أكد سعادة السفير مصطفى بنخيي سفير المملكة المغربية لدى مملكة البحرين ما تكنه المملكة المغربية من تقدير وعرفان لمملكة البحرين على موقفها الثابت الداعم لقضية الصحراء المغربية من خلال خطوات عملية وتضامنية متواصلة، وأبدى اعتزاز بلاده بهذا الموقف المسؤول والنبيل النابع من قناعة البحرين بصواب موقف المغرب وإيمانها بعدالة قضيته، في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين حفظه الله ورعاه الذي يقود بكل حكمة وتبصر سياسة خارجية ذات شخصية قوية تتبنى التفاعل والفعل والوضوح مفاهيما، والتضامن والوفاء والإخلاص مبادئ، والتسامح والتعايش قيما، والسلام والأمن والتنمية والازدهار أهدافا.وعبر السفير المغربي عن اعتزاز المملكة المغربية بخطوات الدعم العملية التي اتخذتها مؤخرا مملكة البحرين، والتي تجلت أولا في دعم الإجراءات التي اتخذها المغرب لتأمين منطقة الكركرات من خلال بيان أصدرته وزارة الخارجية بمملكة البحرين بتاريخ 13 نوفمبر 2020، وثانيا في الخطوة الميمونة والمباركة التي أمر بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله بافتتاح قنصلية عامة بمدينة العيون في 14 ديسمبر 2020، وثالثا في تأكيد هذا الدعم بالأمم المتحدة خلال كلمتها أثناء المناقشة العامة للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر 2021 وكلمتها في اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 26 أكتوبر 2021.واكد السفير بنخيي في مقابلة مع وكالة أنباء البحرين بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء التي تحل يوم السبت الموافق 6 نوفمبر 2021، أن المسيرة الخضراء تمثل حدثا تاريخيا وانجازا مغربيا ومسارا وطنيا. "فهي حدث تاريخي شكل محطة فاصلة في مسار استكمال وحدة المغرب الترابية إذ بها حسم المغرب وضع الصحراء المغربية باسترجاعها من الاحتلال الإسباني، وهي إنجاز مغربي وصف بمعجزة القرن وتجلى في تنظيم مسيرة شعبية سلمية أبدعها المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وتم التحضير لها بهدوء وانضباط وشارك فيها 350 ألف متطوعا منهم 35 ألف إمرأة من جميع المدن والقرى المغربية سارت قوافلهم دفعة واحدة بنظام وانتظام باتجاه الصحراء المغربية"، وهي مسار وطني متواصل يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية حفظه الله الذي يريدها مسيرة تنموية جامعة وشاملة لا تنتهي، ترتقي بالصحراء المغربية إلى قطب تنموي متكامل ومكتمل، وترسخها جسرا حيويا صامدا وأبديا يربط بين باقي الجهات المغربية وإفريقيا".وأشار السفير المغربي إلى أن الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء تحل في سياق تعيش فيه الصحراء المغربية على وقع مكتسبات على كافة المستويات فعلى المستوى الأممي، جاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 بتاريخ 29 أكتوبر 2021 منسجما مع الموقف المغربي حينما أكد على أن الحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يجب أن يكون سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما ومبنيا على التوافق، وضمن المسار الأممي الحصري المتمثل في الموائد المستديرة، وبمشاركة كل الأطراف المعنية وهي "المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو". وذكر السفير بنخيي بأن مسار الموائد المستديرة كان قد أطلقه الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة السيد هورست كوهلر، وشهد تنظيم مائدتين مستديرتين في جنيف تحت إشرافه، الأولى يومي 5 و6 ديسمبر 2018، والثانية يومي 21 و22 مارس 2019، قبل أن يتوقف إثر استقالة السيد كوهلر لأسباب صحية كما أعلنت عن ذلك الأمم المتحدة في 23 ماي 2019.وأضاف السفير المغربي أن تعيين السيد ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء خلفا للسيد هوست كوهلر من شأنه إحياء فرص استئناف المسار الأممي المتمثل في الموائد المستديرة، منوها إلى أن المملكة المغربية كانت سباقة إلى الموافقة على ترشيحه من منطلق التزامها بدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي في التوصل إلى حل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وبحصرية المسار الأممي للتوصل إلى هذا الحل.مشيرا أنه من بين المكتسبات، هناك تواصل مشاركة نائب رئيس جهة "العيون الساقية الحمراء" السيد محمد أبا، ونائبة رئيس جهة "الداخلة وادي الذهب" السيدة غلا باهية، للمرة الثالثة على التوالي منذ سنة 2018 في الدورات السنوية والندوات الإقليمية لمجموعة الرابعة والعشرين التابعة للأمم المتحدة، بما فيه الدورة السنوية الأخيرة بنيويورك في الاجتماع الذي انعقد بتاريخ 14 يونيو 2021، والندوة الإقليمية التي انعقدت في الدومينيكان في الفترة من 25 إلى 27 غشت 2021، وذلك في تأكيد من المجتمع الدولي على مصداقية الانتخابات في الصحراء المغربية، وشرعية تمثيل المنتخبين لساكنتها في الاستحقاقات الأممية.