قال خبير في الأحجار الكريمة إن تجارة الكهرمان تشهد نموا متزايدا في منطقة الخليج العربي، مضيفا أن الناس في هذه المنطقة من العالم يفضلون هذا الحجر النفيس باللون الأصفر وشكله الأملس المصقول، وأضاف أنه ليس هناك مرجعية ثابتة لتحديد أسعار الكهرمان كما هو الذهب أو الألماس مثلا، وإنما البائع والمشتري هم غالبا من يحددون السعر وفقا لعوامل أساسيا من بينها الحجم والشكل والنقاء.

وقال الخبير السيد ميكال كوسيور خلال خلال ندوة نظمها معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة "دانات" إن الكهرمان يتشكل من مواد عضوية متحجرة لذلك يبعث روائح الشجر الصنوبري عند فركه باليد عندما يتم صناعته على شكل مسباح مثلا، أما عند احتراقه يصدر لهبًا ورائحة زكية ويصبح كهربائيا سلبيًا بالاحتكاك – ربما لذلك يطلق عليه اسم كهرب-، ويوجد بكثير من الألوان رغم أن عامة الناس قد تعتقد أنه يتدرج من الأصغر الفاتح حتى الداكن فقط.

وتحدث السيد كوسيور عن ظروف تشكل الكهرمان في الأرض عبر ملايين السنين، ومناطق توزعه حول العالم، مستعرضا عددا من المناجم المنتشرة في أوروبا الشرقية لاستخراجه، ومشيرا إلى أن ارتفاع أسعاره دفع البعض إلى البحث عنه في مناجم غير شرعية وسط ممارسات ضارة بالبيئة.

ولفت في هذا الإطار إلى تطور استخراج وصقل وتجارة هذا الحجر النفيس، مشيرا إلى أن أكبر قطعة كهرمان عثر عليها حتى الآن تبلغ 75 كيلو جرام، وعرض خلال المحاضرة عددا من الصور لغرف في قصور قياصرة روسيا مصنوعة من العنبر، إضافة إلى قطع أثاث وغيرها، إضافة لصور أخرى لتصميمات عصرية جدا لحجر الكهرمان من حلي وقطع زينة وغيرها.

وأشار إلى أن الكهرمان أو ما يسمى بـ "العنبر البلطيقي" هو هدية بحر الشمال إلى العالم، وقد وصل إلى الدول الإسلامية في القرنين السادس والسابع عشر عبر التجارة مع أوروبا في ذلك الوقت.

وكانت المدير التنفيذي لمعهد دانات السيدة نورة جمشير أوضحت في بداية الندوة أن هذه الفعالية تأتي في إطار الأنشطة الثقافية التفاعلية التي ينفذها المعهد من أجل نشر وتعزيز الوعي لدى أوساط التجار والصناع ومختلف المهتمين باللؤلؤ والأحجار الكريمة، ورحبت بالسيد كوسيور الذي يعتبر أحد أبرز الخبراء العالميين في مجال تشكل واستخراج وصناعة وتجارة الكهرمان حول العالم.

ولفتت السيدة جمشير إن مختبر دانات يمنح شهادة فحص معتمدة لحجر الكهرمان، إضافة لخدماته الأخرى في مجال فحص اللؤلؤ، وتصنيف الألماس، وبصمة الحمض النووي للمرجان وغيرها، وذلك بما يتماشى مع رؤية المعهد لتحويل البحرين إلى مركز للتميز في مجال الجيمولوجيا في المنطقة.

هذا وشهدت الندوة في ختامها عدد من الأسئلة والمداخلات من قبل تجار ومهتمين بحرينيين حضروا فعليا الندوة في مقر "دانات" بمركز البحرين التجارة العالمي بالمنامة، أو عن بعد عبر تطبيق زوم، واستمعوا إلى إجابات الخبير كوسيور عنها.