أكد أستاذ سياسات الابتكار بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي وجود دروس عديدة ومتنوعة يمكن تعلمها من خلال جائحة كورونا التي عصفت بدول العالم على مدى عاميين تقريباً للتصدي لظاهرة التغير المناخي على صعيد جاهزية القطاع العام وسلاسل التزويد والتخفيف والتكيف ونقل التقنية والتحول الى نمط جديد للتنمية يرتكز على الابتكار والاقتصاد الدائري والتشاركي.وخلال مشاركته في «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الثامن» الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات في الفترة من 13 إلى 15 نوفمبر الجاري تحت عنوان «عالم ما بعد الجائحة»، قال الدكتور الجيوسي: "أن عالم ما بعد الجائحة يفرض علينا تطوير نماذج مبتكرة وحصيفة لإدارة الموارد والاستثمار في البحث والتطوير والبنى التحتية للقطاع الصحي والعام، والاستفادة من تحليل البيانات واستشراف المستقبل لتحقيق الاستدامة بكافة أبعادها".وأضاف موضحاً خلال الملتقى الذي حضره نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين من أنحاء مختلفة من العالم لبحث قضايا دولية وسياسية: "أ ن الأمن الإنساني والصحي والبيئي هي منظومة مترابطة وترتكز على الحوكمة والتعاون الدولي والشراكات العلمية والبحث والابتكار الجذري والمستدام في ظل الثورة الصناعية الرابعة".وقال ايضاً: " كانت جائحة كورونا جرس إنذار للنظام الدولي، اعادت ترتيب الأولويات، وادخلت أنساق تفكير جديدة في أدارة الازمات، وقد برهنت دول الخليج العربي توفقها في إدارة الجائحة بشكل ناجح من خلال إجراء الفحوصات وتتبع الحالات وإعطاء التطعيمات في وقت مبكر، واستوعبت الفجوات التي أحدثتها الجائحة، حتى أصبحت أقوى في مواجهة أي أزمات مستقبلية"، موضحا أن جامعة الخليج العربي سطرت قصة نجاح في إدارة الازمة واستمرار العملية التعليمة من خلال توظيف التكنولوجيا و والتقنية الحديثة، والتركيز على تقوية البنية التحتية الرقمية والتعاون مع القطاع العام وتطوير سياسات للقطاع الصحي.هدف الملتقى إلى بلورة فهْم للتحولات العالمية والإقليمية التي تؤثر في الوقت الراهن والمستقبل، وبحث التهديدات غير التقليدية مثل الأمن البيئي والمائي والغذائي وأمن الطاقة التي أصبحت تَفوق في خطرها على العالم والمنطقة التهديدات التقليدية. هذا، وناقش الملتقى على واقع البيئتين الدولية والإقليمية في حقبة ما بعد جائحة «كوفيد-19» فقدم في اليوم الأول تشخيص لحالةَ العالم والنظام الدولي في خمس جلسات ناقشت التهديدات الناشئة للأمن العالمي، والأوبئة وتغير المناخ، وتأثيرات التكنولوجيا والأمن السيبراني في السياسة الدولية، والرقمنة ومستقبل الاقتصاد العالمي. فيما ركزت الجلساتُ الست في اليوم الثاني على مناقشة حالةَ منطقة الشرق الأوسط والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.إلى ذلك، يُعد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي أهمَّ منصة للحوار الاستراتيجي في الإمارات والمنطقة، وقد صُنف ضمن قائمة أفضل عشرة مؤتمرات استراتيجية على مستوى العالم لعامي 2020 و2021 في التقرير العالمي السنوي الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأميركية.