري بالمؤسسة الملكية للإعمال الإنسانية، ومحاضرة نصائح ذهبية لصحة نفسية في ظل جائحة كورونا للأستاذة فضيلة ميرزا أخصائي علاج نفسي، ومحاضرة "كن مطمئناً" حول مشروع توسعة خدمات الصحة النفسية بالمجتمع الفائز بالمركز الأول بجائزة الابتكار الحكومي "فكرة" قدمتها السيدة بثينة العصفور مشرف تمريض بمستشفى الطب النفسي، ومحاضرة "تطور العلاجات النفسية وأهميتها" للسيد محمد حجي أخصائي نفسي اكلينيكي بمستشفى سيرين للطب النفسي، ومحاضرة حول دليل الصفاء الذهني في بيئة العمل للأستاذة فاطمة المنصوري بروفيسور في قسم الوعي البشري وعلوم اليوغا، واختتم المنتدى العلمي بحلقة نقاشية بإدارة الدكتور فاضل النشيط.كما تم تكريم روّاد مستشفى الطب النفسي، والمتميزون بالمستشفى، والمحاضرون، واللجنة المنظمة، والشركات الداعمة لفعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية، بعدها اطلع سعادة وكيل وزارة الصحة والحضور على المعرض المصاحب للمنتدى؛ والذي تضمن أعمال فنية للمرضى.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90