تسمية القمر بـ"ضوء 1" تيمناً بكتاب الضوء الأول لجلالة الملك المفدى
إنجاز تاريخي أسهم في تحقيقه شباب البحرين بنسبة 75 %
ما تحقق جزء من الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء
رفع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، وإلى شعب البحرين، بمناسبة قرب إطلاق أول قمر صناعي بحريني مشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ويحمل الاسم "ضوء 1"، تيمناً بكتاب الضوء الأول لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، حيث من المقرر إطلاقه مع نهاية شهر ديسمبر 2021، ويعد إنجازا كبيرا لمملكة البحرين، ساهم في تنفيذه نخبة من الشباب البحريني المؤهل والمتمكن في مجال علوم الفضاء.
جاء ذلك لدى استقبال سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، سعادة المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، وسعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، وفريق البحرين للفضاء المكون من نخبة من الكوادر الشبابية العاملة في الهيئة والمساهمة في هذا تنفيذ هذا المشروع.
وأشاد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بهذا الإنجاز، الذي جاء تحقيقاً لرؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، وتنفيذاً لتوجيهات جلالته السامية بشأن تطوير الجهود في مجال علوم الفضاء وغيرها من العلوم المواكبة لمتطلبات الحاضر واحتياجات المستقبل، والعمل حثيثا على تعزيز القدرات الوطنية، بتأهيل الشباب البحريني للإبداع والتميز في هذا المجال، مثنياً سموه على الجهود الكبيرة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من أجل إنجاز هذا المشروع الذي يؤكد ما يتمتع به الشباب البحريني في مختلف المجالات، ويترجم روحهم الوطنية وعزيمتهم وإصرارهم على تحقيق كل ما من شأنه رفعة مكانة البحرين وتقدمها العلمي والتقني، منوهاً بالتعاون المثمر مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ضمن العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
حققنا هدفاً رئيسياً لخطة استراتيجية وطنية
من جانبه، أعرب سعادة المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن بالغ الشكر والتقدير والامتنان لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على اهتمامه ورعايته، حيث يأتي تفضله بهذا اللقاء الذي يأتي في إطار دعم سموه اللامحدود لجهود الهيئة وأنشطتها، وضمن دعمه لتنفيذ خطة الهيئة الاستراتيجية التي تم وضعها في عام 2019 وتمتد إلى العام 2023م لتحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لتطوير القدرات والكوادر الوطنية في قطاع علوم الفضاء.
وأكد سعادة وزير المواصلات والاتصالات أن ما نشهده اليوم من فريق البحرين للفضاء، والذي تم تشكيله في نهاية 2018 الخطوة الأولى لتطوير قدراتها الوطنية يدعو للفخر، والاعتزاز. مبينا أن الهيئة مستمرة في بذل الجهود، من خلال المبادرات التي سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، ومن أبرزها البدء في تنفيذ قمر صناعي بحريني بالكامل خلال العامين المقبلين، بأيدي الكفاءات البحرينية التي تم الاستثمار فيها خلال الفترة الماضية، متضمناً حمولة تلبي مجموعة من الاحتياجات الوطنية، إضافةً إلى إنشاء المختبرات العلمية المرتبطة بالمشروع.
دراسة أشعة "جاما" والسحب الركامية
من جهته، عبّر سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن فخره بهذا المشروع الوطني، الذي كان دعم القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها الركيزة الأساسية في تحقيقه، منوهاً بأن هذه الطاقات البحرينية الشابة في مختلف التخصصات الهندسية، للتنافس على الريادة العالمية في مجال الفضاء، مؤكداً أن الهيئة تدعم الكفاءات الوطنية وتعزز إمكانياتها المعرفية والتقنية والعملية، فجميع كوادرها من البحرينيين المؤهلين. مشيرا إلى أن من بين جوانب التميز في الهيئة أيضا، أن نسبة المرأة البحرينية بين أفراد الفريق تبلغ 64%، وذلك ضمن جهود المملكة لتمكين المرأة في مختلف القطاعات، والهيئة مستمرة في استقطاب المزيد من الشباب البحريني المتمكن والطموح.
وعلى صعيد آخر أوضح العسيري أن الحمولة الرئيسية للقمر مخصصة لدراسة أشعة "جاما" والسحب الركامية، وهي من الدراسات الحديثة في هذا المجال، وتُمثل مساهمة من مملكة البحرين في المجهود الدولي لقياس هذه الأشعة ودراسة تأثيراتها على سلامة هياكل الطائرات وسلامة المسافرين، مما سيجعل المملكة على قائمة الدول التي تنافس على الريادة في علوم الفضاء، تحقيقاً للرؤية التي اختطها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، مشيراً إلى أن الاسم "ضوء 1" مرتبط كذلك بالمهمة الرئيسية للقمر الصناعي، والمتمثلة في الكشف عن أشعة "جاما" الأرضية الناجمة عن السحب الركامية وما يصدر عنها من رعود وبرق، مما يجعل له علاقة مباشرة بالضوء الناجم عن هذه السحب.
فريق عمل وطني بقدرات استثنائية
هذا وقد عمل الشباب المنتمي لفريق البحرين للفضاء على إنجاز مهامهم في هذا المشروع، خلال فترة ابتعاثهم لدراسة الماجستير، ضمن فريق العمل بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمشاركة عدد من الأساتذة والمهندسين وطلبة الدراسات العليا بالجامعة، ونتيجة تعاون بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الإمارات للفضاء .
وقد ثمّن أعضاء الفريق الشبابي المساهم في المشروع، دعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حيث يعتبر سموه قدوة الشباب البحريني المخلص والمعطاء، مؤكدين أن هذه المهمة تمثل نقطة الانطلاق نحو بناء برنامج فضائي بحريني متطور، يضع مملكة البحرين بين صفوة الدول في مجال الفضاء، ويلبي احتياجات المملكة في مختلف قطاعاتها، ويسهم في تعزيز البحث العلمي، مشيرين إلى أن المهمات الفضائية تعتبر ركيزة أساسية للبنى التحتية للبرامج الفضائية الدولية، لكونها تمثل مصدر البيانات الفضائية التي تدعم جهود الحكومات لتحقيق التنمية المستدامة.
وتقدم أعضاء الفريق بالشكر الجزيل للقيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها على دعمها وتشجيعها وإيمانها بقدرات الشباب البحريني، مؤكدين أن هذا الإنجاز ما هو إلا ثمرة رؤية صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، والدعم المستمر من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لمنتسبيها، وثقتها بالقدرات الوطنية الشابة، مشيرين إلى عزمهم على بذل المزيد من الجهود لتحقيق إنجازات أخرى قادمة بإذن الله.