دور محو الأمية المالية في القرارات المالية والإستثمارية للأسر، وتأثيرات التيسير الكمي وخفض أسعار الفائدة على المدخرين، ودور الحكومات في حماية العاملين من الصدمات التي تؤثرعلى دخلهم المعيشي، والصيرفة الرقمية والإحتواء المالي (financial inclusion)، وبناء مؤشر إقليمي للإدخار الأسري، والتخطيط المالي وإنتقال الثروة بين الأجيال، هي بعض الموضوعات الهامة التي سيغطيها المؤتمر العربي السنوي الثاني للإدخار، الذي سيعقد في 29 و 30 مارس 2022.
وقد استقطب الحدث الذي تنظمه شركة "فينتك روبوز"، مزود الحلول الرقمية للإدخار والتقاعد ومقرها البحرين، متحدثين من كبار مدراء البنوك الإقليمية، وشركات التأمين، وشركات إدارة الاستثمار، ومديري الثروات، وإستشاريي التخطيط المالي والإستثمار وشركات الحلول الرقمية "فينتك" والاقتصاديين الماليين.
وذكر السيد إبراهيم خليل إبراهيم، الرئيس التنفيذي لشركة فينتك روبوز، أن التقارير الإقتصادية تشير إلى أن العادات الحياتية للأسر قد تغيرت بشكل كبير خلال أزمة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، حيث تسبب الوباء في انخفاض حاد في استهلاكهم وحدوث طفرات في مدخراتهم ، كما يتضح من الإحصاءات المتوفرة. ويعزى ذلك إلى التدابير المتخذة في معظم البلدان للحد من إنتشار الوباء الذي حد بشكل كبير من فرص استهلاك السلع والخدمات، وبذلك أدى إلى تحقيق وفورات على مستوى موازنات الأسر.
فوفقًا للبيانات المنشورة، على الرغم من ارتفاع المدخرات الشخصية منذ الأزمة المالية 2007-2009 عالميا، إلا أن معدل الادخار زاد بسرعة خلال وباء الكورونا لعدة أسباب، من ضمنها الإدخار الاحترازي وعدم القدرة على إنفاق الأموال بسبب إغلاق المحال التجارية.
وبالنسبة للمختصين في الإدخار والتخطيط المالي، هناك درسان يمكن استخلاصهما من تجربة الوباء الحالي. الأول يتعلق بالأسر المتضررة من الوباء، وكيف أثر ذلك على وظائفهم ودخلهم وسبل عيشهم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يكن لديهم أي مدخرات أو أموالا للحالات الطارئة. وأوضح السيد إبراهيم أن هذه التجربة الصعبة على هذه الشريحة من الناس يجب أن تكون حافزا لهم في تغيير سلوكهم المالي في السنوات القادمة.
والثاني يتعلق بقدرة الأسر وميلها الفعلي للإدخار، حيث وصل إدخارهم إلى مستويات غير عادية منذ أوائل عام 2020. فقد زاد معدل الادخار بشكل حاد في النصف الأول من عام 2020، ومنذ ذلك الحين، تقلب حول مستوى أعلى بكثير مما كان عليه قبل انتشار الوباء. وهذا بدوره سيشجع الأسر على الاستمرار في مستويات الإدخار الأعلى التي حققتها.
وأوضح أن الغرض الأساسي من تنظيم هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة هو خلق نقاش حيوي ومنصة لتبادل المعلومات حول أهمية الإدخار طويل الأجل، بهدف خلق وتعزيز الملائة المالية للأسرة العربية. كما يهدف أيضًا لزيادة الوعي بالحاجة إلى الادخار، والمعرفة حول حلول الإدخار والتخطيط المالي التي تقدمها الصناعة المالية والابتكارات العالمية في هذا المجال.
وقال السيد إبراهيم "ببساطة ، نحن نهدف إلى بناء وعي أفضل للأسرة الخليجية والعربية حول الحاجة للإدخار وبناء الإستقرار الإقتصادي على مستوى العائلة، بما في ذلك تعزيز الثقافة المالية ووضع موضوع الإدخار في أجندة المعنيين بالسياسات الإقتصادية والمالية."
مضيفا أنه جنبًا إلى جنب مع المؤتمر العربي السنوي للتقاعد، نأمل أن يعزز المؤتمر العربي للإدخار الذي تنظمه شركة فينتك روبوز نقاشًا حيويًا ومنتدى متنامٍ للقطاع المالي حول المالية الشخصية ومدخرات التقاعد واستثمارات صناديق التقاعد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.