دشنت كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي برنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات، في لقاء عقد مع طلبة الدفعة الأولى في البرنامج من أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحت رعاية رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي.

واستقطب البرنامج هذا الجديد اهتمام العديد من القطاعات من دول مجلس التعاون: منها القطاعات البلدية والصناعية والصحية، وهو نظام مسائي يطرح بطريقة مزدوجة افتراضيا وحضوريا، ويحظى بدعم مباشر من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة مكتب غرب اسيا، واعتمادية معهد تشارترد البريطاني لإدارة المخلفات.

وأورد رئيس الجامعة خلال الكلمة الافتتاحية التحديات التي تمر بها دول العالم مفصلاً في الاستشهاد بالتحديات البيئية الملحة، والتي تتطلب بدورها تضافر الجهود في سبيل دفع الضرر وتعزيز المنافع من خلال تحويل التحديات الى فرص، وقال: "برزت مشكلة تغير المناخ كقضية عالمية، الأمر الذي يتطلب تحركًا دوليًا لتوحيد الجهود الهادفة إلى تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري التي تؤدي الى تغير المناخ"، معتبراً توقيت تدشين هذا البرنامج المهم في وقت يتزامن مع افتتاح القمة العالمية لتغير المناخ COP26 في المملكة المتحدة، والتي يجتمع فيها زعماء العالم لتحديد خطط العمل الطارئة للحد من اثار تغير المناخ، بالأمر الموفق لكونه يتزامن ايضاً مع إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الأخيرة من الرياض وكذلك اكسبو دبي 2020.

وأشار الدكتور العوهلي في كلمته الى ان جامعة الخليج العربي عمدت بصفتها جامعة إقليمية خليجية عريقة الى تلبية متطلبات المرحلة الراهنة والاعداد الجيد لمواجهة التحديات المستقبلية من خلال طرح العديد من البرامج الاكاديمية والمهنية، والتي تهدف بدورها الى التطوير وبناء قدرات أبناءها في دول مجلس التعاون، مؤكداً أهمية الابتكار وتعزيز التكنولوجيا الخضراء والاقتصاد الدائري في حماية البيئة واستدامة المجتمع، وتغيير أنماط الاستهلاك الغير مستدامة والتي تؤدي لتفاقم مشكلة المخلفات.

ومن جانبها، أوضحت رئيسة قسم الموارد الطبيعية والبيئة، أستاذ الهندسة البيئية المساعد بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتورة سمية يوسف أهمية هذا الدبلوم في الاثراء المعرفي من خلال المعرفة بالنهج المستدام لإدارة المخلفات الصلبة، وتطبيقه في كافة المجالات الصناعية، الطبية، والبلدية وغيرها من المجالات، موكدةً أن هذه الممارسات تعتبر أساسا للتحول للاقتصاد الدائري، وصولا الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية SDGs2030 .

وقالت خلال لقاء طلبة الدفعة الأولى: "جامعة الخليج العربي كونها جامعة إقليمية تحتضن تخصصات نادرة ومبتكرة، تسعى دائمًا إلى طرح قضايا مهمة على الساحة في محاولة لإيجاد حلول مبتكرة من خلال تبني مبادرات تهدف إلى التعاون وتوحيد الجهود بين جميع الأطراف ذات الصلة، وبناء جسور التعاون الذي يؤدي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030"، مقدرةً دعم إدارة الجامعة المستمر لما فيه تطور وارتقاء مجتمعات دول مجلس التعاون لطالما قدمت الجامعة نموذج إقليمي مثالي لبناء القدرات والبحث العلمي والتطوير في دول المنطقة.

وأضافت: " أدت التنمية العمرانية وأنماط الاستهلاك غير المستدامة إلى تفاقم مشكلة تعتبر من أهم المشكلات البيئية المعاصرة التي تعاني منها معظم المجتمعات، والتي تهدد استدامتها، وهي مشكلة تفاقم إنتاج المخلفات وسوء إدارتها، مما يؤدي إلى إهدار الموارد. مع ضياع العديد من الفرص المحتملة المتمثلة في اعتبارها موردًا متجددًا يشكل أساسًا للعديد من الصناعات ونماذج الاعمال، من خلال اعتماد نموذج الاقتصاد الدائري الذي يقوم على إعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها، ودوره في الحفاظ على الموارد وتحقيق الاستدامة في دول مجلس التعاون" .