ياسمينا صلاح
- اختتام أعمال مُلتقى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمراكز الفكر

اختتم مساء أمس أعمال مُلتقى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمراكز الفكر الذي يُنظمه مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، بالتعاون مع برنامج مراكز الفكر والمُجتمع المدني التابع لمعهد لاودر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، تحت عنوان «المراكز الفكرية: شراكات وآليات جديدة في مواجهة الأزمات والأوبئة»، عبر تقنية الاتصال المرئي.

وقال رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن هناك مجموعةً من التحديات التي تسود المنطقة منها شُح المياه، والأمن الغذائي، والتغير المُناخي، والصراعات، وتفشي الأوبئة، الأمر الذي يتطلب أن تنهض مراكز الفكر بدورها تجاه بلورة رؤى شاملة تتضمن حلولاً مُبتكرةً للتعامل مع هذه التحديات على المديين القريب والبعيد، مُشيراً إلى أن مراكز الفكر في المنطقة قد تفاعلت بمسؤوليةٍ عاليةٍ تجاه تحدي جائحة كورونا، حيث كانت تُمثل جسراً فكرياً بين المُجتمعات وصانعي القرار من خلال مُخرجاتٍ عديدةٍ تمثلت في فعاليات، وتقارير، ودراسات مُتنوعةٍ أسهمت في دعم الجهود الوطنية لمواجهة هذا التحدي في كافة دول المنطقة.

وأشار إلى أنه بالرغم مما تحقق من مُنجزاتٍ على الصُعد الوطنية فإنها يُمكن أن تُمثل أسساً لشراكات جديدة تتضمن مُقارباتٍ جديدةٍ للتعامل مع تداعيات الجائحة وما قد يحمله المُستقبل من تحدياتٍ مُستقبلية، ويتم اتخاذ التدابير الكبيرة لعودة الحياة الطبيعية وتناول شعار الشركات والآليات الجديدة في ظل الصراعات وجائحة كورونا وبعد الأزمات المالية، واليوم أصبحت الحياة انعزالية وقاسية وقصيرة.

وتابع: «إن تذبذب مجتمعاتنا بالرغم من الأمل له دور بالغ الأهمية؛ فالسياسات العامة الآن تساعد على وجود التطور التكنولوجي المبتكر للأفكار الحديثة، ومن الممكن أجراء تحليلات معقدة، بالإضافة إلى استمرار المراكز الفكرية مع الجامعات لكونها أفضل الحاضنات لهذه المهام البحثية الضرورية عندما يواجه واضع السياسات تحدياً من انتشار الجائحة ويكون قراراً لحظياً، ويتمكن من القيام بذلك عن ثقة متسلحاً بآراء التحليلات الخاصة بالمراكز الفكرية ووراءها مئات الساعات من الرصد والتحليل كل مركز فكري أسهم بشكل كبير في الخروج بحلول مهمة وصائبة». بدوره بين مدير برنامج مراكز الفكر والمجتمع المدني الدكتور جيمس ماجان أن الشرق الأوسط استطاع التأقلم مع تحديات جائحة كورونا ويوجد عدة حقائق، هي الرقمنة وانتشار الترابط الإلكتروني بين مؤسسات المنطقة والذي يساهم في استمرارية عملها في أثناء الأزمات، حيث إن انتشار المعلومات ووفرة قواعد البيانات وإمكانات الاتصال كانت تحديات مثالية ينبغي تجاوزها وما يجب أن يتغير هو كيفية تواصلنا ومشاركتنا للأبحاث والانتقال إلى المرحلة الأخرى من إشراك واضعي السياسات بالإضافة إلى دور مراكز الفكر لاجتذاب اهتمام صناع السياسات والمجتمع العام.

