أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم بيانًا أبدى فيه تأييده لما تضمَّنته الفتوى الشرعية الصادرة عن مركز الأزهر العالمي للفتوى بشأن الحملات الممنهجة التي تقودها قوى ومنظماتٌ عالميةٌ بما تملكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحية وغنائية، ومنصات إلكترونية، وتوظيف لشخصيات شهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.
وشدد على أنه من المقرر والثابت من الدين بالضرورة حرمة الشذوذ الجنسي حرمةً قطعيةً في الشريعة الإسلامية الغراء وفي جميع الشرائع والأديان السماوية، مشيرًا إلى أنه أمرٌ شنيعٌ ترفضه الفطرة البشرية السوية، وتأباه القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة، ويؤدي إلى فسادٍ كبيرٍ يدمِّر الاجتماع البشري، ويهدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة ويمسخ هوية أفرادها، ويعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها، ويحطُّ من كرامة الإنسان إلى قاع الرذيلة، وينتهك حقوقه، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
كما استنكر المجلس هذه الحملات غير الأخلاقية ورفضها رفضًا قاطعًا، وأدان الأساليب والوسائل الشيطانية المختلفة للترويج للفُحش والشذوذ، خصوصًا ما يُروَّج عبر الأفلام والمواد الإعلامية المختلفة، وما يُرفع أو يُنشر من شاراتٍ أو شعاراتٍ أو رموزٍ أو ألوانٍ للتحريض على الرذيلة والسقوط. وفيما يأتي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى قيام يوم الدين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور: 19]، وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على أمَّتي عملَ قومِ لوطٍ» [رواه الترمذي وابن ماجه]، وقال صلى الله عليه وسلم : «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ» [أخرجه الحاكم].
أما بعد، فإنَّ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين ليؤيِّد ويتَّفق مع ما تضمَّنته الفتوى الشرعية الصادرة عن مركز الأزهر العالمي للفتوى بشأن الحملات الممنهجة التي تقودها قوى ومنظماتٌ عالميةٌ بما تملكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحية وغنائية، ومنصات إلكترونية، وتوظيف لشخصيات شهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.
فمن المقرر والثابت من الدين بالضرورة حرمة الشذوذ الجنسي حرمةً قطعيةً في الشريعة الإسلامية الغراء وفي جميع الشرائع والأديان السماوية، بل إنه في الإسلام من الكبائر والموبقات، وهو أمرٌ شنيعٌ ترفضه الفطرة البشرية السوية، وتأباه القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة، ويؤدي إلى فسادٍ كبيرٍ يدمِّر الاجتماع البشري، ويهدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة ويمسخ هوية أفرادها، ويعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها، ويحطُّ من كرامة الإنسان إلى قاع الرذيلة، وينتهك حقوقه، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
وعليه فإنَّ المجلس ليستنكر هذه الحملات غير الأخلاقية ويرفضها رفضًا قاطعًا، ويدين الأساليب والوسائل الشيطانية المختلفة للترويج للفُحش والشذوذ، خصوصًا ما يُروَّج عبر الأفلام والمواد الإعلامية المختلفة، وما يُرفع أو يُنشر من شاراتٍ أو شعاراتٍ أو رموزٍ أو ألوانٍ للتحريض على الرذيلة والسقوط.
كما يندِّد بكل محاولات ترويج الشذوذ الجنسي وزواج المثليين في العالم؛ سيما العالم الإسلامي؛ فلا يصحُّ أن يُسمى هذا الشذوذ زواجًا، فالزواج في الأديان، بل وفي عوالم الكائنات الحية؛ لا يكون إلا بين ذكر وأنثى، وفق ضوابط مُحدَّدة.
ويحذر المجلس من هذه المحاولات النكراء التي لا تحترم قيم المجتمعات وضمائرها وأديانها، والتي تكشف بوضوح أنَّ حملات التغريب والغزو الثقافي هي استهدافٌ صريحٌ وانتهاكٌ صارخٌ للمجتمعات الإسلامية وقيمها وهويتها، ولا تعترف بمبادئ الحوار الحضاري السليم، بل إنها عودةٌ إلى عهود التسلط الفكري والاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.
هذا ويدعو المجلس الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، أن يضطلعوا بدورهم الحيوي والجليل في الأمة بتربية النَّشء التربية الصالحة السوية، وتعزيز القيم الدينية والمجتمعية القويمة لديهم، وتحصين الأجيال المتعاقبة من أضرار هذه الهجمات الهدَّامة.
كما يشيد بدور الأزهر الشريف في نصرة القضايا الإسلامية، والتصدي لجميع المحاولات العابثة والمغرضة، ويحثُّ في هذا الصدد جميع المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم على التضامن والوقوف صفًّا واحدًا نصرةً للدين والهوية، وإعلاءً للقيم الإسلامية الأصيلة، في مواجهة جميع الدعوات المنحرفة والدخيلة التي تتغطَّى بحقوق الإنسان وهي بعيدةٌ عنها.
