سماهر سيف اليزل
تجلت مظاهر التعاون والتعاطف وتجسدت في "فزعة" أهل البحرين كافة بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنداء استغاثة من والد الطفل المفقود عبدالله أحمد، إذ أحيت هذه الاستغاثة روح أهل البحرين مواطنين ومقيمين شبابا وشابات في مشهد يستحق وقفة تأملية، حيث توالت الحشود من منطقة الرفاع وجميع مناطق المملكة للمساعدة في البحث عن الطفل، في رحلة استمرت لما يزيد عن 12 ساعة، لم يهدأ فيها بال لأهل البحرين الذين ظلوا متابعين للحدث قلبا وقالبا، وعبروا عن ذلك بمسيرات من الفرح بعد العثور عليه، حيث أكد عدد من المواطنين الذين شاركوا في عمليات البحث عن طفل الرفاع المفقود أن المحرك الأول لهم بمجرد سماعهم لنداء الاستغاثة الأبوي كان العاطفة وإحساس المسؤولية تجاه هذا الطفل وذويه والرغبة الجامحة في تقديم أبسط أنواع المساعدة.
وأكد حميد الحايكي والد طفل توحدي، أنه تحرك من سترة متتبعا الأخبار المتداولة بمناطق ظهور الطفل، مغمورا بمشاعر الخوف والقلق، خصوصا وأن المنطقة وعرة ومليئة بالكلاب الضالة.
وأضاف: "أنا والد لطفل توحدي، وأعرف إحساس الأبوة الذي يعاني بفقدان طفله خصوصا إذا كان من التوحديين، بالإضافة إلى شعور التكافل المجتمعي، الذي تعودنا عليه نحن مواطني البحرين".
من جهتها قالت أمل إبراهيم: "أول ما سمعت الخبر ورأيت صورة الطفل "شفت صورة ولدي فيه" وحركتني عاطفة الأمومة مباشرة للخروج والمساهمة في عمليات البحث، ولكوني أم لطفلة توحدية فأنا على علم بمدى صعوبة الموقف، بسبب عدم قدرة هؤلاء الأطفال على التعبير"، مؤكدة أنها ظلت تبحث لمدة 3 ساعات متواصلة، واستمرت بالمتابعة مع والد الطفل حتى تم العثور عليه، مشيرة إلى أن ما رأته أثناء البحث من تعاون وتكاتف بين الجميع أمر عظيم وليس بغريب على البحرين وأهلها الطيبين.
فيما قالت أم طلال الدوسري: "ظل شعب البحرين على قلب واحد، ولم يتحمل أي فرد منا خبر فقدان الطفل أو استغاثة الأب التي حركت المشاعر والعاطفة، خصوصا وأن الطفل من أطفال التوحد الذين يجدون صعوبة في الحديث أو التعبير، بالإضافة إلى ظروف الطقس التي كانت قاسية إلى حد ما على طفل بهذا العمر، و"الفزعة" في موقف كهذا أمر لا بد منه، خصوصا وأن مشاعر القلق والخوف كانت هي المسيطر الأول علينا جميعا أثناء البحث، بالإضافة إلى التعاطف الكبير مع الأبوين".
من جهته، أكد سامي المريسي أنه مر بتجربة مشابهة بضياع ابن أخيه الذي يعاني من طيف التوحد، حيث شعر بمعاناة الأب، لافتاً إلى أنه تعاطفا معه خرج وزوجته للبحث عنه متنقلين بين "الفرجان" القريبة، حيث شهدا تكاتف الجميع للبحث في صورة جميلة نقلت التعاون والإخاء في أبهى صورة.
من جانبها، أوضحت الباحثة في مجال الإرشاد الأسري سارة يوسف أن تعاطف الناس بشكل كبير مع الطفل عبدالله وعائلته، يعكس مدى تعاون أهل مملكة البحرين واتحاد جميع فئاتهم وأطيافهم، مشيرة إلى أن هذا التعاون ساهم بشكل كبير بتوفير الوقت والجهد، كما شكل دعما معنويا وعاطفيا لعائلة الطفل.
وأضافت أن مثل هذه الحوادث تهز عاطفة المواطنين والمقيمين، وتحرك الأفراد والأسر بشكل كبير حيث إنهم يعتبرون المفقود كأحد أفراد الأسرة، ورغم عدم معايشتهم للموقف إلا أن مشاعر الخوف والقلق تظهر عليهم، الأمر الذي يثبت أن الإنسانية هي المحرك الأول في مثل هذه المواقف، وأن المجتمع البحريني بكل أطيافه يقف وقفة واحدة متعاونا متآخيا في أروع المشاهد.
