اكتشف فريق التنقيبات الأثرية بإدارة الآثار والمتاحف في منطقة بالقرب من موقع قلعة البحرين (حوالي 600 متر جنوب الموقع) خلال الأسبوع الفائت قطعتين أثريتين فريدتين من نوعهما، ونوه الفريق بأن هاتان القطعتان المصنوعتان من الطين، عبارة عن قطع أثرية يونانية، يُعثر عليها عادة في المباني العامة أو الخاصة وأحيانا يتم إيداعها في القبور كقرابين. كلاهما متطابقان ويمثلان رأس أنثى مزينة بشعر مجعد ويعلوهما إناء معروف بالاسم اليوناني كالاثوس («سلة»). استُخدم الاناء العلوي لوضع الفحم النباتي واحراق البخور، ولها قاعدة مخروطية الشكل تدعم هذه المباخر.
ويعود تاريخ هاتين القطعتين إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهي مرحلة مبكرة من ثقافة تايلوس، ولم يتم تمثيلها بشكل متكرر في جزيرة البحرين. ولكن تم العثور على بعض القطع الأثرية المماثلة منذ سنوات عديدة في القلعة الهلنستية بجزيرة فيلكا في الكويت. وتنمي هذه القطع إلى تقليد مشهور جدًا في الفترة الهلنستية القديمة، اليونانية والرومانية، وتعرف باسم "رأس امرأة ترتدي كالاثوس". "Calathos”، وتعني "سلة" باللغة اليونانية، هو الاسم الدقيق المستخدم لتسمية الوعاء الموجود في الجزء العلوي من هذه الرؤوس. وينتشر هذا التقليد من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى إيران، ليشمل اليونان وقبرص ومصر البطلمية والعراق والخليج العربي (فيلكا والبحرين). حسب الأماكن، فإن التمثيلات مختلفة، والأسلوب مختلف، لكن التقاليد تبقى كما هي.
والجدير بالذكر، بأن فكرة الأيقونية لـ "المرأة ذات الكالاثوس" تم استخدامها لصنع أنواع مختلفة من المصنوعات اليدوية: تماثيل كاملة، وتماثيل نصفية فقط، والمباخر، ولا سيما عندما ترتكز هذه القطع على قاعدة مخروطية مستقرة (وهذا هو الحال بالنسبة للقطع المكتشفة حديثا). أما بالنسبة للمباخر، فكان يستخدم الكالاثوس نفسه لوضع الفحم والبخور.