أكد خبير تقنية المعلومات يعقوب العوضي أن الأمن السيبراني يمثل أحد أبرز مجالات التعاون الواعدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، منوها في هذا الإطار بوضع هذا النوع من الأمن الإلكتروني ضمن مبادرات التعاون الـ 65 التي أعلن عنها مجلس التنسيق السعودي البحريني في إطار زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمملكة البحرين، وقال إن هذا التعاون أساسي للمبادرات الأخرى في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والصناعة وتسهيل التداول في الأسواق المالية وتعزيز التجارة البينية وغيرها.

وقال العوضي تبادل الخبرات والتجارب بين البحرين والسعودية من شأنه أن يوفر ما يمكن تسميته بـ "درع الوقاية السيبراني" بين المملكتين، وتعزيز قدراتهما في مجال صد هجمات قراصنة المعلومات التي تستهدف المؤسسات المالية والقطاعات الحيوية مثل الصحة والطاقة والماء، خاصة وأن غنى منطقة الخليج بالثروات ووجود بنية تحتية نشطة ومؤسسات مالية وصناعية وخدمية عملاقة يجعلها عرضة دائماً لمثل هذه الهجمات عبر الإنترنت.

وأضاف أن المؤسسات الحكومية التي تشرف على قطاع البنية التحتية والخدمات العامة، إضافة إلى البنوك والمؤسسات المالية هي القوة الدافعة للنجاحات التنموية والاقتصادية في دول الخليج العربي، لذلك فإن الأمن المعلوماتي لتلك الجهات واستقرار أدائها مهم جداً، ويتطلب ما يمكن تسميته بـ "يقظة سيبرانية"، خاصة مع تسارع وتيرة التحول الرقمي في البحرين والسعودية.

العوضي، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" لأنظمة المعلومات المتكاملة، أشار إلى وجود فرص كبيرة للاستثمار في الأمن السيبراني في كل من البحرين والسعودية، مبيناً أن حجم الاستثمار في هذا النوع من الأمن في منطقة الشرق الأوسط سينمو بمعدل 14.2% سنوياً على مدى 5 سنوات المقبلة، فيما تقول دراسة أعدتها برايس ووترهاوس كوبرز للشرق الأوسط للأمن السيبراني أن 37% فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها برنامج شامل للتوعية الأمنية والتدريبية مقابل 53% عالمياً.

وأشار في ختام تصريحه إلى أن المملكة العربية السعودية قطعت خطوات واسعة في مجال الأمن السيبراني، وصولا إلى إطلاق الهيئة الوطنية للأمن السيبراني التي ترتبط بخادم الحرمين الشريفين مباشرة، كذلك قامت مملكة البحرين بتأسيس المركز الوطني للأمن السيبراني، وذلك إدراكا من قيادتي المملكتين لأهمية الأمن السيبراني كمجال حيوي يرتبط مباشرة بكثير من المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.