أما على مستوى المكاسب الدبلوماسية، فقد أشار السفير بنخيي إلى أنه منذ الذكرى 45 للمسيرة الخضراء السنة الماضية وإلى غاية الذكرى 46 التي تحل يوم السبت 6 نوفمبر 2021، تم افتتاح 7 تمثيليات دبلوماسية جديدة أولها القنصلية العامة لمملكة البحرين في مدينة العيون بتاريخ 14 ديسمبر 2020، وآخرها القنصلية العامة لجمهورية السيراليون بمدينة الداخلة في 31 أغسطس 2021، ليصبح مجموع التمثيليات الدبلوماسية في الصحراء المغربية 24، منها 19 تمثيلية إفريقية أي ما يمثل أكثر من ثلث البلدان الإفريقية، إضافة إلى تواصل فتح تمثيليات دبلوماسية بمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية. كما قررت كولومبيا في 28 أكتوبر 2021، أي عشية القرار الأممي رقم 2602، تمديد الإشراف القنصلي لسفارتها بالرباط على كامل التراب الوطني المغربي بما في ذلك الصحراء في خطوة داعمة للموقف المغربي.وذكر بأن هذه الفترة كانت قد شهدت تحولا فارقا وبارزا في قضية الصحراء حينما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية، في 10 من ديسمبر 2020، على الاعتراف بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية بموجب مرسوم رئاسي بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة وبأثره الفوري، وقرار واشنطن قد جسد هذه الخطوة السيادية الهامة بفتح قنصلية بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية تقوم بالأساس بمهام اقتصادية من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لا سيما لفائدة سكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.وأشار أيضا إلى أن هناك أيضا "توالي مسلسل سحب الاعتراف بجمهورية الوهم، إذ كان آخر حلقاته خطوة غيانا التعاونية في 14 نوفمبر 2020، علما أن حوالي 162 دولة لا تعترف بهذا الكيان ، وبما يعني أن عدد الدول التي تعترف به قد هوى من 84 دولة إلى نحو 30 دولة فقط بعدما سحبت 54 دولة اعترافها به وفق مسلسل ارتفعت وتيرته على وجه التحديد خلال مرحلة ما بعد سنة 2000 التي شملت 40 دولة". كما نوه إلى تزايد اعترافات الدول بسيادة المغرب على صحرائه، وتنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار السيادة المغربية كحل جدي وواقعي وذو مصداقية.وشدد السفير المغربي على أن هذه المكتسبات على المستوى الدبلوماسي جاءت بدعم الأشقاء الأوفياء وعلى رأسهم مملكة البحرين الشقيقة، وتتويجا لسياسة خارجية هادفة أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وانخراط جلالته الشخصي في متابعة تنفيذ مقتضياتها، وتوجيهاته السامية بضرورة الوفاء بتعهدات المغرب مع شركائه.وقال السفير بنخيي، إنه على المستوى الأمني استطاع المغرب تأمين معبر الكركرات عبر الانتهاء في 17 من نوفمبر 2020 من إقامة حزام أمني يضمن حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع على الحدود بين المغرب وموريتانيا، وذلك في سياق عملية عسكرية غير هجومية أطلقتها القوات المسلحة الملكية في 13 نوفمبر 2020 لإنهاء تواجد مجموعة من ميليشيات "البوليساريو" كانت تسللت إلى هذه المنطقة في 21 أكتوبر 2020 وعملت طيلة هذه الفترة على عرقلة حركة التنقل المدني والتجاري والتضييق على عمل المراقبين العسكريين لبعثة المينورسو الأممية.أما على المستوى التنموي، فقد أكد السفير المغربي تواصل إنجاز المشاريع التنموية المتنوعة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية عام 2015 وخصصت له ميزانية تناهز 10 مليار دولار، مبرزا أن النموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية الذي أطلقه جلالته في 25 ماي 2021 سيضيف للمنطقة آفاقا واسعة وفرصا جديدة ومتنوعة.وفي نفس الإطار، نوه السفير مصطفى بنخيي إلى تنامي انخراط مواطني الصحراء المغربية، بكل حماس وإرادة وحرية، في تدبير الشأن المحلي والمشاركة في تدبير الشأن الوطني من خلال ممثليها بالمؤسسات المنتخبة والقطاعات الحكومية في سياق مسار وطني يسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتمكين السياسي بهذه المنطقة، كما عكسته الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي جرت في 8 سبتمبر 2021 وشهدت مشاركة سجلت أعلى نسبها في الصحراء المغربية، بحيث بلغت نسبتها %66,94 في جهة العيون الساقية الحمراء، و%58,30 في جهة الداخلة وادي الذهب، مقابل نسبة مشاركة على الصعيد الوطني بلغت %50,18.