ضارعين إلى المولى الجليل ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأنْ يحفظ شبابنا وبلادنا وجميع بلاد المسلمين عزيزةً منيعةً أمام كل سوء، ويرد كيد الكائدين، ويأخذ بأيدي جميع المصلحين لما فيه الخير والصلاح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
مملكة البحرين
السبت 29 ربيع الآخر 1443هـ الموافق 4 ديسمبر 2021م
وشدد على أنه من المقرر والثابت من الدين بالضرورة حرمة الشذوذ الجنسي حرمةً قطعيةً في الشريعة الإسلامية الغراء وفي جميع الشرائع والأديان السماوية، مشيرًا إلى أنه أمرٌ شنيعٌ ترفضه الفطرة البشرية السوية، وتأباه القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة، ويؤدي إلى فسادٍ كبيرٍ يدمِّر الاجتماع البشري، ويهدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة ويمسخ هوية أفرادها، ويعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها، ويحطُّ من كرامة الإنسان إلى قاع الرذيلة، وينتهك حقوقه، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
كما استنكر المجلس هذه الحملات غير الأخلاقية ورفضها رفضًا قاطعًا، وأدان الأساليب والوسائل الشيطانية المختلفة للترويج للفُحش والشذوذ، خصوصًا ما يُروَّج عبر الأفلام والمواد الإعلامية المختلفة، وما يُرفع أو يُنشر من شاراتٍ أو شعاراتٍ أو رموزٍ أو ألوانٍ للتحريض على الرذيلة والسقوط. وفيما يأتي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى قيام يوم الدين.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور: 19]، وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على أمَّتي عملَ قومِ لوطٍ» [رواه الترمذي وابن ماجه]، وقال صلى الله عليه وسلم : «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ» [أخرجه الحاكم].
أما بعد، فإنَّ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين ليؤيِّد ويتَّفق مع ما تضمَّنته الفتوى الشرعية الصادرة عن مركز الأزهر العالمي للفتوى بشأن الحملات الممنهجة التي تقودها قوى ومنظماتٌ عالميةٌ بما تملكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحية وغنائية، ومنصات إلكترونية، وتوظيف لشخصيات شهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.
فمن المقرر والثابت من الدين بالضرورة حرمة الشذوذ الجنسي حرمةً قطعيةً في الشريعة الإسلامية الغراء وفي جميع الشرائع والأديان السماوية، بل إنه في الإسلام من الكبائر والموبقات، وهو أمرٌ شنيعٌ ترفضه الفطرة البشرية السوية، وتأباه القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة، ويؤدي إلى فسادٍ كبيرٍ يدمِّر الاجتماع البشري، ويهدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة ويمسخ هوية أفرادها، ويعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها، ويحطُّ من كرامة الإنسان إلى قاع الرذيلة، وينتهك حقوقه، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
وعليه فإنَّ المجلس ليستنكر هذه الحملات غير الأخلاقية ويرفضها رفضًا قاطعًا، ويدين الأساليب والوسائل الشيطانية المختلفة للترويج للفُحش والشذوذ، خصوصًا ما يُروَّج عبر الأفلام والمواد الإعلامية المختلفة، وما يُرفع أو يُنشر من شاراتٍ أو شعاراتٍ أو رموزٍ أو ألوانٍ للتحريض على الرذيلة والسقوط.
كما يندِّد بكل محاولات ترويج الشذوذ الجنسي وزواج المثليين في العالم؛ سيما العالم الإسلامي؛ فلا يصحُّ أن يُسمى هذا الشذوذ زواجًا، فالزواج في الأديان، بل وفي عوالم الكائنات الحية؛ لا يكون إلا بين ذكر وأنثى، وفق ضوابط مُحدَّدة.
ويحذر المجلس من هذه المحاولات النكراء التي لا تحترم قيم المجتمعات وضمائرها وأديانها، والتي تكشف بوضوح أنَّ حملات التغريب والغزو الثقافي هي استهدافٌ صريحٌ وانتهاكٌ صارخٌ للمجتمعات الإسلامية وقيمها وهويتها، ولا تعترف بمبادئ الحوار الحضاري السليم، بل إنها عودةٌ إلى عهود التسلط الفكري والاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.
هذا ويدعو المجلس الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، أن يضطلعوا بدورهم الحيوي والجليل في الأمة بتربية النَّشء التربية الصالحة السوية، وتعزيز القيم الدينية والمجتمعية القويمة لديهم، وتحصين الأجيال المتعاقبة من أضرار هذه الهجمات الهدَّامة.
كما يشيد بدور الأزهر الشريف في نصرة القضايا الإسلامية، والتصدي لجميع المحاولات العابثة والمغرضة، ويحثُّ في هذا الصدد جميع المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم على التضامن والوقوف صفًّا واحدًا نصرةً للدين والهوية، وإعلاءً للقيم الإسلامية الأصيلة، في مواجهة جميع الدعوات المنحرفة والدخيلة التي تتغطَّى بحقوق الإنسان وهي بعيدةٌ عنها.
ضارعين إلى المولى الجليل ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأنْ يحفظ شبابنا وبلادنا وجميع بلاد المسلمين عزيزةً منيعةً أمام كل سوء، ويرد كيد الكائدين، ويأخذ بأيدي جميع المصلحين لما فيه الخير والصلاح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
مملكة البحرين
السبت 29 ربيع الآخر 1443هـ الموافق 4 ديسمبر 2021م