أشاد معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، بالأدوار والإسهامات التي يقدمها برنامج "صناع القرار الاقتصادي" لدعم ومساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتأهيل رواد الأعمال لمواكبة التطورات والتقنيات الرقمية الحديثة، التي تمكّنهم من رفد مشاريعهم التجارية بمزيد من النجاحات والإنجازات، مشيرًا إلى أنَّ استمرار البرنامج للعام الرابع يعكس أهميته في تبادل الخبرات والتجارب، والتعرف على القطاعات الواعدة، والاستثمارات الناجحة التي تعزز الاستقرار الاقتصادي في مملكة البحرين.
وأكد معالي رئيس مجلس الشورى أنَّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتبر جزءًا أساسيًا من محركات الاقتصاد الوطني، وتقوم بمسؤولية مهمة في استمرار حركة الأسواق التجارية، مشيرًا إلى أن عليها الإدراك بأهمية التحولات الرقمية التي فرضتها جائحة "كورونا" على الأنشطة التجارية المتعددة.
جاء ذلك على هامش حفل ختام فعاليات برنامج (صناع القرار الاقتصادي) الرابع، الذي نظمته جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مساء أمس (الإثنين) برعاية معالي رئيس مجلس الشورى، وبحضور سعادة الوجيه فاروق يوسف المؤيد الرئيس الفخري لجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ونظمت جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فعاليات البرنامج خلال الفترة من 1 نوفمبر وحتى ديسمبر الجاري، حيث قدم طوال فترة انعقاده مجموعة متميزة من المحاضرات وورش العمل في العديد من الموضوعات الهامة بالنسبة لرائد الاعمال، وقدم تلك الفعاليات نخبة من خبراء الاقتصاد والأكاديميين الذين مثلوا قيمة مضافة لتلك الفعاليات وللمشاركين في البرنامج.
وأكد سعادة النائب احمد صباح السلوم، رئيس الجمعية، خلال حفل الختام أنَّ برنامج "صناع القرار الاقتصادي" يأتي ترجمة للرؤى الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ودعوة جلالته لطرح مبادرات لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كمحركات لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، كما أنه يأتي تماشيًا مع خطة التعافي الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، عبر أولوية تنمية القطاعات الواعدة وتحفيز الشركات المتوسطة والصغيرة.
وأضاف أنَّ البرنامج، يعتبر فرصة جيدة ووسيلة فعالة لتطوير وتنمية قدرات ومهارات رواد الأعمال، مؤكدًا على دعم السلطة التشريعية لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وعلى هامش أعمال حفل ختام البرنامج أقيمت جلسة نقاشية بعنوان: "الابتكار والتحول الرقمي من أجل تنمية ريادة الأعمال"، بمشاركة كل من، صادرات البحرين، والبنك الأهلي المتحد، وجمعية تقنية المعلومات، وبورصة البحرين، وشركة بنفت، وشركة عبر القارات للاستشارات، وتم خلال الجلسة بحث محاور التحول الرقمي وأهميته بعد جائحة كورونا، وتحديات الأمن السيبراني، ومستقبل العملات الرقمية، ومواكبة رائد الأعمال البحريني للتجارة الإلكترونية.
بدورها، قالت الأستاذة حصة حسين المدير العام المساعد لمركز "بنفت"، إن "بنفت " تعمل على إنشاء البنية المالية التحتية في مختلف الأماكن وتقدم عدة خدمات، مضيفة أنه تم إعداد استراتيجيات رقمنة الخدمات المالية والمصرفية، حيث تعتبر البحرين أول دولة عالميا في إنشاء نظام موحد يخدم جميع المصارف.
ولفتت حسين إلى أنه في ظل الجائحة قامت العديد من المصارف بالتحول إلى رقمنة المعاملات المالية، مبينة أن التحول الرقمي خلال الجائحة تم بوتيرة متسارعة جدًا.
من جانبها، أوضحت الأستاذة ليال إسحاق، الرئيسي الإقليمي للمعاملات المصرفية بالبنك الأهلي المتحد، أن البنك يركز دائما على كيفية أن يكون قريبًا من العملاء والشركات والمؤسسات التجارية، مشيرة إلى أن الجائحة أسهم في تسريع العملية الرقمية، مبينة أنَّ البنك عمل على تهيئة الأنظمة التي تمكّن العملاء من إنجاز معاملاتهم عبر الهاتف النقال، وهو ما لقي قبولًا وتفاعلًا إيجابيًا، وتواصلًا مستمرًا لتطوير الخدمات المقدمة.
من جانبها قالت الأستاذة هالة سليمان، المدير التنفيذي لشركة عبر القارات للاستشارات، إنه أصبح هناك تحولًا نحو التطبيقات الإلكترونية خاصة عقب جائحة "كورونا" التي أصبح بعدها التحول الرقمي أمرًا لابد منه.
وأوضحت أنها استطاعت عبر إطلاق تطبيق "الراوي" الإلكتروني الوصول إلى 92 دولة، مشيرة إلى أنَّ التطبيق يعتبر هوية بحرينية وصلت إلى العالمية، وهو عبارة عن دور نشر رقمية، وصلت بصوت الناشر العربي والمؤلف العربي إلى العالم.
إلى ذلك، قال الأستاذ أحمد بوهزاع، نائب رئيس جمعية البحرين لتقنية المعلومات، إن الجمعية مهمتها الرئيسية التوعية خاصة في ظل التحول الرقمي وانتشار خدمات الإنترنت، لافتًا إلى أنَّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تبحث عن إنشاء أعمالها بأقل كلفة وأن التحول الرقمي يوفر الكلفة المنخفضة ويسهل من الإجراءات والجهد.
من جانبه، قال الأستاذ حسين الجمري مدير تقنية المعلومات ببورصة البحرين، إنَّ العلاقة بين التحول الرقمي والمخاطر السيبرانية هي علاقة طردية، فكلما زاد التحول الرقمي زادت المخاطر والتهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى أن كل مؤسسة يجب عليها إيجاد فريق عمل متخصص في هذا المجال لمواجهة التهديدات السيبرانية، وعلى رواد الأعمال التعرف على مخاطر التحول الرقمي.
وأكدت الأستاذة رباب خلف أخصائية التخطيط للذكاء التسويقي بصادرات البحرين، أهمية دعم المنتج البحريني للوصول إلى العالمية، مضيفة أنه في ظل التحول السريع الحالي فيما يخص التجارة، والتحول من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية، نرى أن المصدر يستطيع من خلال التجارة الإلكترونية الوصول إلى أكبر عدد من الزبائن على مستوى العالم في حين أن التجارة التقليدية عدد زبائنها محدود، كما ان ساعات العمل ليست محددة بأوقات معينة في التجارة الإلكترونية مثلما هو موجود في التجارة التقليدية.
ولفتت إلى أن صادرات البحرين تسير مع المشاريع خطوة بخطوة منذ تحديد جاهزية رائد الأعمال للتصدير عبر التجارة الإلكترونية، مرورًا بالمساعدة في التسعير وشهادات الجودة، مضيفة أن صادرات البحرين تساعد في إدراج المنتجات البحرينية عبر المنصات العالمية، وتوفير دورات تدريبية للتعرف على مؤشرات الأداء للتمكن من بناء استراتيجية وخطط التصدير.