أفادت الدكتورة ايمان أحمد حاجي القائم بتصريف أعمال المستشفيات الحكومية غير الخاضعة للضمان الصحي بأنه في إطار المبادرات المتميزة لتطوير وتحسين خدمات الطب النفسي بوزارة الصحة واتساقاً مع نهج وزارة الصحة في تعزيز البحوث العلمية التي تساهم في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
قام فريق من الباحثين في مستشفى الطب النفسي بمشروع بحث علمي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية، حيث استند على توجيه القدرات المعرفية والتكنولوجية في إدارة تجارب المرضى في الرعاية الصحية و رصد وتفسير بيانات رضا المستفيدين من الخدمات الصحية، حيث يتشكل الفريق من كل من الدكتورة إيمان حاجي، والدكتور هيثم جهرمي ، والدكتور أحمد حسين والأستاذ حسن الفردان وذلك بإعداد نموذج بحث علمي لقياس مستويات تقييم المرضى لتجاربهم في الرعاية الصحية أثناء إقامتهم بالمستشفى، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتحليل الاحصائي والتعلم من بيانات الاستبيان المقطعي المرتبط بخمس سنوات من المسح (2016-2020) في مستشفى الطب النفسي، الذي هو يشكل المستشفى الوطني الرئيسي لخدمات الطب النفسي المقدمة في مملكة البحرين.
وأكدت الدكتورة إيمان حاجي بأن فلسفة البحث ترتكز إلى أن فهم تجارب المرضى الداخليين النفسيين تمثل أمراً مهماً لتأسيس ثقافة الرعاية الصحية والتي تتمحور حول المريض من خلال تعزيز الثقة في الرعاية الصحية. لذا هدفت هذه الدراسة إلى تقييم تسعة أبعاد من تجارب المرضى والتحقيق في ارتباطها بثلاث عوامل وهي رضا المريض، والميول لإعادة زيارة المستشفى، إلى جانب تقديم توصية إيجابية للآخرين عن المستشفى. وقد شملت الدراسة بيانات من 763 مريض ولهم متوسط إقامة بلغت 17±65.6 (أيام).
حيث أظهرت النتائج أنه خلال السنوات الخمس 2016-2020، كان الرضا الإجمالي للمرضى "مرتفعًا جدًا" بمعدل 95% مع عدم وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين هذه السنوات الخمس. كما حصلت تجربة السرية على المعلومات على أعلى تصنيف وارتبطت تجارب سهولة الوصول وجودة الاستقبال وجودة الاستجابة لاحتياجات الفرد بشكل كبير مع نية إعادة الزيارة للمستشفى - مما لذلك أثرا في تقليل نسبة المضاعفات أو الانتكاسات التي قد تنجم من تلكؤ بعض المرضى لإعادة زيارتهم للمستشفى.
كذلك كان لدى المرضى ذوي الرضا العالي احتمالية أكبر لنية إعادة الزيارة، والتي ارتبطت بتقديمهم لتوصيات إيجابية عن خدمات المستشفى بشكل عام. ومن بين النتائج التي تم رصدها أنه كان الرجال أقل عرضة من النساء لتجربة سهولة الوصول إلى أجنحة الطب النفسي مما يشير إلى أهمية توجيه الدراسات المستقبلية نحو معرفة أنماط تعامل الشريحة النسائية ورغباتهم نحو خدمات الصحة النفسية، خصوصا في محيط المجتمع العربي. وتشير نتائج معادلات خوارزمية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى ميل المريضات اللواتي يقضين فترات قصيرة إلى إظهار معدلات رضا أقل، وبالتالي هناك حاجة إلى أساليب مبتكرة عند إدارة المشاكل النفسية لهذه المجموعات.
ويمكن الاستنتاج من خلال هذ البحث الذي تم نشرة في مجلة علمية عالمية أن مقومات رضا المريض نحو خدمات الصحة النفسية بما تمثله من أهمية في مجال إدارة جودة الخدمات الصحية والتي ترتبط أيضا ارتباطا وثيقا بنوعية تفاعل المريض صحيا واجتماعيا وما له من دور في عملية استجابة المريض للبرامج العلاجية المقدمة اثناء اقامته بالمستشفى. وكذلك تؤكد الدراسة على أهمية استخدام المعرفة الناتجة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوسع في استثمار هذه التكنولوجيا لغاية تحقيق أهداف إدارة رضا المرضى من خلال التكيف المرن وتصميم نماذج رعاية مبتكرة تعتمد على أفضل الممارسات الصحية.