أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالته رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، لحضور الاحتفال بيوم المرأة البحرينية الذي يحمل عنوان "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية . . مسيرة ارتقاء في وطن معطاء"، والمتزامن مع مرور 20 عاما على تأسيس المجلس.
هذا وتفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله، بكلمة افتتحت بها الحفل رفعت فيها عظيم الشكر والامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله على رعاية جلالته السامية ليوم المرأة البحرينية هذا العام، ووصفتها بأنها رعاية ملكية ترافق مسيرة نساء البحرين تقديراً وتكريماً وتشجيعاً لتسمو بهن في فضاء هذا الوطن الذي يحتضن آمال أبناءه وبناته ويرتقي بهم ومعهم إلى أعلى مستويات التميز والإنجاز، وكما يطمح لهم قائد فريق البحرين، الأبن العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله وبارك مساعيه الجليلة في خدمة بلاده ومليكه.
ورحبت سموها بضيوف الاحتفال معتبرةً مناسبة يوم المرأة البحرينية مناسبة عزيزة تعود، بتوفيق من الله، والبحرين تخطو خطى التعافي من تداعيات الجائحة، سائلة المولى القدير، أن يرفعها عن البشرية جمعاء ليسترجع العالم صحته وقوته ويعم الخير والرخاء في كافة أرجائه. وتوجهت صاحبة السمو الملكي حفظها الله للمرأة البحرينية بكثير من التقدير والإعجاب على ما تقدمه من إسهامات مؤثرة، ولما تجتهد بتقديمه من عطاء ممتد ومتجدد نرى شواهده الباهرة في كافة مناحي الحياة.
وأعربت قرينة عاهل البلاد المفدى عن شكرها للحكومة الموقرة على تعاونها الكريم ودعمها المتواصل لأعمال المجلس الأعلى للمرأة تنفيذاً لاختصاصاته في متابعة تقدم المرأة البحرينية والمتمثل في العديد من الأعمال المشتركة، وقالت سموها: "لعل من بين أهم تلك المشاريع، التزام الحكومة المقدر تجاه إعداد وإصدار التقرير الوطني للتوازن بين الجنسين، والذي جاءت نتائجه، في نسخته الثانية، مؤكدة على فعالية السياسات والتشريعات والخدمات والمبادرات المخصصة لتحقيق التوازن بين الجنسين وإدماج احتياجات المرأة في التنمية، بالنظر إلى التحسن الملحوظ على مؤشرات غلق الفجوات، بين الرجل والمرأة، ضمن المجالات الرئيسية للتقرير الوطني، مهنئة سموها الوزارات والمؤسسات الخمس التي تصدرت قائمة الجهات التي شملها التقرير".
وتابعت سموها: "إنه لمن حسن طالع مسيرة عمل المجلس الأعلى للمرأة، بعد مرور عقدين على تأسيسه، ذلك الإجماع الوطني على دور المرأة البحرينية المحوري والأساسي في النهضة الوطنية، والمتجسد فيما يرصده المجلس من اهتمام وجدية من قبل كافة سلطات ومؤسسات الدولة، والحرص الكبير على الأخذ بتوصيات المجلس ومقترحاته المبنية على البحث والتقصي والتجديد في وضع الحلول وفق منهجيات علمية للوصول لأفضل الممارسات".
وأكدت سموها حفظها الله أن النتائج الطيبة والمبشرة تؤهل المجلس الأعلى للمرأة للمضي قدماً بكثير من العزم والخبرة والقدرة على الانتقال بالعمل المؤسسي النسائي إلى مستويات جديدة تأخذ بخلاصة التجربة لرسم توجهات المستقبل، حيث تستمر المرأة في الحفاظ على مكانتها كشريك جدير في نهوض المجتمع، وحفظ استقراره، والارتقاء بشؤونه ضمن مسيرة تنطلق إلى الأمام بكل عزم وثقة وثبات تحت راية هذا الوطن المعطاء.
تدشين نصب المرأة البحرينية
ثم تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله بتدشين نصب المرأة البحرينية "أثر"، وهو مجسم لنصب تذكاري يسعى المجلس لتنفيذه، ليكون معلماً وطنياً يحتفي بإنجازات المرأة البحرينية في سياق المسيرة التنموية وأثر مشاركتها في النهضة الحديثة. وجرى خلال الاحتفال عرض فيلم تعريفي حول أهم أهداف هذا الصرح المقرر افتتاح مرحلته الأولى، بإذن الله، في مارس المقبل، وذلك بالقرب من المركز المالي بالعاصمة المنامة. وسيكون إلى جانب الصرح، قاعة متعددة الاستخدامات تعرض فيها انجازات المرأة البحرينية وقصص نجاحها بطرق مبتكرة، إضافة إلى استثمار متنوع للقاعة لتكون بمثابة حاضنة ريادية تتضمن مختبرا تستوعب الأفكار المبدعة وابتكارات ومشروعات المرأة البحرينية المستشرفة للمستقبل، ومساحة خضراء تعكس البيئة الطبيعية والزراعية في مملكة البحرين.
