أكد الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة على أهمية الثورة الصناعية الرابعة بوصفها ثمرة قرنين من التقدم العلمي في مجموعة واسعة من التخصصات، مشددا على أهمية الاستثمار والاعتناء بالطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية باعتبارهما أهم متطلبات التنمية في عالم اليوم.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الدولي حول الثورة الصناعية الرابعة الذي عقد تحت رعايته و استضافته مملكة البحرين وبمشاركة مئات الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم ونخبة من العلماء والأكاديميين المتحدثين الخبراء في مجالاتهم، بتنظيم من الجامعة الأهلية.
ورحب الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج بالرعاية الكريمة للدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة للمؤتمر الذي يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات المهمة والحيوية التي تقيمها الجامعة هذا العام، مشددا على أهمية تسليط الضوء على محاور الثورة الصناعية الرابعة والتحديات وفرص التنمية المستدامة.
وأكد راعي المؤتمر الدكتور عبدالحسين ميرزا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أن الثورة الصناعية الرابعة تستند إلى أربعة أركان أساسية تشكل تطورات التكنولوجية، وهي: محددة: الإنترنت عالي السرعة وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وروبوتات الواقع المعزز، واستخدام تحليلات البيانات الضخمة والتكنولوجيا السحابية.
وأوضح أن التقنيات موجودة في كل جانب من جوانب الحياة البشرية، لا سيما في تحديد تفاعلاتنا ، وازدهار اقتصاداتنا، والتأثير على بيئتنا، وتوجيه المعلومات التي يتأثر الأفراد والمنظمات بناءً عليها.
ونوه إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تولي اهتمامًا كبيرًا بمجال الطاقة، والذي يتضمن الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث من المتوقع أن يكون لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة تأثير إيجابي على إمدادات الطاقة بسبب التحول النموذجي في انتقال الطاقة من الوقود الأحفوري التقليدي إلى مصادر الطاقة المتجددة، ومن المرجح أن يؤدي التغير التكنولوجي السريع المصحوب بتخصيص استثمارات كبيرة في مصادر جديدة للطاقة إلى خفض تكلفة الطاقة ومساعدة الصناعات على زيادة القدرة والمنافسة بنجاح.
وذكر بأن الحصول على الطاقة، وخاصة الكهرباء، أمرًا بالغ الأهمية للتحول السريع إلى المجتمع الرقمي، تشكيل وإنشاء المدن الذكية من خلال قطاع الكهرباء الذي يغذي قطاع النقل وهو مسؤول عن سير جميع الأنشطة المدنية.
وبيّن د. عبدالحسين أن التقنيات الرقمية تتمتع بميزة توفير البيانات التي تساعد صانعي السياسات على عمل بدائل لتوفير موارد طاقة متجددة موثوقة وصديقة للبيئة، إذ تعد الطاقة المتجددة أساسية لتلبية طلب السوق على الطاقة في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وفي الوقت الحالي، يأتي أكثر من نصف الطلب العالمي على الطاقة من مصادر الطاقة غير التقليدية بما في ذلك الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية، حيث يشهد الطلب العالمي على الطاقة تحولًا سريعًا من موارد الطاقة التقليدية إلى مصادر متجددة نظيفة، ومن خلال ذلك زادت حصة الطاقة المتجددة في سوق الطاقة العالمية من حوالي 7٪ في عام 2010 إلى حوالي 25٪ في الوقت الحالي ومن المتوقع أن تصل إلى 50٪ بحلول عام 2050.
ومن جانبه أشاد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي بمحاور المؤتمر والمستويات الرفيعة للأسماء العلمية المشاركة فيه، معبرا عن خالص شكره لراعي المؤتمر الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة وللجنة المنظمة للمؤتمر بقيادة البروفيسور شوقي الدلال ولجميع العلماء والمفكرين والباحثين والمهتمين المشاركين في فعاليات المؤتمر.
وتطرق العالي في كلمته إلى أهمية نشر الأبحاث والتوسع فيها لما لها من أهمية في تشكيل حياة أفضل للبشرية، وإطلاق مشاريع تصب في مصلحة تنمية القطاع الصناعي، وبالخصوص مع هيمنة الذكاء الاصطناعي ووجوده في شتى المجالات، والحاجة له في عصر الرقمنة والتكنولوجيا المتسارع.