أقامت هيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم الجمعة الموافق 19 نوفمبر 2021م جولة ميدانية لاطلاع الجمهور على مستجدات أعمال التنقيب الأثرية للفريق البريطاني البحريني في سماهيج ومدينة المحرق.وأظهرت نتائج التنقيب التي يقوم بها الفريق البريطاني البحريني في قرية سماهيج ومدينة المحرق مؤخرًا بعض من الاكتشافات الهامة، وذلك بقيادة البروفيسور تيم إنسول والدكتورة راشيل ماكلين من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، والدكتور سلمان المحاري مدير إدارة الآثار والمتاحف مع زملائه من هيئة البحرين للثقافة والآثار.في سماهيج، واصل الفريق أعمال التنقيب التي بدأت في عام 2019م في موقع مسيحي قديم، وهو أول موقع تم العثور عليه في البحرين، ويعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي. كشفت أعمال التنقيب هذا العام تفاصيل أكثر عن المبنى، واستطاع الفريق تحديد بعض تفاصيل ووظائف عناصر المبنى مثل منطقة الطبخ وقاعة الطعام المشتركة وغرفة العمل وغرفتي المعيشة. لوحظ من خلال المكتشفات الأثرية أن غرف المعيشة تم تزيينها في الأصل بالجص المنحوت بدقة، مما يدل على أن المبنى كان منزلًا لشخص يتمتع بالثروة والأهمية - ربما حتى أُسقف مشماهيج (الآن سماهيج). تم أيضا الكشف عن بعض من الأدلة التي زودت الفريق بقائمة الطعام والنظام الغذائي لذلك المجتمع المسيحي؛ حيث عثر من بينها على عظم فك خنزير، ومجموعة أخرى من عظام الأسماك لاتختلف كثيرا عن أنواع الاسماك الموجودة الان.كما عثر في غرفة العمل على 3 لفات مغزل جميلة مصنوعة من الزجاج والمرمر والعاج، بالقرب من 3 إبر برونزية، مما يشير إلى أن التطريز كان نشاطًا مهمًا عند أولئك الناس. أخيرًا، كان الاكتشاف المفضل للفريق هذا العام هو صدفة المحار التي تم تشكيلها وتزيينها برسم وجه بشري.أما التنقيبات القائمة في مجمع 213 بمدينة المحرق فكان لها ايضا نصيب من الاكتشافات المميزة هذا العام. هنا كان الفريق يبحث عن أقدم مستوطنة إسلامية (أموية) في الجزيرة، والتي تقع على عمق أكثر من 3 أمتار تحت سطح الأرض. لقد نجحوا هذا العام في إيجاد جرة تخزين كبيرة جدًا، قطرها حوالي متر، تعود إلى هذه الفترة وموجودة في أرضية مرصوفة.لقد كانت كبيرة جدًا لدرجة أن إجراءات إزالتها بأمان ونقلها إلى المتحف استغرقت يومين. هذا هو المثال الأكثر اكتمالا لوعاء التخزين الذي تم العثور عليه على الإطلاق. يبدو أن المسيحيين الأوائل ربما كانوا يعيشون أيضًا في هذا الجزء من المحرق ، وليس فقط في سماهيج، حيث اكتشف الفريق أيضًا عظمًا صغيرًا أو صليبًا من العاج.تم العثور في المحرق أيضًا على وعاء آخر مثير للغاية، عليه غطاء من الفخار وصدفة محار، وربما كانت مخفياً في القرن 16 -17 الميلادي عندما كانت البحرين مكانًا أكثر اضطرابًا. يبدو أن هذه الجرة مليئة بقطع نقدية صغيرة ملفوفة في كيس من القماش - انها حقا كنز مدفون! ولمعرفة المزيد من المعلومان عن هذا الكنز، تم تصويره باستخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر CT Scan وذلك بالتعاون مع مجمع السلمانية الطبي الذي أبدى طاقمها الطبي والإداري الاهتمام والتعاون لتنفيذ هذه الخطوة الرائدة للبحرين، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذه التقنية العلمية لعلم الآثار في البلاد. كشف التصوير المقطعي الحالة السيئة للجرة والتي تتطلب تدخل ترميمي دقيق، وأظهرت امتلاء الجرة بالعملات المعدنية الصغيرة وبعض من العملات الكبيرة في قاع الجرة.