{{ article.visit_count }}
تجلت مظاهر التعاون والتعاطف وتجسدت في "فزعة" أهل البحرين كافة بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنداء استغاثة من والد الطفل المفقود عبدالله أحمد، إذ أحيت هذه الاستغاثة روح أهل البحرين مواطنين ومقيمين شبابا وشابات في مشهد يستحق وقفة تأملية، حيث توالت الحشود من منطقة الرفاع وجميع مناطق المملكة للمساعدة في البحث عن الطفل، في رحلة استمرت لما يزيد عن 12 ساعة، لم يهدأ فيها بال لأهل البحرين الذين ظلوا متابعين للحدث قلبا وقالبا، وعبروا عن ذلك بمسيرات من الفرح بعد العثور عليه، حيث أكد عدد من المواطنين الذين شاركوا في عمليات البحث عن طفل الرفاع المفقود أن المحرك الأول لهم بمجرد سماعهم لنداء الاستغاثة الأبوي كان العاطفة وإحساس المسؤولية تجاه هذا الطفل وذويه والرغبة الجامحة في تقديم أبسط أنواع المساعدة.
وأكد حميد الحايكي والد طفل توحدي، أنه تحرك من سترة متتبعا الأخبار المتداولة بمناطق ظهور الطفل، مغمورا بمشاعر الخوف والقلق، خصوصا وأن المنطقة وعرة ومليئة بالكلاب الضالة.
وأضاف: "أنا والد لطفل توحدي، وأعرف إحساس الأبوة الذي يعاني بفقدان طفله خصوصا إذا كان من التوحديين، بالإضافة إلى شعور التكافل المجتمعي، الذي تعودنا عليه نحن مواطني البحرين".
من جهتها قالت أمل إبراهيم: "أول ما سمعت الخبر ورأيت صورة الطفل "شفت صورة ولدي فيه" وحركتني عاطفة الأمومة مباشرة للخروج والمساهمة في عمليات البحث، ولكوني أم لطفلة توحدية فأنا على علم بمدى صعوبة الموقف، بسبب عدم قدرة هؤلاء الأطفال على التعبير"، مؤكدة أنها ظلت تبحث لمدة 3 ساعات متواصلة، واستمرت بالمتابعة مع والد الطفل حتى تم العثور عليه، مشيرة إلى أن ما رأته أثناء البحث من تعاون وتكاتف بين الجميع أمر عظيم وليس بغريب على البحرين وأهلها الطيبين.
فيما قالت أم طلال الدوسري: "ظل شعب البحرين على قلب واحد، ولم يتحمل أي فرد منا خبر فقدان الطفل أو استغاثة الأب التي حركت المشاعر والعاطفة، خصوصا وأن الطفل من أطفال التوحد الذين يجدون صعوبة في الحديث أو التعبير، بالإضافة إلى ظروف الطقس التي كانت قاسية إلى حد ما على طفل بهذا العمر، و"الفزعة" في موقف كهذا أمر لا بد منه، خصوصا وأن مشاعر القلق والخوف كانت هي المسيطر الأول علينا جميعا أثناء البحث، بالإضافة إلى التعاطف الكبير مع الأبوين".
من جهته، أكد سامي المريسي أنه مر بتجربة مشابهة بضياع ابن أخيه الذي يعاني من طيف التوحد، حيث شعر بمعاناة الأب، لافتاً إلى أنه تعاطفا معه خرج وزوجته للبحث عنه متنقلين بين "الفرجان" القريبة، حيث شهدا تكاتف الجميع للبحث في صورة جميلة نقلت التعاون والإخاء في أبهى صورة.
من جانبها، أوضحت الباحثة في مجال الإرشاد الأسري سارة يوسف أن تعاطف الناس بشكل كبير مع الطفل عبدالله وعائلته، يعكس مدى تعاون أهل مملكة البحرين واتحاد جميع فئاتهم وأطيافهم، مشيرة إلى أن هذا التعاون ساهم بشكل كبير بتوفير الوقت والجهد، كما شكل دعما معنويا وعاطفيا لعائلة الطفل.
وأضافت أن مثل هذه الحوادث تهز عاطفة المواطنين والمقيمين، وتحرك الأفراد والأسر بشكل كبير حيث إنهم يعتبرون المفقود كأحد أفراد الأسرة، ورغم عدم معايشتهم للموقف إلا أن مشاعر الخوف والقلق تظهر عليهم، الأمر الذي يثبت أن الإنسانية هي المحرك الأول في مثل هذه المواقف، وأن المجتمع البحريني بكل أطيافه يقف وقفة واحدة متعاونا متآخيا في أروع المشاهد.