وأضاف: «تمكنت المراكز الفكرية من تحقيق نمو بواقع 30% في الميزانية والموارد البشرية بسبب الرقمنة والتطوير في البنية التحتية التكنولوجية والتي أثبت فيروس كورونا أهميتها لاستمرارية المؤسسات الفكرية وهذا ما تحتاج إليه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسائر العالم، وسوف يستمر الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي وتفعيل مزيد من أدوار التواصل الاجتماعي وسيكون هنالك واقع جديد بسبب الوتيرة غير الطبيعية للأزمات الحالية والمتوقعة والتي سوف تزداد وتيرتها وشدتها ويجب أن نستعد لها ويجب العمل على إدارتها والتكيف معها وتمكين الثورة التقنية والصناعية الرابعة من تسريع وتيرة الاستجابة البشرية والتكيف مع أزمات تبدأ في منطقة وتنتهي عالمياً، ومن الأهمية مواكبة التغير والعمل والتحفيز والقدرة على التأقلم من أجل استمرارية العمل وتفهم التغيرات.

بدوره أشاد وزير شؤون الشباب والرياضة أيمن المؤيد بدور المراكز الفكرية والاسترشاد بمخرجاتها والبحرين محظوظة باهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بدور مراكز الفكر والأبحاث في خدمة المُجتمع في جميع المجالات. وأضاف: «أسلط الضوء على واقعة حدثت في مملكة البحرين عام 2019 لجأنا فيها لمراكز الفكر لتقدم لنا مرئيات خاصة بتطوير أوضاع الشباب والرياضة وما قدموه هو إشراك أداة قياس جديدة وعدم احتياجنا لمواقع فعلية ومزيد من الشفافية والمقاييس التي قدمها مركز دراسات وكانت جديدة ووجهتنا لتقديم وضع الشباب والإحساس بالأمن.

وقدم مركز دراسات مقترحات بفعاليات تمكن الشباب مثل القمم كما شكل صندوق الأمل الحاضن لمشاريع الشباب في أوساط مجتمعات الشباب وجاءت لنا تسع دول متقدمة لتسأل كيف بلغتم هذا الشأن من العمل، وتم إخبارهم أنه عند تأزم الأمور استمعنا إلى مراكز البحث ووافتنا بالحلول الناجعة واليوم نتحد لنرى الأمل والفرص والتصديق على الشهادات وإمكانية تحول التعليم إلى توظيف ورفع المهارات وإعادة توزيعها.

وأضاف: «تحقق الشركات الدولية موضعاً من السياسات القابلة للتطبيق في محتواها والتي تبين جسوراً في مؤسسات فكرية وإقليمية دولية نظراً إلى تقريب التعاون فيما بينها لحسها المجتمعي ورغبتها في العمل المشترك، وسيتم تأسيس شركات جديدة واقتراح نماذج عمل وآليات جديدة في الأسابيع القادمة».

وقال رئيس مركز المعلومات ودعم القرار في مصر أسامة الجوهري: «كان هناك تدنٍّ في الاستثمارات الأجنبية وأعداد التوظيف وواجهنا صعوبة في إمكانية الإغلاق العام وترك الاقتصاد، ولكن تمكنا من الموازنة بين تشغيل الاقتصاد بقدر كافٍ مع تطبيق الاحترازات قدر المستطاع، وتم تشكيل مبادرة نتج عنها إطلاق موقع إلكتروني تحت عنوان حمل معلومات صحية وافية ويسمى» أهالينا» ويحتوي على 7 ملايين شخص وجمعنا بياناتهم واستخدمنا الذكاء الاصطناعي لبناء منصة للتواصل الاجتماعي لنشر الوعي».

وأكد مؤسس ورئيس معهد رصانة محمد السلمي أن المملكة العربية السعودية اعتمدت على عناصر رئيسية مثل التطور التقني وتسخير التدابير المثلى في الرعاية الصحية، وأنفقت مليار دولار من المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية إغاثية وداعمة للجهود لمواجهة الجائحة.

وقال مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير منير زهران: «تذبذبت أوجه الأداء في الواردات والمداخيل القومية وحركة الأسواق وقامت الحكومات في مختلف المناطق بالاستجابة الفورية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد ونشر الوعي المتواصل والمكثف في أوساط الشعب ويوجد قطاعات تعرضت لضرر اقتصادي فادح، ونحن بحاجة للاستعانه بالخبرات العلمية الدولية وإمكانات القطاع الخاص لتفعيل آليات منع تفشي انتشار فيروس كورونا.