عقد يوم أمس الخميس الموافق 25 نوفمبر 2021، المنتدى الإلكتروني "التكامل بين التقويم التكويني والتقويم الختامي"، الذي نظمته هيئة جودة التعليم والتدريب ممثلةً في إدارة الامتحانات الوطنية عبر برنامج Zoom ، بمشاركة أكثر من 300 من التربويين، والمختصين، والمهتمين بقطاع التعليم في مملكة البحرين.
وتكمن أهمية المنتدى في إبراز دور التقييمات، وتسليط الضوء على التكامل بين التقييمات التكوينية والتقييمات الختامية، من منظور التحديات الحالية والمستقبلية؛ بما في ذلك توظيف التقنيات الحديثة لدعم استدامة تحسين أداء النظام التعليمي بمملكة البحرين.
هذا، وقد تم خلال المنتدى - الذي أدارهُ رئيس قسم امتحانات العلوم والرياضيات بهيئة جودة التعليم والتدريب الأستاذ أحمد القاسمي - استعراض ورقة بعنوان: "التكامل بين التقييمات التربوية والعوامل المساعدة لها"، للدكتورة كوثر سعد الدين، مدير للتطوير والاعتراف بمنظمة البكلوريا الدولية من المملكة الأردنية الهاشمية، حيث بينت خلالها مفهوم التقييم وأنواعه، خاصة التقييم الختامي الذي يستخدم لتقييم تعلم الطالب، واكتساب المهارات والإنجاز الأكاديمي في نهاية فترة تعليمية محددة، كما تطرقت إلى بيان التقييم التكويني الذي يتم عن طريق مجموعة من الأساليب التي يستخدمها المعلمون والمعلمات؛ لإجراء عمليات تقييم تقيس مدى تمكن الطلبة من مهارات التعلم.
كما سلطت الدكتورة كوثر سعد الدين الضوء على كيفية الانطلاق نحو أسلوب جديد للتقييم والتعلم، وتحقيق التكامل بين التقييمات؛ بغرض تحقيق أهداف التعلم على الرغم من التحديات التي تعترض هذا التكامل، كما تحدثت عن كيفية الانتقال من أسلوب التعلم التقليدي، وهو التركيز على تقييم التعلم والتوجه إلى أسلوب جديد، وهو التركيز على التقييم من أجل التعلم. بالإضافة إلى أهمية دمج الطلبة في عملية إعداد التقييم التكويني من خلال انخراطهم في المهام التكوينية؛ إذ يساهم ذلك في اكتسابهم خبرةً لتقييم أعمالهم بأنفسهم، ويمكنهم من تطوير مهارات أقوى بكثير؛ من أجل أداء أفضل في التقييمات الختامية.
فيما تحدث الدكتور محمد الغامدي المستشار بهيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية في ورقته عن "التكامل بين التقويمات التربوية؛ نحو إطار وطني للتقويم"، والذي بين خلالها أنواع التقويمات التربوية "التكوينية، والختامية، والوطنية والدولية"، والفرق بينها، لافتًا إلى ارتباط التقويمات بالتقنيات الذكية كبرمجيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن تفعيلها لتقييم التعليم والتعلم في مختلف المستويات " الصفية، المؤسسية، والوطنية"، فضلًا عن دور تلك البرمجيات في الاستثمار في البحث العلمي.
واستعرض الدكتور الغامدي تجربة المملكة العربية السعودية في توظيف التقنيات الذكية في التقويم المدرسي منذ العام 2018، من خلال بناء محرك ذكي لتقويم المدارس لمعرفة العوامل المؤثرة في نتائج تقويم الأداء المدرسي، وتقليص الوقت المستغرق لتقويم أداء المدارس المعتمد على الزيارات الميدانية، مبينًا كذلك أن التقويم المستمر للمدارس - من خلال المحرك الذكي - يسهمُ في التعرف على ممارسات المدرسة وأدائها، باستخدام بيانات أقل وتكلفة ووقت أقصر.
كما سلط الدكتور الغامدي الضوء حول "الإطار الوطني للتقويم"، من خلال استثمار التقنيات الذكية في تنفيذها،
و التحديات التي تواجه التكامل من خلال هذه التقنيات، وهي: " كلفتها الباهظة، وندرة مختصيها لاسيما في التصميم التعليمي والإبداعي، إضافة لما تستغرقه من وقت لتضمينها في مشروع الاختبارات الوطنية، وعدم تعود الطلبة على مثل هذه الأساليب التقويمية، التي يمكن التغلب عليها من خلال البدء فورًا في العمل عليها، وتقديمها تدريجيًّا للمدارس، والاستثمار، وتأهيل، وتدريب مختصيها، وضخ مزيد من الاستثمار في بحوث فاعليتها.