افتتح وزير العمل والتنمية الاجتماعية، السيد جميل بن محمد علي حميدان، اليوم الأربعاء المؤتمر الدولي الثالث لتنمية الموارد البشرية، الذي تنظمه جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية تحت شعار " الصحة النفسية في بيئة العمل"، خلال الفترة ما بين 19-20 يناير الجاري، وذلك في فندق الدبلومات، بمشاركة العديد من المؤسسات ذات العلاقة والمتخصصين من داخل وخارج مملكة البحرين.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض أفضل الممارسات الناجحة لبناء مؤسسات وشركات وبيئات عمل أكثر صحة لدعم الصحة النفسية للموظفين والعاملين في مختلف المنشآت، كما يستعرض أفضل الدراسات الحديثة التي يقدمها عدد من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
وفي كلمة له خلال المؤتمر ، أكد حميدان أهمية دور الصحة النفسية للموظف في الارتقاء بالإنتاجية في أي مؤسسة، وضرورة المحافظة على الجوانب النفسية خاصة في وقت الأزمات الكبرى كانتشار الأوبة وغيرها، مشيراً في هذا السياق إلى تأثير تفشي جائحة كورونا على الصحة النفسية للعاملين، التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الصحة النفسية في بيئة العمل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على توفير الأمان الوظيفي وعدم المساس بالمكتسبات المتحققة وقوة واستقرار سوق العمل، سعياً لضمان العيش الكريم، الذي يعد التحدي الأول الذي يواجه المنظومة الاقتصادية والمجتمعية في وقت الأزمات ومواجهة التحديات.
وفي هذا السياق لفت الوزير إلى أنه بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والرؤى الرائدة والمستنيرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وبتعاون
مثمر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومساهمة قادة الفكر والرأي، تمكنت البحرين من اجتياز التحديات التي فرضتها الجائحة باقتصاد متين وسوق عمل مستقر ومتماسك تم خلاله المحافظة على الاستقرار الوظيفي للقوى العاملة الوطنية، مؤكداً أن النتائج جاءت طيبة وتبعث على الأمل بمستقبل مشرق وسوق عمل مستقر ونامي يؤمن بطاقات وقدرات البحرينيين في مواجهة التحديات. كما تطرق حميدان إلى النجاح في تحقيق الأرقام المستهدفة عبر توظيف أكثر من 26 ألف باحث عن عمل، وتدريب أكثر من 12 ألف شاب بحريني، وذلك في العام 2021 من خلال المشروع الوطني للتوظيف في نسخته الثانية، ووضع خطة التعافي الاقتصادي (2022-2026) التي تستهدف توظيف أكثر من 20 ألف، وتدريب أكثر من 10 آلاف من الشباب البحريني سنوياً.
وأكد حميدان مواصلة التصدي للتحديات من خلال إعادة هندسة البنية التحتية للتدريب وتطوير القوى العاملة، ومعالجة أي خلل يؤثر على إدماج الشباب في سوق العمل بتخصصاتهم المختلفة، من خلال العديد من المشروعات التي تستهدف تحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، في ضوء التطور الكبير والمتغيرات المتسارعة في هذه السوق بسبب العولمة الرقمية والأمن المعلوماتي وغيرها من أوجه التطور التي أصبحت سمة العصر، ويأتي في مقدمتها: مبادرة مهارات البحرين (Skills Bahrain)، برنامج مهارات التوظيف، تصميم برامج تدريبية للباحثين عن عمل والعاملين المستجدين في مؤسسات القطاع الخاص، مشروع (المنصة الإلكترونية لمهارات التوظيف)، وغيرها.
وشدد وزير العمل والتنمية الاجتماعية، على أن كافة الجهود المبذولة تسهم في تعزيز الاستقرار والتطور والأمان الوظيفي كمحور رئيسي لدعم الإنتاجية، وحماية العاملين من آثار ونتائج التحديات التي نمر بها، لافتاً إلى أنه من المهم خلال هذا المؤتمر إرسال رسالة إلى أصحاب الأعمال، بتوفير مقومات المحافظة على الصحة النفسية في مواقع العمل، والرسالة كذلك للموظفين والعمال بضرورة الثقة بأن البحرين قادرة على ضمان استقرارهم وأمنهم الوظيفي.
من جانبه قال رئيس جميعة البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية، السيد أحمد محمود عطية أن موضوع الصحة النفسية في بيئة العمل أصبح من المواضيع الهامة التي أصبحت أكثر إلحاحا في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد جائحة كورونا، لافتاً إلى أن المؤتمر يهدف الى إبراز أفضل الممارسات والتجارب في مجال الصحة النفسية في بيئة العمل لتعزيز التوعية وتأكيد ضرورة وجود بيئة مهنية صحية تدعم
احتياجات الموظفين من خلال استراتيجيات وتقنيات الدعم السليمة والتي تتضمن برامج الرعاية النفسية والإرشاد وبرامج التدريب وتنمية مهارات الموظفين بالإضافة إلى البرمجيات الحديثة الخاصة بالصحة النفسية في بيئة العمل.
وقد قام الوزير راعي الحفل بتكريم المتحدثين الرئيسيين في هذا المؤتمر إضافة الى الجهات الراعية.