استضاف متحف البحرين الوطني صباح اليوم الخميس الموافق 23 ديسمبر 2021م لقاءً هو الأول من نوعه بعنوان "شراكة مجتمعية"، وهو عبارة عن اجتماع مع عدد من أفراد المجتمع المحلي القاطنين بالقرب من المواقع الأثرية؛ من أجل تحقيق شبكة من الشركاء تهدف إلى الحفاظ على الآثار في المملكة. وشهد اللقاء حضور سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار والدكتور سلمان المحاري مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة، إضافة إلى تواجد حوالي 30 شخصاً من الأهالي المجاورين للمواقع الأثرية.
وبهذه المناسبة توجهت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة بالشكر إلى جميع الحاضرين، وقالت إن هيئة الثقافة تضع الشراكة مع المجتمع المحلي على رأس أولوياتها من أجل الارتقاء بالحراك الثقافي في البحرين، مشيرة إلى أن تعزيز الحوار ما بين الهيئة والمجتمع المحيط بالمواقع الأثرية، حيث يلعب الأهالي دوراً محورياً في الحفاظ عليها وصونها. وأشادت سعادتها بمبادرة السيد حسين عبدالله عليوات، المهتم بالحفاظ على التراث المادي في البحرين، حيث قدّم لهيئة الثقافة قطعة أثرية هامة عبارة عن شاهد حجري لأحد القبور من الفترة الإسلامية، مؤكدة أن ذلك يعكس مستوى الوعي الكبير لدى المجتمع المحلي بأهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه.
من جانبه قال الدكتور سلمان المحاري أن تلبية المجتمع المحلي لدعوة هيئة البحرين للثقافة والاثار تؤكد الرغبة لدى الأهالي في المشاركة في حفظ وصون تراث وآثار مملكة البحرين، منوهاً بأن هذه المبادرة ستعزز الشراكة المجتمعية ما بين الجهات الرسمية ممثلة بهيئة الثقافة والمجتمع المحلي. وأكد على أن مسؤولية الحفاظ على التراث الاثري هو مسؤولية جماعية، وهذا التراث هو ملك للإنسانية ينبغي على الجميع المساهمة في صونه وحمايته، وأن الحفاظ على هذه الاثار هو جزء من دورنا في الحفاظ على هوية بلدنا العزيز.
من جانبهم، أبدى حضور اللقاء استعدادهم ورغبتهم في التعاون مع هيئة البحرين للثقافة والاثار بما يعزز من حماية التراث الأثري في البحرين. وشهد اللقاء تعريف المشاركين بتاريخ وأهمية المواقع الأثرية المجاورة لمناطقهم، وأثمر عن إنشاء مجموعة تعرف باسم "أصدقاء الآثار"، وهذه المجموعة قابلة للتوسع بشكل أكبر وتسعى إلى استقطاب كافة الراغبين بالانضمام إلى جهود الحفاظ على المواقع الأثرية في البحرين.
ونظراً لمدى أهمية إشراك المجتمعات المحلية في عمليات إدارة وتطوير وحفظ المواقع الأثرية والتراث الثقافي، فقد حثت العديد المواثيق الدولية المتعلقة بالتراث الأثري والثقافي في العالم على ضرورة تنفيذ هذه الخطوة، وتدعمها مؤسسات عالمية كاليونيسكو والايكوموس وغيرها.