الحمادة: المشروع أبصر النور بدعم واستثمارات 3 سيدات بحرينيات

زهراء الحمر وبتول زكريا تفوزان بجوائز الحملة

تكريم "الوطن" لرعايتها الإعلامية حملة «ترى عادي»


افتتح وكيل وزارة الصحة الدكتور وليد المانع أمس مستشفى سلوان للطب النفسي بحضور عدد من المسؤولين والكوادر المختصة بالقطاع الصحي في المملكة، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين. وأشاد المانع بافتتاح المستشفى الذي يمثل الشراكة المجتمعية الفعلية لجهات داعمة للخدمات الصحية الحكومية في مجال تقديم الاستشارات الطبية المتخصصة في الطب النفسي.

وأكد أهمية ودور مثل هذه المشاريع الطبية العلاجية الحيوية والمراكز المختصة التي تساهم بدورها الفعال في توفير خدمات استشارية وعلاجية وتأهيلية ذات كفاءة وجودة عاليتين لصالح خدمة جميع المواطنين والمقيمين بالمملكة وتحسين جودة الحياة للأفراد من مختلف الفئات العمرية، بما يعزز من موقع المملكة على الخارطة الصحية من حيث توفيرها المستشفيات والمراكز الطبية بمختلف التخصصات، بمشاركة وجهود مقدرة من جانب كوادر طبية ذات خبرة طويلة في مجال الطب النفسي لتساهم في منح خدمات الدعم النفسي اللازم والمطلوب لمختلف الفئات المستهدفة بالمجتمع البحريني.

رئيس مستشفى سلوان للطب النفسي الدكتور عبداللطيف الحمادة أكد أن المستشفى يحرص بالدرجة الأولى على تقديم أعلى مستوى من الخدمات الطبية النفسية المتكاملة، وهي بيئة تتوافر فيها بيئة أشبه بالمنزل وتعزز الثقة بالنفس، ما يساعد في تسريع العملية العلاجية.

وأشار إلى أن المستشفى مؤسس بحسب المعايير والأسس التصميمية للمنشآت الصحية النفسية، مع التنظيم للأقسام المختلفة بحسب المراحل العلاجية للمريض والعلاقات الوظيفية والحركية بين مختلف الأقسام. وأشار الحمادة إلى أنه تم استخدام المواد والتشطيبات المناسبة والتي تضمن الأمان للمرضى بالمستشفى، إلى جانب مراعاة الجوانب الجمالية للمبنى لما لها من أثر نفسي إيجابي على المرضى.

وأكد أن المستشفى اهتم إلى حد كبير بتوفير جو اجتماعي بين المرضى بما يعزز الثقة بالنفس والقابلية للاندماج في المجتمع، عبر التصميم المريح للمناطق المعيشية ومناطق التواصل والعلاج الجماعي، بالإضافة إلى العمل على توفير مختلف الأنشطة التعليمية والترفيهية الجماعية.

وأعرب عن شكره لوكيل وزارة الصحة، على رعايته حفل افتتاح المستشفى الذي يجسد الدعم الحكومي لمثل هذه المشاريع الطموحة التي تلبي احتياجات الأفراد، كما تساهم بدورها في خلق فرص لحياة نوعية أفضل من خلال تقديمها خدمات الدعم النفسي بأساليب علاجية وتأهيلية حديثة ومتطورة.

وأشاد الحمادة بدور ثلاث سيدات بحرينيات كان لهن الفضل في أن يبصر حلم المستشفى النور، إيماناً منهن بأهمية الصحة النفسية المجتمعية، ورغبة منهن في إنشاء صرح طبي وطني يضاهي أرقى المراكز الطبية المعروفة، ليخدم المواطنين والمقيمين ومواطني دول مجلس التعاون، فقدمن الدعم المعنوي قبل المادي باستثمار كل ما لديهن من مال لتحقيق هذه الأمنية، وكلهن أمل في توسعة المستشفى خلال السنوات المقبلة. وأكد أن هذا الصرح الطبي جاء بدعم واستثمارات بحرينية بحتة من 3 سيدات بحرينيات استطعن إنجاز ما يعجز عنه الآخرون في بناء مستشفى متكامل بكوادر وطنية، لتعزيز السياحة العلاجية والنفسية في البحرين.

وفيما يتعلق بتطبيق السياسات والأنظمة في المستشفى، فإن المريض النفسي يتمتع بأهم الحقوق وأهمها وأبرزها تلقي العناية الطبية الواجبة في بيئة آمنة ونظيفة، والحصـول على العلاج بحسـب المعايير النوعية المتوافرة المتعارف عليها طبياً، وإعطاء المريض الفرصـة في المشـاركة الفعلية والمستمرة في الخطة العلاجية، إذا كان قادراً على ذلك، إلى جانب احترام حقوقه الفردية في محيط صـحي وإنسـاني يصـون كرامته، ويفي باحتياجاته الطبية.

