أكد رجل الأعمال يعقوب العوضي أهمية وجود منصة وطنية توفر للطلبة البحرينيين معلومات دقيقة حول التوجهات الحالية والمستقبلية لسوق العمل، بما يساعدهم على اختيار التخصص الدراسي الذي يضمن تفعيل طاقاتهم وتحقيق توقعاتهم من جهة، ويساعدهم في الحصول على وظائف سريعا وفي إطار تخصصاتهم .
وقال العوضي إن الفجوة لا زالت قائمة وكبيرة بين مخرجات العملية التعليمية من جهة واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، وأضاف "عندما نبحث عن موظفين بحرينيين في مجالات نوعية برواتب مجزية مثل الأمن السيبراني أو تحليل البيانات الكبيرة قلما نجدهم، بالمقابل هناك الكثير من العاطلين عن عمل من كليات لا زالت تلقي بالمئات من الخريجين سنويا إلى سوق البطالة ".
وأشار إلى أن وجود مثل هذه المنصة الوطنية يساعد الأهل أيضا على رسم المسار التعليمي لأبنائهم في سن مبكرة، وقال "كثير من الأهل ينفقون وقتهم ومالهم على تعليم أبنائهم، وبعضهم يتجه نحو المدارس الخاصة ذات الأقساط السنوية المرتفعة جدا، لكنهم يفاجئون بعد سنوات وسنوات أن ابنهم أو ابنتهم غير قادرين على الحصول على فرصة عمل تحقق طموحاتهم، وربما يرضون بشغل أي وظيفة متاحة براتب شهري متدني جدا ".
وقال إن لدى مملكة البحرين خططا في التحول الرقمي وبناء اقتصاد المعرفة ودعم الصناعة المصرفية وتنشيط القطاع التقني واللوجستي والصناعي والسياحي، وأضاف أن برامج تطوير الكوادر الوطنية يجب أن تعمل في هذا الاتجاه وتضمن خريجين مؤهلين لتنفيذ هذه الخطط الوطنية الطموحة .
ولفت إلى أهمية تكامل عمل مختلف الجهات المعنية بهذا الملف، بما فيها وزارتي التربية والعمل وصندوق العمل "تمكين" وهيئة ضمان الجودة وهيئة تنظيم سوق العمل ومعاهد التدريب والتطوير، وذلك ليكون عمل هذه المنصة الوطنية منتجا ويحقق الاهداف المنشودة منها .
واعتبر العوضي في هذا السياق أن وجود مرشدين أكاديميين مؤهلين يسهم في رفع كفاءة المخرجات التعليمية، بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل وخطط التنمية، مؤكدا أهمية برامج الإرشاد الأكاديمي من خلال عملية تربوية متخصصة، يقدمها المرشد الأكاديمي في المدرسة، لمساعدة الطالب على اكتشاف قدراته وإمكاناته الدراسية واستعداداته وميوله المهنية، والتخطيط لمساره التعليمي ومستقبله الوظيفي، بما يحقق توافقه الدراسي والشخصي والاجتماعي، فضلاً عن التغلب على أية صعوبات قد تعترض مساره الدراسي أو تحول دون تحقيق أقصى إمكانات التعلم لديه.