كتاب يوثق توصيات الأعلى للمرأة في 20 عام
عقب ذلك تسلمت صاحبة السمو الملكي حفظها الله من قبل الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة سعادة الأستاذة هالة الأنصاري كتابا توثيقيا أصدره المجلس بمناسبة مرور 20 عام على تأسيسه، الذي يشمل على خلاصة مركزة لأهم وأبرز توصياته بإثباتات توضح أثر ما تم إنجازه خلال عقدين من العمل الحثيث رفعة لمكانة المرأة البحرينية.
الاحتفاء بـ 5 وزارات ومؤسسات
وتفضلت سموها بتكريم الجهات الحكومية الخمسة التي تصدرت نتائج الأداء المؤسسي في التقرير الوطني للتوازن بين الجنسين 2019-2020 وهي: هيئة جودة التعليم والتدريب، والجهاز الوطني للإيرادات، وزارة الصحة، الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، وذلك من خلال تفضلها بأخذ صورة تذكارية معهم، مباركة سموها لهم جميعا هذا الانجاز.
تكريم رعاة أنشطة يوم المرأة
كما تفضلت سموها حفظها الله بأخذ صورة تذكارية مع المؤسسات التي تكرمت بدعم نشاطات يوم المرأة البحرينية 2021 وهي الجامعة الأمريكية في البحرين، مجموعة البنك الأهلي المتحد، شركة نفط البحرين (بابكو)، شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، مجموعة مصرف السلام، بنك البحرين الوطني، مجموعة بنك البحرين والكويت، شركة مطار البحرين، شركة الأوراق المالية والاستثمار(سيكو)، الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، وشركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز).
الأنصاري تستعرض مرتكزات تحول البحرين لبيت خبرة في قضايا المرأة
وكانت سعادة الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة قد قدمت خلال الحفل عرضا مرئيا موجزا لتوضيح جوانب من الانجازات التي حققها المجلس لتكون مملكة البحرين بموجبها مركز اً للخبرة النوعية في شؤون المرأة، ومن ذلك استناد العمل المؤسسي للمجلس الأعلى للمرأة على شبكة فاعلة ومنظمة من الشراكات الوطنية، واعتبار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية إطاراً مرجعياً يساند الجهود الوطنية في تلبية الالتزامات الدستورية تجاه نهوض المرأة بما يرتقي باستقرارها الأسري ويرفع من نسبة مشاركتها في الاقتصاد الوطني، وارتفاع نسب إنفاذ الخطة الوطنية ضمن مسارات العمل التنموي، واعتماد أدوات النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين لمتابعة وقياس أثر السياسات والبرامج والمبادرات المخصصة لذلك.
وقالت الأنصاري في كلمتها "بحسب ما تبرهنه نتائج التجربة الوطنية وما يرافق ذلك من تطور ملحوظ على مستوى الكفاءة والخبرة المؤسسية لشركاء العمل، نجد بأن هناك نمو مضطرد لنسب مشاركة المرأة البحرينية وبما يعزز من تنافسيتها في التنمية الوطنية، والذي يأتي تأكيداً على جدوى تلك المشاركة بعوائدها الإيجابية، ولتبقى المرأة البحرينية بمهاراتها وخبراتها المتجددة عنصراً من عناصر رأس مالنا المعرفي والحضاري الذي تتميز بها البحرين الغالية على مر الأزمان".
وأشارت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة إلى أن التجربة البحرينية الوطنية على صعيد نهوض المرأة بوطنها رفعة لشأنه ومكانته تؤهل أجيال الحاضر من التأسيس عليها لمستقبل باهر للمرأة البحرينية بإذن الله تعالى في هذا المجتمع الآمن والمتمدن والمتمسك بمبادئ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وبقيم العمل والمثابرة والانتاج تحت حماية دولة المؤسسات والقانون.
فيلم قصير
كما احتوت فقرات الحفل على فقرة خاصة عرض من خلالها فيلم توثيقي بعنوان «المجلس الأعلى للمرأة بعد عشرين عاماً . . التوصيات: من التنفيذ إلى قياس الأثر"، استعرض عددا من محطات المجلس الأعلى للمرأة في مسيرته المتواصلة منذ 20 عام، وما تحظى به من دعم ملكي لا محدود، وجهود مخلصة لصاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس حفظها الله، نتج عنها حصيلة ثرية من الإنجاز، تتجسد اليوم بصورة واضحة ومؤثرة على أرض الواقع.