يبحث اليوم سبل الوقاية والتشخيص المبكر لأمراض القلب
تواصلت أمس الجمعة أعمال مؤتمر القلب الرياضي الذي افتتح يوم أمس تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب وبحضور سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية والذي ينعقد خلال الفترة 2 - 4 ديسمبر الجاري بتنظيم من وزارة الصحة ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة كما يعقد بحضور عدد من المسؤولين وكبار الخبراء والمختصين الدوليين في مجال الطب الرياضي.
ويجسد تنظيم مؤتمر "طب القلب الرياضي" ما يحظى به القطاع الصحي بالمملكة من رعاية واهتمام من لدُن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث تحتل صحة المواطن الأولوية في برامج الحكومة باعتباره المحرك الرئيس للمسيرة التنموية الشاملة بالمملكة.
ويأتي تنظيم المؤتمر بعد أن شهدت السنوات الأخيرة ظهور حالات لوفيات أثناء ممارسة الرياضة، مما يستوجب توضيح وجود ممارسات غير صحيحة قبل أو أثناء أو بعد ممارستها، بالإضافة إلى وجود احتمالية لأسباب طبية قد تؤدي إلى التأثير على صحة القلب، ولذلك ينعقد مؤتمر طب القلب الرياضي الذي سيسعى إلى تشخيص تلك المسألة بصورة علمية وأكاديمية واضحة، ووضع الحلول المناسبة، على أن يتم تحويل مخرجاته وتوصياته إلى برنامج عمل، سعياً للوصول إلى مجتمع رياضي واعٍ بالأساليب الصحيحة لممارسة الرياضة.
زيارة فريق نادي المحرق
وشهدت أعمال وفعاليات مؤتمر القلب الرياضي إقبالاً كبيراً من قبل العديد من الرياضيين والمهتمين ومنتسبي الجهات الرياضية في المملكة وقد تم تنظيم زيارات لعدد من الجهات والرياضيين والمحترفين، حيث زار فريق نادي المحرق لكرة القدم المؤتمر كما قد تم إجراء فحوصات طبية رياضية لعدد من الحضور والمشاركين واللاعبين بالفريق. حيث أشاد الطاقم الإداري والفني بالنادي بأهمية هذا المؤتمر ودوره في تعزيز صحة الرياضيين ورفع اسم مملكة البحرين في هذه المؤتمرات الدولية التي تساهم في توفير المعلومات وبحث المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الرياضيين والعوامل المؤدية إلى حدوث الوفيات المفاجئة.
كما صرح اللاعب عبدالوهاب علي لاعب نادي المحرق على أهمية هذا المؤتمر بالنسبة للرياضيين إلى جانب أهمية تعزيز سبل الوقاية من خلال إجراء الفحوصات بشكل روتيني للرياضيين.
وأعرب اللاعب عبدالوهاب عن شكره وتقديره للدعم والاهتمام الذي يقدمه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للقطاع الرياضي من خلال رعايته الكريمة لأعمال هذا المؤتمر الذي يشكل أهمية كبيرة للأندية والرياضيين إطلاقاً من الاهتمام بصحتهم وسلامتهم وتأمين سبل الوقاية والتثقيف والتشخيص للمشاكل الصحية بشكل مبكر.
وكانت أعمال المؤتمر قد بدأت يوم أمس بمناقشة العديد من المحاور الطبية والتي يأتي من ضمنها بحث معدل انتشار الوفيات المفاجأة عند الرياضيين حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا المعدل ضئيل بالنسبة إلى عدد الرياضيين، كما ويتباين هذا المعدل في مختلف دول العالم إلا أنه يتراوح ما بين ١ لكل ٤٠٠٠٠ رياضي إلى ١ لكل ٨٠٠٠٠ رياضي كما وأن هذا المعدل يختلف باختلاف نوعية الرياضة التي يتم ممارستها.
كما تناولت محاضرات المؤتمر في اليوم الأول مناقشة الأسباب المؤدية إلى الوفيات المفاجأة عند الرياضيين المحترفين أو الناشطين الرياضيين، إذ تبين أن اعتلال القلب التضخمي هو من أكثر الأسباب المؤدية إلى حدوث هذه الحالات عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ٣٥ سنة، ومن الأسباب الأخري هو خلل في القنوات القلبية مثل متلازمة كيو تي الطويلة والقصيرة ومتلازمة "بروغادا" بالإضافة إلى اعتلال البطين الأيمن النسيجي وتشوهات الشرايين التاجية بالإضافة إلى انسداد شرايين القلب.