وحول الخدمات التي يشتمل عليها المستشفى فتشمل خدمات التشخيص والعلاج كلاً من العيادات الخارجية حيث تعتبر العيادات الخارجية أحد أقسام المستشفى الرئيسة، وتقع في الطابق الأول، لعزل حركة المرضـى الخارجيين عن حركة المرضـى المقيمين.

كما أن غرفة العلاج مصممة بحيث يكون فيها عزل صـوتي بما لا يسمح بوصول صوت الطبيب المعالج والمريض إلى غرفة الانتظار. وتقع العيادات الخارجية بجانب قسم الطوارئ والصيدلية والمختبر وأمين الصندوق ليسهل على المرضى الوصول لإيهم.

كما يتم الكشـف على المرضى الخارجيين وعلاجهم من خلال الأطباء النفسـيين الاستشاريين والاختصاصيين والمعالجين النفسيين، كما يستقبل المستشفى المرضى النفسيين من كبار السن والبالغين والأطفال، بالإضافة إلى الصيدلية والمختبر وأمين الصندوق.

ويوجد بجانب العيادات الخارجية كل من قسـم المختبر الذي يتم فيـه إجراء الاختبارات وتحاليل الـدم المختلفة واختبارات الكيمياء التحليلية. كما يتواجد قسم للطوارئ لاستقبال الحالات الحادة والحرجة من المرضى النفسيين وخاصة الذين يقاومون بعنف، ما قد يؤدى إلى إيذائهم لأنفسـهم أو للآخرين. وهو في نفس الطابق الذي توجد فيه العيادات الخارجية.

كما تتوافر وحدة للتمريض في الأجنحة ومحطة تمريض واحدة في وسـط الجناح الخاص بالرجال وأخرى للنساء وتضم كل وحدة محطة تمريض مستقلة تقدم خدمات التمريض من متابعة وفحص وتقديم الأدوية للمرضي. ويوجد ممر داخلي يصـل بين غرف المرضى ووحدة التمريض. وتعتمد الأجنحة على الإضاءة والتهوية الصناعية.

أما غرفة إقامة المرضى فهي عبارة عن غرف فردية مصممة، بحيث تكون شبيهة بغرف النوم في المنزل المعتاد، بما يساعد في العملية العلاجية للمريض وتجاوبه مع العلاج وسرعة شفائه، إلى جانب وجود غرفة للعلاج النفسـي الجماعي حيث تتوافر في المسـتشـفى غرفة لاجتماع المرضى في مجموعات علاجية وأنشطة إعادة التأهيل المختلفة بما يسمح باجتماع حوالي 10 إلى 12 فرداً يجلسـون معاً على شـكل دائرة، بما يسـمح باستخدام الغرفة في العلاج الجماعي والعلاج الأسري.

كما قدمت زهراء الحمري الفائزة بالمركز الأول عن قصة «الصامت الثرثار» كلمة شكر بالنيابة عن المكرمين، قالت فيها: «وفقاً لما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي مليار إنسان يعانون من اضطرابات نفسية، والسؤال هنا: كم نسبة الذين يتلقون العلاج والإرشاد ممن يعانون من تلك الاضطرابات؟».

وأشارت إلى أن قلة الوعي، والشعور بالعار من وجود اضطراب نفسي هما من أهم الأسباب التي تحول دون مراجعة المختصين، إذا ما استبعدنا العائق المادي، وبفضل الله تنعم مجتمعاتنا اليوم بوعي أفضل من العقود المنصرمة، ثم بفضل الوعاة الذين حملوا على عاتقهم مستقبل الصحة النفسية، ومنهم مستشفى سلوان للطب النفسي.

وعن سبب مشاركتها في مسابقة المستشفى قالت: «إنها جاءت دعماً لجهود المستشفى في التوعية المجتمعية، ولشعورها بالمسؤولية تجاه هذه الفئة».

فيما قالت الفائزة الثانية بتول زكريا التي تبلغ من العمر 13 عاماً بقصة «أجنحتي البيضاء»: «إن هذا الفوز هو دافع كبير لي في أن أستمر في الكتابة وألا أتوقف، داعية جيلها إلى المبادرة بالقراءة والكتابة؛ فالقراءة عالم جميل وخلاق وملهم.

وتم تكريم راعي الحفل وكيل وزارة الصحة، كما تم تكريم جميع الفائزين بحملة «ترى عادي» التي ضمت 12 فائزاً، كما تم إلى جانب ذلك تكريم أعضاء لجنة التحكيم وصحيفة «الوطن».

ويأتي الافتتاح الرسمي للمستشفى بعد أن تم افتتاح مركز سلوان في عام 2018 ليشكل إضافة جديدة للقطاع الصحي الخاص في مجال تقديم الاستشارات والعلاجات النفسية والتأهيلية من خلال مشاركة نخبة من الأطباء الاستشاريين والمختصين.