أكد معلمون بمدارس حكومية أن منتدى المعلمين العالمي "إثراء" يمثّل إضافة نوعية لرصيدهم في الممارسات التعليمية العالمية، وقد استفادوا من التفاعل مع الخبراء والمعلمين الدوليين الذين شاركوا من أكثر من 8 دول مختلفة، وقدموا محتوى جديداً ومتطوراً ومتنوعاً في جميع ورش العمل والمحاضرات والحلقات النقاشية، بهدف دعم مبادرات تطوير التعليم، وتوفيره بجودة عالية ومستدامة.

ويشارك 200 معلم ومعلمة في هذا المنتدى الذي انطلقت المجموعة الثانية من ورشه ومحاضراته يوم الأحد 21 نوفمبر الجاري، وتستمر لغاية 21 ديسمبر المقبل، والذي يقام بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

التقييم الذاتي

من جانبه، قال إبراهيم أحمد معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين إن المنتدى يعد علامة فارقة في مسيرة التمهين الذي توفره وزارة التربية والتعليم بصورة مستمرة لكوادرها، فقد اشتمل على محاور مهمة، ومنها التقييم الذاتي للمعلمين، ودوره في تطوير أداء مدارسهم، حيث استعرض الخبيران في هذا المجال من المغرب ولبنان تجربتهما في تطوير أداء مدارسهما في بلديهما رغم ضعف الاحتياجات وقلة الموارد، فكانت لتلك التجارب أعمق الأثر في النفس والدافع القوي لي كمعلم لتطوير نفسي ذاتياً ومهنياً وتطوير مدرستي لاحقاً من خلال تقييمي المستمر لأدائي في العملية التعليمية لاكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، والتي تتم من خلال الزيارات التبادلية بين المدارس، وحصر مواطن القوة والضعف في أدائي، لتعزيز جوانب القوة وتطويرها والاهتمام بها، ومعالجة مواطن الضعف والتخلص منها، وسأسعى بكل جهدي لتنمية هذا الجانب مستقبلاً.

حل المشكلات

وأوضح عقيل زيد معلم أول لغة عربية بمدرسة المنذر بن ساوى التميمي الابتدائية للبنين أن المنتدى فتح مجالاً خصبا لتطوير المعلمين، وخاصةً على صعيد تطوير عمليات التقويم الداعمة للطلبة، والمعززة لتفاعلهم، كما أعجبتني كثيراً ورشة تنمية الإبداع وحل المشكلات، والتي أكسبتنا كيفية التعامل مع الطلبة الذين يعانون من ضعف في اللغة العربية، من خلال خلق الوسائط الإبداعية للنهوض بأداء الطالب في هذه المادة الأساسية.

وأشادت أميرة منصور معلمة ومنسقة قسم اللغة العربية بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات بالتجربة ككل، وتحديداً ورشة الإدارة الصفية الناجحة، والتي عرض خلالها الخبير تجربته على مستوى مدرسته، مع مناقشة العديد من الممارسات التربوية والتعليمية، إلى جانب تقسيم الحضور إلى مجموعات، وتكليف كل مجموعة بعرض تجربة متكاملة عن الإدارة الصفية الناجحة، وبذلك صار لدى الجميع تصور كامل للإدارة الصفية وكيفية تطبيقها في الميدان التربوي.

دافعية الطلبة

بدورها، تطرقت فاطمة حسن معلمة ومنسقة اللغة الإنجليزية بمدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات إلى مشاركتها في محور التقويم والتقييم لدعم تطورالطلبة وتعزيز دافعيتهم، بإشراف خبراء من لبنان، والذين استعرضوا أبرز تجاربهم في هذا المجال، وسلطوا الضوء على أهمية اتباع نهج التقييمات ليس فقط لقياس مدى فهم الطالب، ولكن أيضاً لتعزيز تنميته ودعم وإرشاد الطلاب المتعثرين لاكتساب أهداف الدرس.

وأضافت: " المشاركة ساهمت في تنمية مهاراتي وخبراتي في التدريس، وأنا فخورة جداً بالخطط والممارسات التي تم عرضها من قبل نخبة من معلمي ومعلمات مدارس مملكة البحرين، حيث أكدت كفاءة الكوادر الوطنية".

وقالت فاطمة صالح معلمة اللغة العربية بمدرسة المعرفة الثانوية للبنات إن المشاركة قد فتحت لنا آفاقاً جديدة من الإبداع والابتكار، وأطلقت العنان للمعلم كي يواكب كل جديد، وما تم تقديمه من خبرات وتجارب سيسهم بشكل كبير في الارتقاء بأداء المدارس، الأمر الذي سيسهم بالتأكيد في تحقيق أهداف التعليم العصري، ولاسيما إكساب الطلاب المهارات اللازمة للتعلم الذاتي مدى الحياة، مع ضمان مواكبة مخرجات التعليم لمتطلبات القرن الحادي والعشرين.

أساليب التحفيز

وأثنت سناء عبدالرزاق معلمة اللغة العربية بمدرسة سترة الثانوية للبنات على المنتدى الذي يعد تجربة رائدة للتبادل الأكاديميّ وصقل وتمكين الخبرات وتوسيع المدارك من خلال اللقاءات المفتوحة مع النماذج الدولية، فالمحاور كانت جاذبة وتواكب المرحلة الانتقالية في التعليم عن بُعْد إثْر جائحة كورونا، ومن أهمها محور (تنمية ومشاركة تفاعُل الطلاب)، والذي أسهم بمعطياته المطروحة من قِبل الخبراء في توجيه المُعلّم إلى ضرورة ارتكاز خطط عمله على معيار خلْق الحاجة أمام جميع المُتعلّمين، و تقوية دافعية الرغبة في التعلُّم لديهم. مُحقّقًا بذلك متطلبات الحصة المُنتجة، والقدرة على إدارة الوقت والأنشطة والسلوك، واعتماد أساليب التحفيز المُصنّفة ضمن احتياجات الفئات جميعها، من حيث أنماط الذكاءات أو الاتجاهات، بما يحقق أعلى درجات الإتقان.