كما اشتملت أعمال المؤتمر علي تقديم محاضرة مفصلة عن أمراض القلب الكهربية والمؤدية إلى الوفاة المفاجأة وسبل تشخيصها وعلاجها كما كانت هناك محاضرات عن كيفية فحص الرياضيين قبل المشاركة في التمارين الرياضية وأهميتها للوقاية من هذه الحالات كما تم تناول الفحص الجيني الوراثي لبعض الأمراض التي قد تتسبب في حدوث الوفيات المفاجأة عند الرياضيين.
جلسات المؤتمر
وتم من خلال المؤتمر تسليط الضوء على أهمية ممارسة الرياضة السليمة بشكل عام إلى جانب التثقيف والتوعية بالأسس الصحية والطبية التي يجب على الجميع مراعاتها لينعم بحياة صحية ممتازة، وذلك من خلال الجلسات التي ستشهد مشاركة 30 متحدثاً من المتخصصين في القطاعين الطبي والرياضي بمملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى ورش العمل المتخصصة، كما تم تناول مواضيع ترتكز على أبرز ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات الطبية في مجال القلب الرياضي، والأساليب الحديثة في التشخيص والعلاج وطرق الوقاية من الأحداث المفاجئة وكيفية التعامل معها.
كما تطرق المؤتمر في جلساته التي أقيمت أمس الجمعة إلى فوائد الحجامة عند الرياضيين والمنشطات الرياضية وأضرارها كما كانت هناك محاضرات عن ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة وفوائد الرياضة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية.
أما بالنسبة إلى الجلسات العلمية التي تم عقدها خلال اليوم الثاني لأعمال المؤتمر فقد استعرضت العديد من الموضوعات منها علاج الرياضيين المصابين بالضغط والسكري، إلى جانب الرياضيين المصابين بانسداد الشرايين التاجية وكيفية علاجهم وبحث مدى إمكانية عودتهم لممارسة الرياضة مرة أخرى.
كما تناولت الجلسات العلمية مواضيع أخرى مثل الرياضيين المصابين بأمراض صمامات القلب واعتلال عضلة القلب وكيفية علاجهم، وأمراض القلب الخلقية وكيفية تشخيصهم وعلاجهم. بالإضافة إلى مناقشة الرجفان الأذيني عند الرياضيين والوسيلة المثلي في العلاج سواء عن طريق العقاقير الطبية أو عن طريق الكي الحراري والتبريد وغيرها.
أما بالنسبة إلى الجلسات العلمية للرياضيين فقد تناولت مواضيع مثل أهمية تمارين الكارديو والإحماء، إلى جانب أساسيات التغذية عند الرياضيين، فحص الرياضيين قبل المشاركة في التمارين الرياضية، الرياضة المناسبة لمرضي القلب. كما ستتناول هذه الجلسة بعض النصائح لممارسة الرياضة بالشكل الصحيح.
توصيات واستراتيجات عمل
ومن المقرر أن يصدر في اليوم الأخير للمؤتمر اليوم السبت توصيات مهمة لطرحها عبر المؤتمر الصحفي الذي سيتم من خلاله استعراض آليات وإستراتيجيات عمل تساهم في دعم الجهود الوطنية لرعاية صحة المواطنين والمقيمين بشكل عام، وممارسي الرياضة بشكل خاص. بهدف تشجيع وحث المواطنين والمقيمين على ممارسة الرياضة، وأن تصبح الرياضة "أسلوب حياة"، ولكن بما يتوافق مع أنماط الحياة الصحية وإتباع الإرشادات الصحية والفحوصات التشخيصية والوقائية وتعزيز التوعية لممارسي الرياضة والحفاظ على صحة القلب. إلى جانب التركيز على أهمية إتباع أسس وإرشادات الصحة والسلامة قبل ممارسة الرياضة، وضرورة إجراء الفحوصات والكشف الطبي الدوري للتعرف على التاريخ المرضي وعلاج أمراض القلب مبكراً.